شغف العلم الذي لا ينتهي

الشخصية المزاجية وكيفية التعامل معها - ساينسوفيليا

 

الشخصية المزاجية وكيفية التعامل معها والتحكم في مزاجيتها

بقلم: أسماء دهب محمد صديق 
مراجعة : شيماء إبراهيم عباس 

الشخصية المزاجية وكيفية التعامل معها - ساينسوفيليا

 في الواقع ‏المزاجية ليست ممتعة كما يعتقد البعض بل هي وحش يؤرق صاحبه. ومن هنا نأتي بتعريف المزاج؟

حيث يمكن تعريف المزاج على أنّه:
 الحالة النفسية أو الشعور السائد الذي يعيشه الشخص، ومن الطبيعي أن يتغير مزاج الإنسان خلال اليوم من حالة إلى أخرى ويُطلق عليه حينها المزاجية، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مزاج الفرد والتي تتسبب في تغييره، ويجب الانتباه إلى أن المزاجية الشديدة والمتغيرة بصورة سريعة قد تعتبر عارضاً مرضياً ويُنصح حينها بمراجعة الطبيب، أما المزاجية المعتدلة فيعتبرها بعض الناس صفة جذابة في الشخصية، وسيتم التحدث في هذا المقال عن صفات الشخص المزاجي.

صفات الشخص المزاجي:-

هناك حدوداً معروفة للمزاجية الطبيعية ويجب التفريق بينها وبين تغيرات المزاج الحادة، فتغير المزاج والانغماس بشعور معين أو أكثر لمدة 15-90 ثانية فقط ثمّ زوال هذه المشاعر بعد الإحساس بها بشكل كاف يُعتبر مزاجية، أما إذا زادت المدة الزمنية عن ذلك أو تملّكت هذه المشاعر من الإنسان بشكل قوي فلا يمكن اعتبارها عرضاً طبيعياً.

وبشكل عام هناك العديد من الصفات التي تجمع معظم الأشخاص المزاجيين معاً، ومنها ما يلي:

  1. تغير المشاعر:- 
    حيث تتبدل مشاعر الشخص المزاجي بين المعنويات المنخفضة والتي يعبر عنها من خلال مشاعر التعاسة، وخيبة الأمل، والعناد، والكئابة، والعبوس، وإظهار الاستياء أو عدم الرضا، والمعنويات المرتفعة والتي تدل عليها السعادة والبهجة وغيرها.
  2. الإهتمام بالمشاعر:-
    حيث يقوم الشخص المزاجي بالإهتمام بمشاعره إلى حد جعلها من الأولويات في الكثير من الأحيان، وقد يظهر عند التعامل مع الآخرين أنه يهتم بمشاعره على حساب مشاعرهم، وكأنه يحاول جلب الأضواء نحوه في كل موقف، ويجد كثير ممن يتعاملون معه أنفسهم يهتمون بردود أفعاله وفيما يُفكّر، إلا أنه في المقابل لا يُلقي اهتماماً كبيراً لما يشعرون أو يفكرون في أغلب الأحيان.
  3. التصرف حسب المشاعر :-
    عادةً ما يقوم الشخص المزاجي بالتصرف حسب مشاعره فإن كان سعيداً وهادئاً يتعامل بلطف مع الآخرين ويسهل الوجود حوله، إما إن كانت مزاجه معكّراً ومشاعره سلبية قد يقوم بالتصرف بطريقة لا تتناسب مع الموقف أو مسيئة وبالتالي يصعب على الآخرين التعامل معه.
  4. الحساسية :-
    حيث يتميز الشخص المزاجي بكونه حساساً أكثر من الآخرين لما يجري حوله، حيث تتطور مشاعره بشكل قوي نتيجة أحداث أو أشياء صغيرة تحدث حوله ويؤدي ذلك إلى إنفعاله وتغيير مشاعره دون سبب ظاهر للناس، فعلى سبيل المثال يمكن لموقف بسيط في بداية اليوم التأثير على مزاجه لفترة طويلة، ويمكن النظر إلى حساسية الشخص المزاجي على أنها صفة مميزة كونه يشعر في أغلب الأحيان بأقل المؤشرات التي تدل على وجود خطأ وحاجته للتعديل، لذا يمكن استغلال ذلك بشكل جيد عند التدرب على التعبير عن هذه المشاعر للآخرين بصورة واضحة ومنطقية.
  5. اللوم:-
     قد يلجأ الشخص المزاجي إلى لوم من حوله إذا ما شعر بشعور سلبي، ومن المهم الانتباه إلى أنّه قد يستخدم هذا الأسلوب لصرف الانتباه عن سبب الغضب والإستياء أو تغير مشاعره المفاجئ، وقد تتطور تصرفاته إلى نوع من أنواع النرجسية والتحكم بالآخرين، لذا يُنصح بعدم تقبل اللوم الناتج عن الشخص المزاجي، أو محاولة إرضائه فقط دون صرف انتباهه إلى أفعاله وكيفية تعامله مع مشاعره وتوعيته نحوها.

حيث تتمثل مزاجيتك في التقلبات المزاجية البسيطة والحادة  بين الحزن والشعور بالاكتئاب وبين السعادة المفرطة وقد تصل في بعض الحالات أن تكون هذه التقلبات في خلال الساعة الواحدة وربما أقل من ذلك. 

الشخصية المزاجية من وجهة نظري تعيش حياتين أو تحيا شخصين مختلفين ‏مثل أن تكون أحيانا إجتماعية وأحيانا أخرى تعاني من الرهاب الاجتماعي. 

‏أعلم أن التقلبات التي تتعرض لها تلك الشخصية هي تقلبات  عنيفة للغاية فهي إما تشعر بشيء او نقيضة تماما.

إليكم بعض ‏الطرق الفعاالفعالة  التي تساعدنا في الحد من التقلبات المزاجية والسيطرة عليها:-

  • أولا: لا تترك المحاولة:
    ‏في كل مرة تحاول تحسين مزاجيتك أنت معرض للفشل لذا إذا لم تنجح محاولاتك لا تستسلم أبدا وأعد المحاولة وحتماً ستصل إلى هدفك وتصبح أنت المتحكم في مزاجيتك فإعادة المحاولة أفضل بكثير من التعايش مع المزاجية وتركها تدمرك.

  • ثانيا: ‏ اجعل توقعاتك مرنة :
    غالبا ما تكون التقلبات المزاجية بعد نتيجة غير مرغوبة لتوقعاتك لذا عليك أن تتسم بالمرونة وعند وضع توقع ما فلا تجعل سقف توقعاتك عالياً بل اجعله واقعيا حتى لا تشعر بالإحباط وتسيطر عليك مشاعر اليأس.

  • ثالثا:التجاهل :
    ‏إذا شعرت بالتقلبات المزاجية عليك تجاهلها فورا فالتركيز عليها يعمل علي زيادتها.
    إما أن تتجاهل ذلك وتنهض فورا لإنجاز اي شيء  فهذا يعيد فرض سيطرتك أنت على مجريات يومك.

  • رابعا:‏صحتك البدنية من أهم العوامل التي تؤثر على مزاجك :
  • ‏الإهتمام بالنوم العميق والإسترخاء ووضع روتين حياة مناسب وممارسة الرياضة والاهتمام بالغذاء الصحي والبعد عن مسببات الضغوط العصبية والتوتر كل هذه الأشياء لها تأثير كبير على تقلباتك المزاجية لذا عليك النظر مرة أخرى فيما تقدمه لنفسك ولجسدك للحد من سيطرة مزاجيتك عليك.

  • ‏وأخيرا:
    كل شيء تبذل فيه جهدا تصل إلى نتيجة مرضيه لك فواصل التطوير من ذاتك ما دمت حيا.

كيفية التعامل مع الشخص المزاجي:-

يفضل استخدام أساليب التعاطف والتفهم وإيلاء الاهتمام للشخص المزاجي، ومن الجيد التحدث معه مباشرة والتعبير عن الإستياء نتيجة مزاجه المتقلب، ولكن إذا لم يبدي الشخص الاهتمام والنية للتحسين يمكن إعادة النظر في العلاقة؛ لأنه يجب التذكر بأن العلاقات الصحية مبنية على مبدء الأخذ والعطاء بشكل متساوٍي.

فإن كان الشخص المزاجي هو أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب فيمكن اتباع الخطوات التالية معه:-

  1. الحرص على الأخذ بعد العطاء:
    حيث يجب أن يعتاد الشخص المزاجي أن يُعطي مقابل ما يحصل عليه ممن حوله من الاهتمام والوقت والتفهم، وذلك من خلال إصرار الطرف المقابل على ذلك، فمن غير الصحي أن يتم تفهم ومراعاة الشخص المزاجي دائماً؛ لأن ذلك قد يشجعه على زيادة مزاجيته ويُعلّمه إمكانية حصوله على ما يريد من خلال المزاجية.

  2. عدم الإستياء:
    حيث أن التعامل مع أشخاص مزاجيين ليس سهلاً فقد يضطر من حولهم إلى مراجعة أنفسهم ومراقبتها حتى لا يتصرفوا بطريقة مسببة لإزعاجهم، لكن من الجيد تذكر أن مزاجية الشخص ناتجة عن شخصيته وليس عن أفعال من حوله، لذا يُنصح بالتوقف عن الشعور بالذنب كلما غضب الشخص المزاجي. 

  3. التساؤل عن سبب مشاعره:
     يمكن تنبيه الشخص المزاجي إلى حالته من خلال سؤاله مباشرة عن سبب مزاجيته، وجعله يُبرر موقفه بدلاً من مداراته ومحاولة التخفيف من غضبه فذلك يُساعد في التركيز على مزاجيته أكثر والتقليل من تأثيرها على من حوله. 

  4. استشارة الطبيب:
    يُنصح باستشارة الطبيب عندما يمكث الشخص وقتاً طويلاً في حالاته الشعورية، فقد تدل المزاجية الشديدة التي تستمر لفترة طويلة على وجود اضطرابات نفسية. فمن الممكن أن يقوم الشخص المزاجي بأفعال خارجة عن السيطرة، حيث يجب ملاحظة الأفعال التي يقوم بها عندما يمر بتقلباته المزاجية فإن كان مثلاً يصرف الكثير من النقود عند الشعور بالسعادة الغامرة، أو يقوم بالصراخ فيمن حوله عند الشعور بالانزعاج، أو الرغبة في دخول مشكلة مع الآخرين.

    فمن الجيد الأخذ بعين الاعتبار رأي الأشخاص الذين يعيشون مع الشخص المزاجي وإن كانوا يعبرون عن شكواهم وشعورهم بالأذى نتيجة تقلباته المزاجية، فعندما يتكرر تغير المزاج من عمق شعور معين إلى شعور آخر، مثل أن يكون الشخص مرتاحاً وسعيداً ثم ينزل إلى أعماق بئر من الحزن الشديد دون سبب واضح. عند وجود صعوبة في النوم، حيث يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تغير حاد في المزاج. عندما تتأثر حياة الشخص المهنية نتيجة تغير مزاجه، أو واجه عدم الرغبة بالاستيقاظ أو القيام من السرير بشكل متكرر.


المصادر والمراجع:-

ليست هناك تعليقات