الاكتئاب الحاد بين الانتحار و الانعزال

بقلم : مريم منير شكري فرنسيس حناوي
مراجعة: د. ضمياء عبد نجم الحلبوسي

الاكتئاب هو اضطراب في المزاج الذي يعطي شعور الحزن المستمر و فقد الاهتمام بكثير من الأشياء التي كانت تهم في الماضي و بالتالي يؤثر ذلك علي كيف يشعر الانسان أو يفكر أو حتي تصرفه ؛مما يؤدي إلي الكثير من المشكلات بمشاعر أو حتي جسم الانسان المكتئب و بالتالي يؤثر ذلك علي حياته اليومية.

ما هي أعراض الشخص الذي يعاني من الاكتئاب الحاد؟

• الشعور بالحزن الشديد و تغير في المزاج.

• تغيرات في الشهية (سواء عن طريق اكتساب أو فقدان الوزن).

• مشكلات في النوم (الأرق أو النوم كثيرا).

• الشعور بالإرهاق و الكسل و فقد الطاقة.

• الزيادة في بعض الحركات الفيزيائية للجسم (كفرك اليد مثلا) و انخفاض الطاقة لفعل ما هو مهم.

• الشعور بعدم الأهمية أو بالذنب أو الشعور أنه لا يوجد له هدف في الحياة و بذلك يفقد الاهتمام ببعض النشاطات التي كانت تثير اهتمامه من قبل .

• الصعوبة في التركيز و التفكير أو حتي اتخاذ القرارات.

• التفكير بالموت و الانتحار.

• الانعزال (الانعزال ممكن أن يكون سببا للاكتئاب و بالتالي يؤدي ذلك إلي الانتحار أو قد يؤدي الاكتئاب إلي الانعزال و بالتالي يعتبر عرض أو نتيجة لتشخيص الاكتئاب).

ما هي أسباب الاكتئاب ؟

• الإساءة : سواء الإساءة البدنية او العاطفية او الجنسية كل تلك الأنواع تؤدي إلي شعور الانسان بالاكتئاب.

• بعض الأدوية .

• فقد أو موت شخص عزيز.

الجينات: فإذا كانت العائلة معروفة بتاريخ من الاكتئاب ،يوجد بعض المخاطرات بوراثة هذه الجينات و الإصابة بالاكتئاب ايضا.

• المشاكل بالشخصية كالانعزال مثلا و عدم وجود حياة اجتماعية للشخص.

• الإدمان بمختلف أنواعه.

• انخفاض معدلات الناقلات العصبية (مثل الدوبامين و النورادرينالين و السيروتونين) و هذه الناقلات العصبية مسئولة عن تنظيم المزاج لكي نستطيع أن نتواصل مع من هم حولنا.

إذاً ما هي العواقب التي ستواجه الشخص الذي يعاني من الاكتئاب إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح و لم يتخذ العناية الكافية؟

• سيحدث المزيد من المشكلات الصحية الحادة (مثل الصداع و أوجاع الظهر و المعدة و المفاصل و العضلات و ستزداد معدلات الإصابة بأمراض مزمنة كالسكر و السكتات الدماغية و امراض القلب و مرض الزهايمر).

• مشاكل بالعلاقات العامة او الاجتماعية و الانعزال و بالتالي تزداد معدلات الطلاق.

• اللجوء الي الإدمان حتي لا يشعر الشخص المكتئب بمشاكله و وحدته و العمل علي الهروب منها و لكن ينتهي بهم الحال بزيادة سوء حالتهم.

• الانتحار و القرار بالموت و رفض الحياة .

الانعزال و الاكتئاب:

الانعزال الاجتماعي شيء في منتهي الخطورة حيث إننا كبشر خلقنا بطبيعة اجتماعية لكي نساعد بعضنا البعض و بالتالي نحافظ علي سلامة و صحة مشاعرنا و بدننا و نفسيتنا.

يوجد العديد من العوامل التي تسبب الانعزال وأهم تلك العوامل الاكتئاب.

الدراسات أكدت أن الانعزال الاجتماعي يزيد من المشاكل الصحية بنفس المعدل تقريبا كشرب الكحوليات أو تدخين 15 سيجارة في اليوم ،كما أن الانعزال الاجتماعي يضر جسم الانسان أكثر من المعاناة بمرض السمنة.

في الحقيقة توجد علاقة كبيرة بين الانعزال الاجتماعي و الموت المبكر.
إن من واجبنا نحو الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب و بدأت تظهر علامات الانعزال عليهم بشكل كبير بسبب عدم الاهتمام بهم في الوقت المناسب من الممكن أن ينتهي بهم الحال بالتفكير في الانتحار فعلينا مثلا:

أن نهتم بعدم تركهم بمفردهم و الحرص علي تشجيعهم للخروج من البيت و من العزلة.
نتأكد الا يلجئوا الي الادمان بل من الممكن أن نشجعهم علي الطعام الصحي لتحسين صحة جسدهم الضعيف.
إذا كانت الحالة خطرة من القرار الحكيم اللجوء الي طبيب مختص.
تشجيع الشخص بالقيام بالأنشطة المفيدة التي كان يستمتع بها قبل الاكتئاب كالرياضة مثلا.

الانتحار و الاكتئاب:

الانتحار هو ثاني سبب يؤدي إلي الموت عند الشباب والسبب الرئيسي في تفكير الشخص بالانتحار هو الاكتئاب حيث يتملك هؤلاء الأشخاص مشاعر مؤلمة و في نظرهم ليس هناك مجال للهرب إلا عن طريق الانتحار.

أي مستوي بالتفكير في الانتحار يجب أن يؤخذ بجدية شديدة.

في هذه الحالة يجب ان :

- يستشير الشخص الذي تشغله أفكار الانتحار الطبيب لأنه كلما كان لديه أشخاص للمساعدة كلما كان أفضل.

- يجب أيضا أن يستشير الطبيب المعالج لأي مرض أخر له اذا كان بالفعل يأخذ بعض الأدوية لأنها ممكن أن تكون هي السبب بشعوره بالاكتئاب و بالتالي تفكيره بالانتحار.

- من الجيد إذا كان حوله أشخاص متعافين من الاكتئاب و الأفكار الانتحارية لكي يخبروه بمدي ندمهم علي عدم الاستمتاع بالحياة في هذه الفترة و يساعدوه علي تجاوز هذه الافكار السيئة.

- البعد عن أي وسيلة للإدمان و التركيز على الرياضة و الاكل الصحي.

- من الممكن أن يأخذ بعض مضادات الاكتئاب لتساعد جسمه على فرز هرمونات السعادة كالدوبامين و السيروتونين إذا وجد خلل بمعدلاتهم بالجسم.

- النوم الجيد و تقليل أي مصدر للإزعاج او الضغط.

- و إذا كان الاكتئاب سببه فقد شخص عزيز لابد من احتواء هذا الشخص حتي يتجاوز هذه الفترة الصعبة.

هل للاكتئاب علاقة بالعمر والجنس؟

من الممكن أن تتغير أعراض الاكتئاب حسب العمر و الجنس فتزيد نسبة الاكتئاب عند النساء و ذلك بسبب التغيرات الهرمونية فممكن أن يحدث اكتئاب في فترة الحمل أوالطمث أو فترة ما بعد الولادة و غالبا ما يواجهون الاكتئاب بالأكل الشره و النوم الكثير بينما تقل المعدلات عند الرجال و غالبا يواجهون الاكتئاب بالغضب و العنف و الأسلوب غير الحذر ،كما تزيد معدلات الاكتئاب عند الشباب و يظهرون ذلك بتأثرهم من الناحية الجسدية (صداع و اوجاع في المعدة و العضلات) و تقل عند من هم اكبر سناً و يظهرون ذلك بتأثرهم من الناحية المزاجية او العاطفية (و غالباً ما يحث لهم مشاكل بالذاكرة).

المراجع:

ساينسوفيليا

الاكتئاب الحاد بين الانتحار و الانعزال - ساينسوفيليا

الاكتئاب الحاد بين الانتحار و الانعزال