شغف العلم الذي لا ينتهي

مرض القصور الكلوي وكيف تحمي كليتك أنت وأطفالك - ساينسوفيليا

 

ما هو مرض القصور الكلوي وكيف تحمي كليتك أنت وأطفالك لتظل سليمة طوال  الحياة ؟

الكاتب : الدكتور مجد بريك هنيدي
أختصاصي التحاليل الطبية والطب المخبري وعلم المناعة. 
عضو الجمعية الأميركية للكلينيكال باثولجي ( علم الأمراض السريرية) ASCP. 

مرض القصور الكلوي وكيف تحمي كليتك أنت وأطفالك - ساينسوفيليا

الوسوم: 

  • صحة،
  • فشل كلوي،
  •  الدم،
  • سموم،
  •  غسيل الكلية.

نسمع كثيراً عن حالات قصور أو فشل كلوي عند أناس، بعضهم في عمر متقدم، وبعضهم الآخر في مرحلة الشباب أو صغير السن، منهم من يضطر لزيارة المشفى، ويحتاج عناية فائقة، وتكاليف كثيرة، وبعض هذه الحالات تكون طفيفة، ويتعايش معها المرضى، لماذا يحدث ذلك وما هي المسببات لذلك؟

ما هو الفشل الكلوي؟

طبياً، يتم تعريف الفشل الكلوي Kidney Failure حسب المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة

National Institutes of Health، بأنه خلل مفاجئ يصيب الكلية؛ فتصبح غير قادرة على القيام بعملها المهم في الجسم، الذي يتضمن بشكل رئيسي تصفية المواد الضارة من بقايا مواد استقلابية، وبقايا الأملاح المعدنية الضارة، وبقايا الأدوية، والسموم من الدم، وتتراكم تلك المواد في الجسم ويرتفع الضغط بشكل كبير ويتم احتباس السوائل في أعضاء الجسم، وهذا كله نسميه فشل في عمل الكلى، ويسبب أوضاع خطيرة ومحرجة تستوجب العناية الطبية الفورية.

كيف نكتشف حدوث الخلل وما هي الأعراض؟

في الحقيقة، وفي كثير من الأحيان، قد لا تظهر أعراض كبيرة يلاحظها الفرد، وهنا تظهر المشكلة الكبيرة، لأنه في كثير من الأحيان تكون الأعراض خفيفة أو لا ينتبه لها الشخص؛ ما يهيء لفشل كلوي مفاجئ وحاد يتطور سريعا.

وبحسب جامعة ومشفى جونز هوبكنز، تتنوع الأعراض، وتختلف بشدة بين الأشخاص، وتتضمن تورّم في أنسجة اليدين أو القدمين أو الوجه، وفقدان الشهية، وطعم سيء في الفم، وآلام العظام، وصداع الرأس، والأرق، والشّعور بالتّعب أو الضّعف، وألم الظهر والبطن، وشحوب لون الجلد.

عند وجود واجتماع عدد من هذه الأعراض؛ يجب مراجعة الطبيب، لإجراء اختبارات لتأكيد سلامة عمل الكلى، وينصح دائماً بالفحوص الروتينية والصحية السنوية، والفحص الجسدي الشامل والعام.

ما هي الاختبارات التشخيصية لعمل الكلى والفشل الكلوي؟

إذا شعر طبيبك بخلل ما في عمل الكلية؛ فسيطلب تحليلاً للبول، وفيه يتم الكشف عن فشل عمل الكلية، بالإضافة لتحاليل دم يتم فيها قياس وظائف الكلى، عبر ارتفاع اليوريا والكرياتينين في مصل الدم، وأيضا قد يطلب الطبيب صورة موجات فوق صوتية ومقطعية للكلى. 

وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات إجراء خزعة عينة من نسيج الكلية، عبر ابرة تخترق الجلد لتصل للكلية ونسيجها، وإرسال تلك العينة للفحص المخبري، وفقاً لما توصي به مايو كلينيك لعلوم الطب والأبحاث.

يتضمن علاج حالات الفشل الكلوي الأدوية المدرة للبول، وعلاجات موازنة كمية السوائل في الدم وشوارد الكالسيوم والبوتاسيوم، بالإضافة الى حالات تتطلب غسيل الكلى عبر جهاز يوجد في المشفى، يقوم بضخ الدم من جسمك إلى جهاز صناعي ينقيه ويزيل السموم منه، ويرجع  الدم إلى جسمك وهذا إجراء يقوم به المرضى إلى أن تتحسن حالة الكلى، لتعود وتقوم بوظائفها المهمة.

كيف أحافظ على كليتي وكلية أطفالي الصغار؟

يوصي المعهد الوطني للسكري والجهاز الهضمي وأمراض الكلى الأمريكي باتخاذ نمط حياة يساعدنا على حمايتنا وحماية اطفالنا من الفشل الكلوي بالمستقبل، وذلك عبر:

  1.  الطعام الصحي من خلال تقليل كميات الملح المستخدمة، والاستعاضة عنها ببقية البهارات والتوابل، وكذلك الابتعاد عن زيوت القلي، واستخدام الفرن عوضاً عن ذلك، والإكثار من الفواكه والخضار والحبوب والبقوليات، والحصول على المياه الصحية، وغير الكلسية، والتقليل من استخدام السكر، والحد من الأطعمة الدسمة والدهون، وتجنب الكولسترول.

  2.  ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يومياً يلعب دوراً كبيراً في تحسن الدورة الدموية وعمل الكلية.

  3. الحفاظ على وزن مثالي قدر الإمكان؛ فالسمنة المفرطة تضر بعمل الكلية.

  4.  التدبير والإدارة الجيدة لمرضى السكري وأمراض القلب والضغط الدموي عبر تناول أدويتهم بانتظام، والاستفسار من طبيبهم حول أي أعراض جانبية، وسؤالهم كذلك عن أدوية حماية الكلية عند أخذ أدوية لمدة طويلة أو مدى الحياة.

  5.  شرب كمية كافية من الماء، والسوائل يومياً وعدم إهمال ذلك.

  6.  الابتعاد عن التدخين والكحول. 

فكليتنا عضو رئيسي في جسدنا، وبامكاننا أن نحافظ عليه عبر اتباع سلوكيات صحية وتعليمها لأطفالنا أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنه في العالم وعبر بلدان مختلفة تجري كل سنة حملات توعية مكثفة حول أمراض الكلية، وسبل الحفاظ عليها عبر فعالية، تسمى اليوم العالمي للكلى World Kidney Day.




ليست هناك تعليقات