شغف العلم الذي لا ينتهي

كالطحالب لكنها بكتيريا Cyanobacteria

كالطحالب لكنها بكتيريا _ Cyanobacteria 


كالطحالب لكنها بكتيريا Cyanobacteria

ترجمة وإعداد: أحمد ماهر زهران 

الطحالب الخضراء المزرقة أو البكتيريا الزرقاء التى تدعى (cyanobacteria) هي مجموعة كبيرة من الكائنات بدائية النواة الغير متجانسة والتي تقوم بالبناء الضوئي بشكل أساسي. 

كيف تجمع البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) بين الطحالب والبكتيريا 
هذا النوع من البكتيريا يشبه الطحالب حقيقية النواة بطرق كثيرة، منها الخصائص الشكلية البيئات الإيكولوجية وقيامها بالبناء الضوئي حتي أنه تم التعامل معها على أنها طحالب في وقت من الأوقات، لذا فالإسم الشائع لها هو الطحالب الخضراء المزرقة. 

أُعيد تصنيف الطحالب منذ ذلك الحين على أنها طلائعيات (protists)، لكن الطحالب الخضراء المزرقة بدائية النواة وكان ذلك سبباََ في تصنيفها مع البكتيريا في مملكة بدائيات النواة (Monera). 

مثل جميع بدائيات النواة الأخرى تفتقر البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) إلى الغشاء المرتبط ب (النواة والميتوكندريا وجهاز جولجي والبلاستيدات الخضراء والشبكة الإندوبلازمية)، فجميع الوظائف التي تُنفذ في حقيقيات النواة بواسطة العضيات المرتبطة بالغشاء يتم تنفيذها في بدائيات النواة بواسطة غشاء الخلية البكتيرية. 

بعض البكتيريا الزرقاء (خاصة العوالق) لديها حويصلة غذائية وهي التي تساهم في الطفو. 

بعض الخصائص الشكلية للبكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) 
تستخدم الخصائص الكيميائية والجينية والفسيولوجية في تصنيف هذه المجموعة ضمن الممالك، فهذه البكتيريا يمكن أن تكون وحيدة الخلية أو خيطية وأغلبها لديه غلاف يساعد على ربط هذه الخلايا أو الخيوط في مستعمرات. 

تحتوي البكتيريا الزرقاء على نموزج واحد من الكلوروفيل (صبغ أخضر) بالإضافة إلى إحتوائها على كاروتينات (صبغات صفراء اللون) متنوعة وصبغ أزرق (phycobilin) وفي بعض الأنواع صبغ أحمر (phycoerythrin). 

مزيج الصبغ الأزرق (phycobilin) والكلوروفيل ينتج صبغة اللون الأخضر المزرق التي منها تم إشتقاق الإسم الشعبي لهذه الكائنات، وبسبب الأصباغ الأخري فإن العديد من الأنواع في الواقع تكون خضراء أو بنية أو صفراء أو سوداء أو حمراء.
 
علاقة البكتيريا الزرقاء بالبناء الضوئي وتثبيت النيتروجين
معظم البكتيريا الزرقاء لا تنمو في غياب الضوء حيث أنها تقوم بالبناء الضوئي، بالرغم من ذلك فإن البعض يمكنه النمو في الظلام إذا توفرت كمية كافية من الجلوكوز لتحل محل محل الكربون ومصدر الطاقة. 

بالإضافة إلى قيام تلك البكتيريا بالبناء الضوئي فالعديد من أنواعها يمكنه أيضاََ تثبيت نيتروجين الغلاف الجوي، حيث يمكنها تحويل غازات النيتروجين الموجودة بالجو إلى مركبات يتم إستخدامها بواسطة الخلايا الحية، ووُجدت مثبتات النيتروجين ذات الكفاءة الخاصة بين الأنواع الخيطية التي تمتلك خلايا متخصصة تسمي (Heterocysts)، وهي خلايا سميكة الجدار غير منفذة للأكسجين توفر البيئة اللاهوائية (الخالية من الأكسجين) الازمة لتشغيل إنزيمات تثبيت النيتروجين. 

في جنوب شرق آسيا تنمو البكتيريا الزرقاء المثبتة للنيتروجين غالباََ في حقول الأرز، وبالتالي لا حاجة لإستخدام الأسمدة النيتروجينية في هذه الأماكن. 

 حجم البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) وأماكن تواجدها
يتراوح حجم هذه البكتيريا بين 5.5 و 60 ميكرومتر، وهي أكبر الكائنات بدائية النواة حجماََ، وهي منتشرة بشكل واسع وشائعة للغاية في المياه العذبة حيث توجد كعوالق أو في القاع، بينما على الأرض فهي منتشرة في التربة حتى عمق 1 متر أو أكثر، وتنمو أيضاََ علي الأسطح الرطبة من الصخور والأشجار حيث تظهر علي صورة طبقات، ويمكن العثور عليها في الينابيع الحارة والبحيرات الباردة تحت 5 أمتار من الثلج وعلى الأسطح السفلية للعديد من الصخور في الصحراء. 

تحدث أنواع مختلفة من الإرتباطات بين البكتيريا الزرقاء والكائنات الحية الأخرى، فبعض الأنواع على سبيل المثال تنمو في علاقة تبادلية مع الفطريات وتشكل كائنات مركبة تعرف بالأشنات. 

تكاثر البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria) وتكوين ال (blooms) 
تتكاثر البكتيريا الزرقاء لا جنسياََ إما عن طريق الإنشطار الثنائي أو المتعدد في الأشكال أحادية الخلية أو المستعمرات، أو عن طريق التجزؤ وتكوين الجراثيم في الأنواع الخيطية. 
في الظروف الملائمة يمكن للبكتيريا الزرقاء أن تتكاثر بمعدلات ضخمة مكونة تركيزات كثيفة تسمى (blooms) والتي يمكنها تلوين الماء فبعض البرك تتلون بالأخضر الغامق نتيجة لتكثف البكتيريا الزرقاء بها. 

تلك ال (blooms) أو (تركيزات البكتيريا الزرقاء المكثفة) شائعة خصوصاََ في المياه الملوثة بشوائب النيتروجين، وفي هذه الحالة نمو البكتيريا الزرقاء يسبب إستهلاك الأكسجين الذائب في الماء مما يؤدي لهلاك الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.

ليست هناك تعليقات