شغف العلم الذي لا ينتهي

بطانة الرحم المهاجرة - ساينسوفيليا

 

 خاص بالنساء: الانتباذ البطانى الرحمى (بطانة الرحم المهاجرة) 



إعداد وترجمة: هالة يحيى 
مراجعة علمية وتدقيق: د. احمد سعيد 


هناك العديد من المشكلات التي تواجه النساء في سن الإنجاب وتُعد بطانة الرحم المهاجرة والمعروفة بإسم الانتباذ البطانى الرحمي Endometriosis  أحد الأمراض المزمنة التي تؤثر على نحو ٣٠:٤٪ من السيدات حول العالم في الفئة العمرية المحددة للإنجاب بعد سن البلوغ ؛ ويرتبط انتشار المرض بمعدل أعلى في حالات العقم بنسبة تصل إلى ٥٠٪ من إجمالي حالات الإصابة 

لكن ما هو الوصف الطبي للمرض؟ 

يُوصف الانتباذ الرحمي أنه نمو أنسجة بطانة الرحم في أماكن غير المعتاد عليها بحيث ينمو نسيج مشابه للبطانة خارج الرحم وتنتشر عن طريق زرعها على جدار المبيضين والأمعاء والأنسجة المبطنة لمنطقة الحوض مسببة حدوث تَهيج وتكوين ندبات إلى جانب ربط أنسجة أعضاء الحوض ببعضها البعض مما يؤدي حدوث التصاقات وآلام خاصةً أثناء فترة الحيض 

أسباب هجرة بطانة الرحم:

لم يُثبت علمياً السبب الحقيقي  للمرض لكن هناك العديد من النظريات المُتعلقة بالسبب تم وضعها تشخيصاً للحالات المختلفة ومن أقدم هذه النظريات أن الانتباذ الرحمي يحدث بسبب عملية تُعرف بإسم الحيض الرجعي وهو تدفق الدم الناتج عن تَهدم بطانة الرحم في مرحلة الطمث وعودته مرة أخرى عَبر قناة فالوب إلى تجويف الحوض  

وهناك تفسير آخر ينسب سبب الحدوث إلى تأثير الهرمونات التي تعمل على تحويل الخلايا الموجودة خارج الرحم إلى خلايا مماثلة لبطانة الرحم في تكوينها وطريقة إعدادها ؛وقد يكون السبب في هجرة بطانة الرحم ونمو الأنسجة في منطقة البطن وجدار الأمعاء أن هذه الخلايا أصل منشأها من الخلايا الجنينية وبالتالي يُمكنها أن تتشكل وتسلك سلوك خلايا الرحم.

 أما نمو هذه الأنسجة على جدران الحوض والأعضاء المحيطة مثل المثانة والمستقيم يرجع إلى استجابة هرمونية  لكن النظرية الأنسب خلال الأوساط الطبية تُسمى نظرية مولر قدمت تفسير هجرة بطانة الرحم على أنه مرض وراثي وبداية ظهوره مع فترة الحيض حيث تنمو الأنسجة المُشابهه لبطانة الرحم في غير أماكنها كبداية لاستجابة هرمونات البلوغ  

 مراحل الانتباذ الرحمي : 

 يحدث خلال ٤ مراحل حسب شدة الحالة ويتم تحديد المرحلة طبقاً لعوامل مختلفة مثل الموقع والعدد والحجم وعمق المنطقة التي يتم فيها غرس الأنسجة وهذه المراحل هي: 

  • المرحلة الأولى
تُسمى الحد الأدنى وفيها تكون بطانة الرحم عبارة عن ندبات وجروح صغيرة تقع إما في تجويف الحوض أو على جدار المبيضين 

  •  المرحلة الثانية
هي مرحلة ضعيفة للمرض تشمل بدء زراعة الأنسجة وانغراسها في أماكنها 

  •  المرحلة الثالثة
تزداد فيها عدد الندبات والأنسجة التي تنمو بمعدل أسرع   

  • المرحلة الرابعة والأخيرة
وهي المرحلة الأكثر شدة تنتشر فيها الأنسجة في أماكن مختلفة على جدران قناتي فالوب والأمعاء بجانب وجودها على المبيضين وتجويف الحوض مع زيادة العدد 

أعراض المرض 

 تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى، فبعض النساء يعانون أعراض خفيفة والبعض الآخر يُعاني أعراض شديدة على حسب المرحلة ؛وهذه الأعراض تشمل : 

  • ألام أسفل الظهر في أي وقت خلال فترة الحيض 
  • قصور في الخصوبة ومشاكل الإنجاب  
  • -وقد لا يظهر أعراض لدى بعض النساء لذلك يُنصح بإجراء فحوصات منتظمة في الفترة المُرجح فيها حدوث المرض ،حيث تتم الفحوصات بهدف التشخيص السليم سواء في حالة ظهور أعراض أو عدم ظهورها  

 

وهنا يأتى الحديث عن طريقة تشخيص هذا المرض: 

حيث يتم التشخيص من خلال عدة طرق بسبب تشابه أعراض الانتباذ الرحمي مع أمراض أخرى مثل تكيسات المبيضين أو التهابات منطقة الحوض .

ومن طرق التشخيص المعروفة :  


  • الاختبار البدني وفيه يلاحظ الطبيب عن طريق الكشف وجود أنسجة وندوب تقع خلف الرحم 
  •  الموجات فوق الصوتية على منطقة البطن التي توفر للطبيب معرفة أماكن نمو الخلايا المشابهه لبطانة الرحم  
  •  منظار البطن وهو الطريقة الأكثر دقة لتحديد الانتباذ الرحمي عن طريق مشاهدته بشكل مباشر بعملية جراحية بسيطة ويُمكن إزالة هذه الأنسجة أثناء الجراحة .

مُضاعفات بطانة الرحم المهاجرة 

 دائماً ما تتعلق مشاكل الخصوبة بمضاعفات بطانة الرحم المهاجرة إذا لم يتم إزالة هذه الأنسجة جراحياً ، ولكن عند حدوث حمل مع بداية المرض في مراحله الأولى فمن الممكن أن يكتمل بصورة طبيعية دون حدوث إجهاض أما في الحالات المتأخرة من المرض يلجأ الأطباء إلى وسائل الإخصاب المساعد مثل الحقن المجهري  .

كما ويَصحب حدوث مضاعفات عوامل معينة يزداد من خلالها احتمالية الإصابة بالمرض منها تاريخ العائلة مع المرض ؛ عند وجود إصابة سابقة لدى أحد أفراد العائلة فقد تكون أجيال النساء اللاحقة أكثر عُرضة للإصابة بالانتباذ الرحمي بالإضافة إلى تقدم العمر بين ٢٥ إلى ٤٠ عام وهي الفئة المُستهدفة للإصابة  .

طرق العلاج 

 لا يتم اتباع أساليب العلاج دون التشخيص ومعرفة مرحلة المرض ؛ وعند إتمام التشخيص يتم تحديد الأسلوب المناسب إما بتناول الأدوية والأقراص مثل دانازول Danazol ؛لكن هذه الأدوية تعمل على تخفيف الأعراض والآلام المُصاحبة وليس القضاء على الأنسجة التالفة التي تستمر في تكوينها خلال فترة تناول الأدوية .

وهناك ما يُعرف بالعلاج الهرموني يتم عن طريق إما بتناول هرمونات مُكملة تساعد الجسم في تنظيم التغيرات الهرمونية التي تحفز نمو الأنسجة المُصابة أو تناول الهرمونات المنبهه مثل هرمون GnRH Gonadotropin Releasing Hormone الذي يعمل على تقليل إفراز هرمون الاستروجين المسئول عن تطوير الصفات الأنثوية والحد من إفرازه مما يترتب عليه توقف تأثير الهرمونات في تحفيز نمو خلايا مشابهه لبطانة الرحم في أماكن خارج تجويفه. 

لكن الحل الذي أثبت فاعليته في علاج الانتباذ الرحمي هو التدخل الجراحي لإزالة هذه الأنسجة دون الإضرار بالجهاز التناسلي الأنثوي  

  

المصدر: 


https://www.healthline.com/health/endometriosis?fbclid=IwAR2Id2cdAlsvTxQ21Lk743vElXwzlcYN0Zi3tdkOmYrQ8hbdwCarM3W-nHg 

ليست هناك تعليقات