شغف العلم الذي لا ينتهي

ما هو علم الأمصال ؟ - ساينسوفيليا

 الاختبارات المصلية

إعداد : محمد ياسر الصدفي
مراجعة: بدر الدين جلب
تدقيق لغوي: هيثم عكيلة

ما هو علم الأمصال ؟ - ساينسوفيليا

كيف يكشف المخبري وجودًا حاليًا أو حتى سابقًا لعامل ممرض اختفى الآن؟!
لعلك قد ذهبت يومًا ما لعمل بعض الفحوصات الطبية بأحد معامل التحاليل الطبية، مَن منّا لم يفعل؟!
إذا كنتَ قد ذهبت بالفعل فأنت ربما قد قمت بإجراء واحد على الأقل من الاختبارات المصلية، أبسطها معرفة فصيلة دمك.

علم الأمصال (serology): هو العلم المختص بدراسة مصل الدم وإجراء الاختبارات المصلية للبحث عن الأجسام المضادة (الأضداد Antibody) في دمك وينطوي ذلك على عددٍ لا بأس به من التقنيات المختبرية لإجراء أنواعٍ شتىً من الفحوصات لتشخيص الأمراض المختلفة الناتجة عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو حتى أمراض المناعة الذاتية، وغيرها.
لكن ما علاقة علم الأمصال بالتاريخ المرضي؟!
في الحقيقة يصدر الجهاز المناعي أرشيفًا للأمراض التي أُصيب بها الإنسان، وكذلك أرشيفًا لأمور أخرى. فيقوم علم الأمصال بقراءة هذا الأرشيف.
ليس فقط هذا، بل يكشف أيضًا شدة وجود العامل الممرض من خلال بعض القراءات لذلك الأرشيف.
كيف هذا؟ عليك أن تعرف الأساس الذي يقوم عليه (الأرشيف) ألا وهو باختصار ما يسمى بالأجسام المضادة (الأضداد).
فما معنى الأجسام المضادة إذًا؟
الأجسام المضادة (Antibodies): هي عبارة عن بروتينات تطلقها الخلايا الليمفاوية البائية في حالة حدوث العدوى ردًا على فعل مناعي فيزيولوجي تجاه ما يسمى بالمستضدات (Antigens)­ الموجودة بالأجسام الغريبة التي تغزو الجسم كالجراثيم والفيروسات والطفيليات والفطريات الممرضة (Pathogens).
الميزة في هذه الأضداد أنها مصممة خصيصًا للعامل الممرض. فهنالك أنواع من الأضداد تُعرف بالمرض السابق (فهي خاصة به، مثل كلمة مميزة في الأرشيف تدل على المرض). وكذلك هنالك أضداد لأمورٍ أخرى غير ممرضة، مثل كريات الدم الحمر.
فتتشكل ذخيرة الأجسام المضادة عادةً من عوامل خارجية مثل السجل التاريخي للتعرض للأمراض واللُّقاحات.
أو عوامل داخلية مثل الجينات والعمر والمستضدات الذاتية.
والاختبارات المصلية كلها مرتكزة على هذا الأساس العلمي ألا وهو دراسة هذه البروتينات التي يصنعها جهازك المناعي في حالة العدوى لتدمير الغزاة.
وبفضل الدراسة المستمرة والتطور التكنولوجي الهائل أصبح من الممكن التعرف على وتحديد الأجسام المضادة باستخدام العديد من الاختبارات المصلية مما سمح لنا بفهم خصائص الأجسام المضادة ودورها الهام في محاربة العدوى وكيف تحدث الاستجابة الوقائية من الجسم عند تلقي لقاح معين مثلًا.
...........
هلا حدثتنا عن بعض أنواع الاختبارات المصلية؟
على الرحب والسعة، هناك العديد من الطرق المتبعة في الاختبارات المصلية من أشهرها والتي تكاد متوفرة في جميع معامل التحاليل الطبية طريقة التلازُن أو التلاصق. ومن هذه الاختبارات:
1- (agglutination test ) اختبار التلاصق أو التراصّ
حيث يتم الكشف عن العدوى عن طريق حدوث تفاعل تلاصق بين الأجسام المضادة والمستضدات، وتتكتل الجزيئات وترتبط مع بعضها وبالتالي نكشف العدوى.
ولا تتعجب إن علمتَ أن هذه الطريقة هي التي تستعمل لتحديد فصيلة دمك بمنتهى البساطة.
2- إليزا ELISA
وهي اختصارًا لـ(enzyme linked immunsorbent assay)
يعتمد هذا الاختبار على نفس الأساس العلمي المذكور سابقًا ويقسم بشكل عام إلى نوعين:
الإليزا المباشر: ويتم فحص نوع المستضد المجهول في العينة لتحديد نوع العدوى.
والإليزا غير المباشر: وهنا يتم تحديد نسبة وعدد الأجسام المضادة للعدوى المعلومة، ولعلّ التطبيق الأشهر لهذه الطريقة تحديد نسبة الأجسام المضادة لفيروس c الكبدي.
ميزة تقنية الإليزا أنها حساسة ونوعية وغير مكلفة نسبيًا مما يجعلها أداةَ تشخيصٍ أوليةً مناسبةً.
وطبعًا هنالك اختبارات مصلية أخرى متنوعة، تختلف في طريقتها وحساسيتها ونوعيتها وتكلفتها. لكلٍّ ميزتُه.
في نهاية مقالنا نؤكد على أن الاختبارات المصلية تستخدم في الكشف عن الكثير من العداوى الفيروسية والبكتيرية كعدوى حمى الضنك وفيروس زيكا والفيروس المُضخِّم للخلايا وبكتيريا التوكسوبلازما وفيروس الإنفلونزا وأيضًا بعض أمراض المناعة الذاتية (يصنع الجسم أجسامًا مضادةً لبعض خلاياه) كالروماتيزم والذئبة الحمراء.

ليست هناك تعليقات