الكركم ودوره العلاجي فى حياتنا - ساينسوفيليا

 

 الكركم ودوره العلاجي فى حياتنا 

بقلم : إيمان عبد المنعم 
مراجعة : رغدة لطفي 

الكركم يعتبر من أقدم التوابل الهندية المعروفة بطعمها المميز وخواصها العلاجية، ومن هنا نشأت الحاجة للتعرف على تركبيه وتلك الخواص العلاجية التى تكاد تضاهي فاعلية الأدوية الكيميائية.

يعتبر الكركم من التوابل الذهبية بفضل لونه الأصفر الفاقع، وله طعم دافئ ومرير بعض الشئ ويدخل فى الكارى ليعطيه اللون الأصفر وتلك النكهه المميزه وكذلك فى الزبده، المستردة وبعض أنواع الأجبان.

يتكون نبات الكركم من مركبات حيوية ذات خواص علاجية يطلق عليها curcuminoids ومن أهم تلك المركبات وأنشطتهم مركب الكركمين curcumin فله قدرة هائله مضادة للالتهابات والأكسدة ويعمل على تأخير الإصابة بمرض الزهايمر ويقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

وبالرغم من قدرة مادة الكركمين العلاجية إلا أن محتواه بنبات الكركم ليس بعالي فيصل إلى 3% من وزنه فقط تعتبر مادة الكركمين مذيب جيد للدهون لذلك ينصح بتناوله مع وجبة غنية بالدهون.

ولسوء الحظ وجد أنه يصعب امتصاص مادة الكركمين فى مجرى الدم , ولذلك ينصح بتناوله مع الفلفل الأسود الذى يحتوى على مادة البيبرين و هى مادة طبيعية تعزز امتصاص الكركمين في الدم حوالى 2%.

وبعد أن تعرفنا على تركيب نبات الكركم، هيا بنا عزيزي القارئ نلقى نظرة سريعة على أهم استخداماته العلاجية:

1- الكركمين مادة طبيعية مضادة للالتهاب:

دون حدوث التهاب يمكن لمسببات الأمراض مثل البكتيريا أن تسيطر بسهولة على جسمك وتسبب اضرار جسيمه، وعلى الرغم من أن الالتهاب الحاد قصير الأمد مفيد، إلا أنه يمكن أن يصبح مشكلة كبيرة عندما يصبح مزمنًا ويهاجم أنسجة الجسم بشكل غير لائق.

لذلك تعتبر مادة الكركمين مهمة إذ تعمل كمضاد قوي للالتهابات، لدرجة أنه يضاهي فعالية بعض الأدوية المضادة للألتهابات بدون أثار جانبية.

الكركمين مادة نشطة بيولوجيًا تحارب الالتهاب على المستوى الجزيئي، فإنه يحجب NF-kB، وهو جزيء ينتقل إلى نوى خلاياك ويقوم بتشغيل الجينات المرتبطة بالالتهاب ويُعتقد أن NF-kB يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من الأمراض المزمنة.

2- الكركمين يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب:

تساعد مادة الكركمين في تحسين وظيفة البطانة بطانة الاوعية الدموية، ومن المعروف أن الخلل البطاني هو المحرك الرئيسي لأمراض القلب وينطوي على عدم قدرة البطانة على تنظيم ضغط الدم وتجلط الدم وعوامل أخرى مختلفة.

3- الكركمين ربما يساعد فى العلاج من السرطان:

تمت دراسة الكركمين كعشب مفيد في علاج السرطان ووجد أنه يؤثر على نمو السرطان وتطوره وانتشاره على المستوى الجزيئي.

حيث أظهرت الدراسات أنه يمكن أن يساهم في موت الخلايا السرطانية وتقليل نمو الأوعية الدموية الجديدة في الأورام مما يعني الحد من انتشار الخلايا السرطانية.

4- الكركمين يساعد على تأخير الإصابة بمرض الزهايمر:

من المعروف أن مرض الزهايمر من أكثر الأمراض تعقيدا التى تصيب الإنسان عند الشيخوخة، وللأسف حتى الآن لم توجد أدوية فعالة للعلاج.

فقد وجدت الدراسات أن الكركمين يساعد فى ازالة لويحات الأميلويد والتى تنتج من التشابك البروتينى وهى من أهم أسباب حدوث الزهايمر ومن المعروف أيضًا أن الالتهاب والأضرار الناتجة عن الأكسدة تلعب دورًا في مرض الزهايمر وقد اثبت ماده الكركمين فاعليتها ضد الالتهاب والأكسده.

5- الكركمين يقلل من الإصابة بالاكتئاب:

مرض الاكتئاب أصبح من أكثر الأمراض شيوعا حديثا . فيرتبط الاكتئاب بانخفاض مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) وتقلص الحُصين ، وهي منطقة دماغية لها دور في التعلم والذاكرة.

وقد وجد أن الكركمين يعزز مستويات BDNF مما قد يعكس بعض هذه التغييرات وهناك أيضًا بعض الأدلة على أن الكركمين يمكن أن يعزز الناقلات العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.

6- مادة الكركمين تساعد مرضى التهاب المفاصل:

بالنظر إلى أن الكركمين مركب قوي مضاد للالتهابات ، فمن المنطقي أنه قد يساعد في التهاب المفاصل. وقد وجدت دراسة أجريت على الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي ، كان الكركمين له فاعليه كبيره تضاهى عقار مضاد للالتهابات.

7- الكركمين يزيد من مضادات الأكسده فى الجسم:

يُعتقد أن الضرر التأكسدي هو أحد الآليات الكامنة وراء الشيخوخة والعديد من الأمراض والكركمين هو أحد مضادات الأكسدة القوية، وأيضا يعزز نشاط إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة، لذلك يحمى الجسم ضد العديد من الأمراض.

8- الكركمين يساعد في الحمى:

ثبت أن مادة الكركمين تقلل وتعالج الأعراض المصاحبة للحمى مثل العطس، الحكة، جريان الأنف والاحتقان.

9- الكركمين يساعد على خفض الدهون فى الدم:

يساعد الكركم على خفض مستويات الدهون في الدم التي تسمى الدهون الثلاثية، والتى قد يسبب تراكمها العديد من الأمراض.

10- الكركمين يساعد منع تراكم الدهون فى الكبد:

تراكم الدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين يشربون القليل من الكحول أو لا يشربون الكحول (مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو NAFLD). تظهر الأبحاث أن تناول مستخلص الكركم يقلل من علامات إصابة الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد غير الناتجة عن الكحول. يبدو أيضًا أنه يساعد في منع تراكم المزيد من الدهون في الكبد لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

11- الكركمين يساعد على تألق وحمايه البشره:

وجد أن للكركمين خصائص تساعد على التئام الجروح وتسريع شفاء الحروق وتجديد البشرة ,وايضا مكافحة التجاعيد وعلامات التقدم في السن.

ولازالت الأبحاث والدراسات مستمرة حول دراسة الكركم و مادة الكركمين التي تستخدم منذ قديم الزمن وأثبتت فاعليته العلاجية الكبيرة، ومعرفة طرق مختلفة لإستخراج الكركمين من الكركم لتحقيق أكبر استفادة منها.