الذكاء الأخلاقي كمفهوم حديث في التراث النفسي
مفاهيم حديثة في التراث النفسي "الذكاء الأخلاقي"
بقلم / شيماء إبراهيم عباس
يعد موضوع الذكاء من أهم موضوعات علم النفس , فالذكاء بشكل عام من أهم مكونات الشخصية , كما أنه من أهم المميزات التي يتميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات , فقد ميز الله الإنسان بالعقل الذي يستطيع به أن يفكر , ويعقل كيفية التعامل مع الآخرين , وكيفية التصرف وحل المشكلات بالطريقة الصحيحة التي يقبلها المجتمع . فالذكاء ليس مجرد درجة مرتفعة يحصل عليها الفرد بمجرد تفوقه في بعض المسائل الحسابية , أو المفردات اللغوية , أو غيرها من المسائل اللفظية , بل الذكاء هو بالإضافة لما سبق , عبارة عن مجموعة من القدرات العقلية , والإنسانية الموجودة لدى الفرد بنسب متفاوتة , فتفوق الفرد في مجال معين , لا يعني بالضرورة تفوقه في المجالات كافة , ويختلف الأفراد فيما بينهم في امتلاك تلك القدرات , وقد اتخذ علماء النفس أساليب متنوعة في فهم طبيعة الذكاء , ومكوناته , وكانت المشكلة الأساسية التي واجهها العلماء هي ما إذا كان الذكاء مكوناً من قدرة عقلية واحدة عامة أم من قدرات عقلية متعددة ؟ وهل التفوق في مجال معرفي معين يعني التفوق في مجال معرفي أخر أم أنه مستقل عن المجالات المعرفية الأخرى ؟ وقد اتجه العلماء في الإجابة عن هذا السؤال باتجاهات متعددة ( ايزنك وكامن , 1983 : 25).
فلم يعد ينظر للذكاء بالنظرة التقليدية التي كانت سائدة منذ قديم الزمان والتي كانت تفسر الذكاء على انه عملية عقلية عامة , فقد ظهرت نظريات سيكولوجية حديثة في مجال علم النفس المعرفي اختلفت في تفسيرها للذكاء عن التفسير القديم , ألا وهي "نظرية الذكاءات المتعددة التي وضعها جاردنر منذ الثمانينيّات , وظلت سائدة حتي الوقت الحالي مع التطور المستمر, وقد رفضت هذه النظرية مفهوم الذكاء كقدرة عقلية عامة , وتجعل في الوقت ذاته كل المتعلمين أذكياء وفقا لنوع كفاءتهم وقدراتهم على الإنتاج , فيما يسهم في تنمية ذاتهم وتطوير بيئتهم (ماجدة صالح , 2003 : 67 ).وقد ذكر جاردنر أن الذكاء يجب ألا يعد مجرد سمة للأفراد , لكن الذكاء يمكن تصوره على أنه نتاج الإمكانيات والقيم التي يمنحها المجتمع , وحدد مفهوم الذكاء في نظريته بأنه القدرة على حل المشكلات , وتوليد حلول جديدة للمشكلات لمواجهة الحياة الواقعية , وأيضا القدرة على إنتاج أو إبداع شيء ما , يكون له قيمة داخل ثقافة معينة , كما أنه رأى أن مفهوم الذكاء أكثر اتساعا ومرونة من النظريات التقليدية . ( محمد عبد السلام سالم , 2000 : 142 )وقد أسقط جاردنر الاعتقاد السائد الذي يقول بأن الذكاء قيمة محددة تستمر مع الإنسان مدى الحياة , وأن الفرد الذي يمتلك قدرات ذكائية أفضل من غيره , تبقى ثابتة لديه وغير قابلة للتعديل أو التغيير.فالكثير من الأفراد يمتلكون ذكاءات متنوعة , ولكن بنسب مختلفة ويمكن تنمية هذه الذكاءات , وتطويرها , باستخدام الطرق والأساليب المختلفة , حيث أصبح الذكاء والأبعاد المتصلة به مثل الذكاءات المتعددة كالذكاء الأخلاقي , والاجتماعي , والروحي وغيرها من أنواع الذكاء الأخرى موضوعاً للعديد من البحوث الحديثة التي تحاول أن تتنبأ وتفسر دور الذكاء في العديد من المجالات , وقد عملت المنظمات والمؤسسات المختلفة على إبداء الاهتمام الجدي بالذكاءات المتعددة . Mayer. et al, 2004: 227))فهذه النظرية ترى أن لكل فرد دوراً لا يقل أهمية عن دور غيره في تقدم المجتمع من خلال نقاط قوته الخاصة به , كما ترى أن معظم الأفراد يستطيعون تنمية كل ذكاء من هذه الذكاءات إذا وجد الدعم الملائم من البيئة التي يعيش فيها , فهذه الذكاءات يمكن تنميتها وتطويرها .وموضوع الذكاء أدى إلى الوصول إلى أنواع كثيرة من الذكاءات المختلفة , منها الذكاء الأخلاقي والذي يعد احدث أنواع الذكاءات والذي تطور على يد عالمة النفس الأمريكية ميشيل بوربا عام 2001 والذكاء الأخلاقي يعد من المفاهيم الحديثة في التراث النفسي , والمهمة في تعديل سلوك الفرد , كما أنه من أهم الجوانب المهمة في الشخصية , لكونه يرتبط بقدرة الفرد على التعامل مع الآخرين بالطريقة الأخلاقية السليمة التي ينتابها الصدق , والعدل , والتعاطف , والرحمة , والتسامح , فضلاً عن مساعدة الفرد على اتخاذ القرارات الناجحة , ومراعاة ضميره في الأشياء , والأفعال , والأقوال كافة , وسيطرته على دوافعه وانفعالاته , في زمن أصبحت تختفي فيه الكثير من الأخلاقيات , فقد عرفته بوربا Borba.M, 200 بأنه قدرة الفرد علي فهم الصواب من الخطأ مع وجود قناعات أخلاقية , تمكنه من التصرف بطريقة صحيحه على أساس امتلاك سبع فضائل أخلاقية توجه سلوكه ذاتيا هي ) التعاطف , الاحترام , الضمير , العطف , ضبط النفس , التسامح , والعدالة) ((Borba.M, 2001 :P4.وعرفه كلاركينClarken,2009 بأنه القدرة على معرفة مشاعر ومتطلبات الآخرين دون أن يعبروا عنها . (Clarken, Rodney H,2009: 2 )فموضوع الذكاء الأخلاقي من أبرز وأهم الموضوعات النفسية والأخلاقية التي أصبحنا في أمس الحاجة إليها , خاصة في عصرنا هذا , والذي يسمى بالعصر التكنولوجي , وعصر الثورات, فشباب اليوم أصبحوا يعانون جملة من المشكلات الأخلاقية الناجمة عن الثورة التكنولوجية من جانب , ونمو مفهوم العولمة من جهة , والضغوط والثورات , والفراغ من جهة أخرى , مما جعل الشباب يقضون ساعات طويلة أمام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة , وكما لهذه التكنولوجيا الحديثة من ميزات لا أحد يستطيع أن ينكر سلبياتها وتأثيرها المدمر على سلوكيات وأخلاقيات الشباب , فالتحديات التي تواجه الشباب أصبحت لا حصر لها , كما أصبحت الثقافات الغربية اليوم تغزو مجتمعنا , وأصبح الكثير من الشباب يقلد الغرب , بل ويفتخر بذلك , حتى بات الأمر يختلط , ونرى بعض الشباب لا يميز بين الصواب من الخطأ , فقد تخالطت الأمور عند الكثير منهم , بل إن هناك من الشباب لا يعرف الكثير عن الفضائل , حيث نرى انتشار الكثير من التصرفات غير اللائقة , وغير الأخلاقية من الشباب , فبات بعض الشباب اليوم يلجئون إلى العنف وعدم التسامح وعدم الاحترام للصغير والكبير .لذا فإن موضوع الذكاء الأخلاقي بأبعاده السبعة يعد ذا أهمية قصوى في الوقت الحاضر , وإذا كنا نحن بحاجة إلى التمسك بالذكاء الأخلاقي فإن الشباب في حاجة إليه أشد وأعظم , فالذكاء الأخلاقي هو الذي يجعل الفرد لديه القدرة على التصرف الصحيح في المواقف الحيوية المختلفة وتكوين قناعات أخلاقية لديه , كما يلاحظ أن أغلب العلماء اتفقوا على أن الذكاء الأخلاقي له أهمية في تقدمنا أخلاقياً وحضارياً , كما أن بعض العلماء ربط بين الذكاء الأخلاقي وشعور الفرد بالرضا الداخلي والتوافق النفسي وتقليل الصراعات مع الآخرين والشعور بالتوافق الروحي والسعادة الداخلية الناتجة عن إرضاء الضمير.وقد ذكرت Borba,2001:p4)) أن الذكاء الأخلاقي يعد أفضل أمل لإنقاذ أخلاقيات شبابنا , فهو بمثابة الرادع الذي يحتاجه كل فرد منا , ليحيا حياة مستقرة , فالذكاء الأخلاقي يساعد الفرد في التحكم في دوافعه وانفعالاته , وأن يصبح قادرا على احترام الآخرين والإصغاء إليهم , وتقبلهم ومنع النفس عن القيام بأي أعمال غير أخلاقية , ورفع الظلم عن الآخرين , وتبادل المشاعر معهم . نقلا عن (محمد بكر نوفل ,2005: 86)والذكاء الأخلاقي يتجلى في أروع معانيه في كون الإنسان أخلاقياً , وهذا النوع من الذكاء يزداد كلما ازداد العمر الزمني للفرد , فهو ينمو , ويتطور, مع نمو الفرد , فعلى الأسرة إدراك ذلك وتنميته لدى أبنائها وعلى المدرسة الدور الأكبر في تعلم أبنائها من الطلاب التسامح بعضهم مع بعض , واحترام معلميهم والتعاطف مع الأصغر منهم , والعطف على الفقير والمريض , فعليها الدور الأكبر في تنمية الذكاء الأخلاقي بأبعاده المختلفة لدى أبنائها , وبعدها يأتي دور الجامعة الذي لا يقل أهمية عن سابقيه من المؤسسات التعليمية , والتربوية المختلفة في تنمية الذكاء الأخلاقي لدى الطلبة الجامعيين , فالمعلم أو أستاذ الجامعة , يعد نموذجاً يحتذى به , فإذا تحلى بالذكاء الأخلاقي , أصبح نموذجاً لطلابه , فالطالب الجامعي في حاجة ملحة لامتلاك القدر الأكبر من الذكاء الأخلاقي , فهو يساعده على تحويل انفعالاته وتصرفاته , السلبية غير اللائقة وسلوكياته غير المقبولة إلى انفعالات إيجابية من عطف , وإيثار, وحب , واحترام , وتعامل بضمير وغيرها من السلوكيات المقبولة التي تعمل على تقدمنا أخلاقيا , وازدهار مجتمعنا وتقدمه .
ويرى د. خالد أيوب الأيوب ان الذكاء الأخلاقي اهمية كبيرة :
- الذكاء الأخلاقي له أهمية إيجابية على الصحة النفسية , فحين يلتزم الفرد بما يقول يجد نوعا من الاستقرار النفسي .
- التنمية الفردية , فقد يواجه الفرد صاحب الذكاء الأخلاقي بعض المشاكل , والصعوبات , وقد يواجه أيضا أشخاصاً لا يتمتعون بذكاء أخلاقي , ولكنه يمضي بينهم مطمئنا إلى سلامة مبادئه وأخلاقه , فيؤثر فيهم دون أن يتأثر بسلوكياتهم .
- الصحة المجتمعية ، فإذا تمتع الفرد والمجتمع بالذكاء الأخلاقي , فبالتالي أصبح كل من في المجتمع أصحاء ومتماسكين ومترابطين .
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى الاهتمام بالآخرين والبعد عن الأنانية .
- الذكاء الأخلاقي يقضي على الفساد بأنواعه سواء الغش أو الإهمال , أو التسيب الوظيفي , أو الألفاظ غير الأخلاقية التي أصبحت متداولة بين الشباب , وغير ذلك .
- ضعف الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انحرافات وأخطاء كثيرة .
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انتشار السلام والمحبة , والأمان , والبعد عن العنف والعدوان .
- الذكاء الأخلاقي يكسبنا التسامح , والتعاطف , والصبر , على أذى الآخرين , الأمر الذي يزيد من تكيف الفرد وقدرته على التعامل مع الآخرين .
- الذكاء الأخلاقي يعطي الفرد حصانة أخلاقية ومناعة ذاتية . (خالد أيوب الأيوب , 2008 : 18 )
- الذكاء الأخلاقي له أهمية إيجابية على الصحة النفسية , فحين يلتزم الفرد بما يقول يجد نوعا من الاستقرار النفسي .
- التنمية الفردية , فقد يواجه الفرد صاحب الذكاء الأخلاقي بعض المشاكل , والصعوبات , وقد يواجه أيضا أشخاصاً لا يتمتعون بذكاء أخلاقي , ولكنه يمضي بينهم مطمئنا إلى سلامة مبادئه وأخلاقه , فيؤثر فيهم دون أن يتأثر بسلوكياتهم .
- الصحة المجتمعية ، فإذا تمتع الفرد والمجتمع بالذكاء الأخلاقي , فبالتالي أصبح كل من في المجتمع أصحاء ومتماسكين ومترابطين .
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى الاهتمام بالآخرين والبعد عن الأنانية .
- الذكاء الأخلاقي يقضي على الفساد بأنواعه سواء الغش أو الإهمال , أو التسيب الوظيفي , أو الألفاظ غير الأخلاقية التي أصبحت متداولة بين الشباب , وغير ذلك .
- ضعف الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انحرافات وأخطاء كثيرة .
- الذكاء الأخلاقي يؤدي إلى انتشار السلام والمحبة , والأمان , والبعد عن العنف والعدوان .
- الذكاء الأخلاقي يكسبنا التسامح , والتعاطف , والصبر , على أذى الآخرين , الأمر الذي يزيد من تكيف الفرد وقدرته على التعامل مع الآخرين .
- الذكاء الأخلاقي يعطي الفرد حصانة أخلاقية ومناعة ذاتية . (خالد أيوب الأيوب , 2008 : 18 )
والسؤال هنا هل نستطيع ان ننمي الذكاء الأخلاقي عند ابناءنا ؟ وكيف ؟والاجابة نعم يستطيع الآباء تنمية الذكاء الأخلاقي عند أبنائهم .ويمكن تنمية الذكاء الأخلاقي بأبعاده (التعاطف – التسامح –الضمير – العدالة – العطف – الاحترام – الرقابة الذاتية ) التي ذكرتها بوربا وأكدت أننا جميعاً نستطيع أن نكتسب تلك الفضائل , ونتعلمها من خلال التدريب والنماذج الاجتماعي , فمن السهل علينا تعليم وتنمية الذكاء الأخلاقي في نفوس أبنائنا , فهو متعلم ومكتسب من البيئة التي نعيش فيها , كما أنه يتطور , ويزداد كلما تطور الفرد في العمر التدريب والتعلم , وهناك عدة طرق لتنمية الذكاء الاخلاقي اهمها :1- الأخلاق كالرياضة لابد من التدريب اليومي على تنمية عضلات الذكاء الأخلاقي مثل ضبط النفس , العدالة , الاحترام , النزاهة , التعاطف , مساعدة الآخرين .2- التنمية الأخلاقية بالتشجيع على السلوك الطيب , وإعطاء الأبناء موقفاً وتدعيمه بطرح أسئلة معينة عليهم ومن الإجابات ننمي طريقة تفكيرهم , ونوجههم .3- .تعويدهم على الإحساس بمشاعر الآخرين واحترامهم وتقديرهم, وبالتالي تنمية الوعي الذاتي لديهم, وذلك عن طريق مراجعة السلوك والتصرفات وإدراك نقاط القوة والضعف في الجوانب الأخلاقية.4- القدوة والاقتداء : كالتمثل بالشخصيات المتميزة أخلاقيا والاقتراب منها والتعامل معها , ودراسة حياة الشخصيات الفضلى أخلاقيا , مما يساعد على نمو الذكاء الأخلاقي .5- الغذاء الروحي والممارسات : كالقراءات الدينية والتأملات الروحية ودراسة الشخصيات وتغذية العقل بالقيم والمبادئ يساعد على نمو الذكاء الأخلاقي .المصادر:-1- أيزنك , هانز وكامن , ليون ( 1983 ) : الذكاء , طبيعته , تشكيله , وعواقبهالاجتماعية , ترجمة عمر حسن الشيخ , عمان , دار الفرقان .2- أحمد سيد كردي (2010) : تنمية الذكاء الأخلاقي عند الأطفال , نشرت 17-5-2010, موسوعة الإسلام والتنمية , موقع الكتروني ,http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/1255233- خالد أيوب الأيوب(2008) : نحو طفولة سعيدة : الذكاء الأخلاقي وكيفية تنميته ,مأخوذة بتاريخ 15/9/2014 , موقع المستشار الإلكتروني .http://www.almostasha.com4- ماجدة محمود صالح ) ٢٠٠3 :( نظرية الذكاءات المتعددة كمدخل لتنمية الذكاءالمنطقي / الرياضي والذكاء المكاني /البصري لدى أطفالالروضة , مجلة البحث التربوي ، العدد الثاني ، المركز القوميللبحوث التربوية , والتنمية بالقاهرة ، مصر.5- محمد بكر نوفل ( 2005) : الذكااءت المتعددة في غرفة الصف , النظرية والتطبيق ,عمان , دار الميسرة للنشر والتوزيع .6- محمد عبد السلام سالم (٢٠٠٠) : الاتجاهات الحديثة في دراسة الذكاءات المتعددة ،دراسة تحليلية في ضوء نظرية جاردنر، المؤتمر العلمي السنويالثامن , مستقبل سياسات التعليم والتدريب في الوطن العربي فيعصر العولمات وثورة المعلومات، المجلد الأول، كلية التربية ,جامعة حلوان.المراجع الاجنبية :7- Borba, Michele, (2001): Building Moral Intelligence the sevenEssential virtues that teach kids to do the rightThing, SanFrancisco, Jossey bass.p4.8- Clarken, Rodney H,(2009), Moral Intelligence in the Schools,International Journal for the Psychology ofReligion.p2.9- Mayer, Barbara, Fletcher, Teresa, & parker (2004) : enhancingEmotional intelligence in the health careEnvironment The health care manager, 23(3), 225 – 234.
التعليقات على الموضوع