شغف العلم الذي لا ينتهي

المناعة ما بين الخرافة والعلم (أشهر المفاهيم الخاطئة عن المناعة) - ساينسوفيليا

 

المناعة ما بين الخرافة والعلم (أشهر المفاهيم الخاطئة عن المناعة)

بقلم : أمانى جمال 

مراجعة: د.رغدة لطفى

المناعة ما بين الخرافة والعلم (أشهر المفاهيم الخاطئة عن المناعة)


ينتشر الكثير من المفاهيم الخاطئة حول علم المناعة وخصوصا مع انتشار جائحة كورونا (COVID-19)؛ فنجد غير المختص يشرح وبيرهن نظريات عارية من الصحة, وتنتشر كالسحر بين الناس حتى ترسخت فى أذهانهم تلك المفاهيم الخاطئة؛ فكان هذا المقال لتصحيح تللك المفاهيم الخاطئة حول المناعة عموما.

ولكن لابد من عرض لمحة بسيطة حول الجهاز المناعى للجسم وآلية عمله فى مكافحة العدوى؛ ومن ثم تسطيع تدارك تلك المفاهيم. 

️ما هو الجهاز المناعي؟ 

هو السلاح الذى أعطاه الله إلى جسم الإنسان, فبه يدافع ويحمي الجسم نفسه من هجوم البكتريا والڤيروسات والفطريات والسموم.

ولا يتركز الجهاز المناعى فى عضو معين,بل شبكة من أعضاء وخلايا وبروتينات مختلفة تعمل معاً.

حيث يوجد نظامان فرعيان داخل جهاز المناعة ، يُعرفان بجهاز المناعة  الطبيعية  وجهاز المناعة المكتسبة, حيث يرتبط كلا النظامين الفرعيين ارتباطًا وثيقًا ويعملان معًا عندما تؤدي جرثومة أو مادة ضارة إلى استجابة مناعية.

  • جهاز المناعة الطبيعية" innate immunity system" : -

وهو الجهاز الذي ولدت به، يعتبر نظام سريع الاستجابة كما أنه يقوم بدوريات مستمرة  في الجسم، وينشط منذ لحظة ولادة الطفل،  فيعتبر خط الدفاع الأول  ضد أي عدوي تحاول التطفل على جسمك. 

يوفر نظام المناعة الطبيعية  دفاعًا عامًا ضد الجراثيم والمواد الضارة, فيحارب باستخدام الخلايا المناعية مثل الخلايا القاتلة الطبيعية و الخلايا الملتهمة (Natural killer cells – macrophages  ).

 تتمثل الوظيفة الرئيسية لجهاز المناعة الطبيعي  في محاربة المواد والجراثيم الضارة التي تدخل الجسم -كأول استجابة مناعية من الجسم- على سبيل المثال من خلال الجلد أو الجهاز الهضمي.

  • جهاز المناعي المكتسبة" adaptive immune system" : -

ينتج  جهاز المناعة المكتسبة بمساعدة خلايا مناعية  )  (B-CELLأجسامًاً مضادة  لحماية الجسم من أي هجوم خارجي. 

ويتم تطوير جهاز المناعة  المكتسبة بعد تعرض الجسم للبكتريا والفطريات ومسببات المراض عموماً ( (Pathogensليكتسب مناعة ضدها فيا يسمى المناعة الذاكرة .

ولكى تفهم أكثر إلى آلية عمل جهاز المناعة فى الدفاع عن الجسم يمكنك  مشاهدة الفيديوهات المذكورة فى المصادر.

ما هي أنواع خلايا المناعة؟

  1.  كريات الدم البيضاء وتشمل الخلايا البلعمية 
  2. الخلايا القاتلة الطبيعية (NK ) 
  3. الخلايا اللمفاوية(البائيةB ، التائيةT)
  4.  العدلات((Neutrohiles.

أعضاء جهاز المناعة؟

  •  نخاع العظم.
  • الغدة الزعترية،  وهي غدة اعلي الصدر (. (Thymus Gland
  •  الجلد.
  • الدم.
  •  اللمف،  وهو سائل حليبي يحمل خلايا الدم البيضاء.
  • الجهاز اللمفاوية، وهو عبارة عن شبكة من الأوعية الدقيقة التي تحمل اللمف حول الجسم.
  •  العقد اللمفاوية، وهي كتل صغيرة في الفخذ والإبط وحول العنق.
  •  الطحال.
  • الأغشية المخاطية.

ما الذي يمكن فعله لتقوية  جهاز المناعة؟ 

يقوم الجهاز المناعي بعمل ناجح في الدفاع عن الإنسان ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، ولكن في بعض الأحيان يفشل وتسبب الجرثومة المرض.

فكرة تعزيز وتقوية جهاز المناعة تعتبر فكرة جيدة، لكن القدرة علي القيام بها أثبت أنه صعب تحقيقه لعدة أسباب : -

  1. جهاز المناعة هو بالضبط نظام متكامل فإنه يتطلب التوازن والانسجام للعمل بشكل جيد.
  2. لا يزال هناك الكثير مما لا يعرفه الباحثون عن تعقيدات الاستجابة المناعية وترابطها.
  3.  لا توجد روابط مباشرة مثبتة علمياً بين نمط الحياة والوظيفة المناعية في الوقت الحالي، ولكن هذا لا يعني أن آثار نمط الحياة علي الجهاز المناعي ليست مثيرة للإهتمام ولا يجب دراستها.

يستكشف الباحثون آثار النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والعمر، والضغط النفسي، وعوامل أخري علي الاستجابة المناعية سواء في الحيوانات أو في البشر.

حيث تعد استراتيجيات الحياة الصحية العامة طريقة جيدة للبدء في إعطاء جهاز المناعة المساعدة اللازمة له.

▪️تقوية  جهاز المناعة  بطريقة  صحية : -

  •  الإبتعاد عن التوتر والضغط النفسي.
  •  التغذية الجيدة والمتنوعة.
  •  الابتعاد عن التدخين والكحول.
  • تناول كميات كافية ومدروسة من الفيتامينات والمعادن.
  •  النوم الجيد.
  •  العلاقات الإجتماعية الجيدة والنشاط الاجتماعي والهوايات ووجود الأسرة والأصدقاء.
  •  ممارسة الرياضة المعتدلة
  • عدم المبالغة بالنظافة وعقامة الأشياء إذا لم يكن هناك ضرورة طبية

ما هي الخلايا التي يجب تعزيزها وإلي أي عدد؟

حتي الآن لم يصل العلماء إلي الإجابة, ما هو معروف أن الجسم يولد بإستمرار خلايا مناعية , بالتأكيد، ينتج الكثير من الخلايا اللمفاوية أكثر مما يمكن استخدامه.

أما اذا كانت هناك خلايا إضافية تزيل الخلايا الإضافية نفسها من خلال عملية طبيعية لموت الخلايا(Apoptosis).

لا احد يعرف عدد الخلايا أو أفضل مزيج من الخلايا يحتاجه الجهاز المناعي للعمل في المستوي الأمثل.

تقوية جهاز المناعة بالأعشاب والمكملات الغذائية : -

هناك العديد من الأعشاب والمكملات الغذائية التي يتم التسويق لها على أنها تعمل على تقوية جهاز المناعة ,وعلاج بعض الأمراض كالإنفلونزا.

ومع الأسف يتهاتف الناس على تلك المكملات الغذائية؛ اعتقاداً فى أنها الحل فى تقوية جهاز المناعة , ورغبة فى الوقاية فى الكثير من الأمراض كالإصابة بفيروس كورونا (COVID-19), فى حين يمكن الحصول على تلك المصادر المقوية للمناعة من نظامه الغذائى دون اللجوء الى المكملات الغذائية.

ولا يمكنا انكار حقيقة تأثير بعض الأعشاب والمكملات الغذائية على تقوية جهاز المناعة مثل :-

  • نبات القنفدية (Echniaceae) 
  • فيتامين ج.
  • فيتامين ب ومشتقاته.
  • فيتامين ه.
  • فيتامين د.
  • بعض المعادن الدقيقة مثل:- الحديد, الزنك, الماغنسيوم, الكروميوم,السيلينيوم.
  • البروبيوتيك.

ولكن يمكنك الحصول على تلك المصادربالتركيز المرجو منه من نظامك الغذائى, إلا فى حالة وجود نقص حاد فى أحد تلك العناصر, تستطيع اتباع ارشادات طبيبك فى علاج ذلك النقص.

ومفهوم تقوية جهاز المناعة لايعنى أبداً علاج المرض الناتج من إصابة مسبب المرض بالعدوى كما يحدث بالإنفلونزا, بل تقلل مدة المرض بالتوازى مع العلاج المناسب للعدوى. 

فلا يوجد داعى لإستخدام تلك المكملات إلا إذا كنت تعانى من  نقص أحد تلك العناصر أو تكرار الإصابة بالعدوى نتيجة نقص المناعة الأولى أو الثانوى (primary immunodeffiency& secondary immunodeffiency )؛ لذلك وجب التنويه على المفاهيم الخاطئة المتادولة عن تقوية جهاز المناعة.

الجهاز المناعي والعمر : - 

مع تقدم العمر تنخفض القدرة علي الاستجابة المناعية مما يساهم بدوره في المزيد من العدوي في حين أن بعض الناس يتقدمون في السن وبصحة جيدة.

توصلت العديد من الدراسات إلي أن كبار السن أكثر عرضه للإصابة بالأمرض المعدية مقارنة بالشباب، وايضاً أكثر عرضة للوفاة. التهابات الجهاز التنفسي، الإنفلونزا، ڤيروس كورونا ((COVID-19 ، وخاصة الالتهاب الرئوي هو السبب الرئيسي للوفاة بين الأشخاص فوق سن 65 عاماً حول العالم.

لا أحد يعرف علي وجه اليقين سبب حدوث ذلك، لكن بعض العلماء يلاحظون أن هذا الخطر المتزايد يرتبط بإنخفاض في الخلايا التائية.

ربما مع تقدم العمر يحدث ضمور للغدة الزعترية وبالتالي إنتاج عدد أقل من الخلايا التائية (T) لمحاربة العدوي. 

هناك آخرون مهتمون بما إذا كان نخاع العظام يصبح أقل كفاءة في إنتاج الخلايا الجذعية التي تؤدي إلى ظهور خلايا الجهاز المناعي.

حيث  أظهرت استجابة كبار السن للقاحات انخفاضاً للاستجابة المناعية للعدوي, علي سبيل المثال : 

أظهرت دراسات لقاحات الأنفلونزا أنه بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، يكون اللقاح أقل فاعلية مقارنة بالأطفال الأصحاء فوق سن عامين.

ولكن علي الرغم من انخفاض الفاعلية، فقد أدت اللقاحات ضد الأنفلونزا والالتهاب الرئوي إلي خفض معدلات المرض والوفاة لدي كبار السن بشكل كبير عند مقارنتها بعدم التطعيم.

ويبدوا أن هناك صلة بين التغذية والمناعة لدي كبار السن. يُعرف شكل من أشكال سوء التغذية الشائعة اسم "سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة".

يمكن أن يحدث لدي كبار السن سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة، حيث يعاني الشخص من نقص في بعض الڤيتامينات والمعادن التي يتم الحصول عليها أو استكمالها بواسطة النظام الغذائي.

يميل كبار السن تناول طعام أقل وغالباً ما يكون لديهم تنوع أقل في وجباتهم الغذائية. فهل المكملات الغذائية تساعد كبار السن في الحفاظ علي صحة الجهاز المناعي؟؟

هل البرد يضعف جهاز المناعة؟

تشير بعض التجارب على الفئران إلى أن التعرض للبرودة قد يقلل من القدرة على التعامل مع العدوى. ولكن ماذا عن البشر؟ 

غمر العلماء الناس في الماء البارد, وجعلوا الآخرين يجلسون عراة في درجات حرارة منخفضة, لقد درسوا الأشخاص الذين عاشوا في أنتاركتيكا وأولئك الذين يقومون برحلات استكشافية في جبال الروكي الكندية, وقد كانت النتائج متفاوتة.

 فعلى سبيل المثال ، وثق الباحثون زيادة في التهابات الجهاز التنفسي العلوي في المتزلجين المتنافسين عبر البلاد الذين يمارسون الرياضة بقوة في البرد.

فى حين توصل مجموعة من الباحثين الكنديين الذين استعرضوا المئات من الدراسات الطبية حول هذا الموضوع وأجروا أبحاث إضافية إلى أنه لا داعي للقلق بشأن التعرض للبرد المعتدل - ليس له تأثير ضار على جهاز المناعة البشري.

متي تتحقق مناعة القطيع لفيروس كورونا (COVID-19)؟ 

 تحدث مناعة القطيع (Herd immunity) عندما تتواجد نسبة عالية من الأشخاص المحصنة ضد المرض وذلك من خلال التطعيم أو اللقاح، بحيث يقلل من انتشار المرض من شخص لآخر أو احتمالية انتقاله. 

أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة أو الذين يعانون من نقص المناعة غير المطعمين يتم منحهم بعض الحماية لأن المرض لديه فرصة ضئيلة للانتشار. 

كما أيضا تحمي مناعة القطيع الأفراد الأكثر ضعفاً، بحيث إذا تم تطعيم عدد كبير من الأشخاص ضد الأمراض الخطيرة، فالبقية المعرضة للإصابة وغير القادرين التطعيم يتم حمايتهم لأن الجرثومة لن تكون قادرة على العثور على الأفراد المعرضين للإصابة.

تعتبر من إحدى عيوب مناعة القطيع أن الأشخاص الذين لديهم نفس المعتقدات والأفكار أو الأخطاء حول اللقاحات يتواجدون في نفس الأماكن أغلب الأحيان، حيث يعيشون في نفس الحي أو يذهبون إلى نفس المدرسة وغيرها، لذلك هناك احتمالية تواجد عدد كبير من الأشخاص غير المطعمين بالقرب من بعضهم البعض.

هل تتحقق مناعة القطيع لفيروس كورونا (COVID-19)؟

 تتحقق مناعة القطيع عندما تتكون مناعة لدي نسبة كبيرة من المجتمع ضد المرض، بحيث يقل معدل انتقال وانتشار المرض من شخص لآخر.

يتم تحقيق مناعة القطيع لفيروس كورونا (COVID-19) عن طريق إما اللقاحات أو المناعة الطبيعية.

  •  اللقاحات : -

يعتبر التطعيم أو استخدام اللقاحات ضد فيروس كورونا (COVID-19) طريقة مثالية لتحقيق مناعة القطيع، تحقق اللقاحات مناعة دون التسبب في مرض أو إحداث مضاعفات. 

ولكن أول ظهور للقاح فيروس كورونا (COVID-19) فى بداية العام القادم؛ مما يجعلنا فى صراع دائم للوصول إلى لقاح آمن بأسرع وقت.

 فاذا تحققت مناعة القطيع فإنها توفر إمكانية أكبر لحماية المجتمع بما في ذلك الأشخاص الذين لايمكن تطعيمهم مثل الأطفال حديثي الولادة.

  • العدوي الطبيعية : -

وهي تتكون عند إصابة عدد كبير من الأشخاص بالمرض ثم يتعافي عدد كافٍ منهم وبذلك يتم تكوين أجسام مضادة ضد المرض، تحمي من الإصابة بالمرض مرة أخرى.

ولكن الإعتماد على العدوى الطبيعية مخاطره كبيرة قد تودى بحياة الملايين فوق الحالات الحالية؛ لذلك نأمل فى اقتراب انتاج لقاح آمن بحلول العام القادم 2021.

أشهر المفاهيم الخاطئة عن المناعة والتطعيم :  

هل يعتبر التطعيم ضار بالصحة، ويسبب عدد كبير من الأثار الجانبية غير المرغوب فيها ويمكن أن يتسبب في المرض الذي صمم ضده؟

 يتادول الناس هذه المفاهيم الخاطئة عن اللقاحات, معللين ذلك بالآثار الجانبية للقاحات وأنى ممكن أن تسبب المرض نفسه.

وفى الحقيقة التطعيم باللقاح هو الذى يجعل من الممكن تكوين مناعة ضد مرض معين. في معظم الحالات لا تسبب اللقاحات أي مشاكل، وفي نفس الوقت يمكنها انقاذ صحتك, وانه تم اختباره على الآلاف وقد يصل إلى الملايين للتأكد من سلامته, وفى حال ظهر أى آثار جانبية تفوق منفعته؛ سيتم سحبه فوراٍ وتعطيل استخدامه.

معظم الآثار الجانبية  للقاح طفيفة ومؤقتة ، مثل التهاب الذراع أو الحمى الخفيفة. يمكن السيطرة عليها غالبًا عن طريق تناول الادوية بعد التطعيم. 
نادرًا ما تحدث أحداث سلبية أكثر خطورة ، وبعضها نادر جدًا بحيث لا يمكن تقييم المخاطر بدقة.

بالنسبة للقاحات التي تسبب الوفاة ، يمكن أن تُعزى عدد قليل من الوفيات بشكل معقول إلى اللقاحات بحيث يصعب تقييم المخاطر إحصائيًا. 
كل حالة وفاة يتم إبلاغ وزارات الصحة عنها يتم فحصها بشكل شامل لتقييم ما إذا كانت مرتبطة حقًا بإعطاء اللقاح أو لا.

 فمن المعروف أن الجدري أو الحصبة أو الحصبة الألمانية لا يمكن أن يحدث الا مرة واحدة في العمر، وبعد ذلك يكون لدي الشخص مناعة كاملة ضدها. 

كل هذا بفضل جهاز المناعة، الذي يخزن المعلومات حول العامل المسبب ويشكل مناعة قوية, فقام العلماء بتطوير لقاح لهذه الأمراض لتحفيز المناعة ضده دون الحاجة إلى أن تصاب بالمرض لتحصل على المناعة ضده.

غالبية الأشخاص التى تم تطعيمهم أصيبوا بالمرض، فهل هذا يعني أن اللقاحات غير فعالة؟

يعتقد البعض أن اللقاحات غير فعالة بدعوى أن الناس الذين تم تلقيحهم أصيبوا بالمرض، وهذا يعتبر من المفاهيم الخاطئة المتادولة حول المناعة وعلم التلقيح  عموماً والهدف هو أن يثبت أن اللقاحات ليست فعالة.

 في الواقع ، من الصحيح أنه في حالة تفشي المرض ، غالبًا ما يفوق عدد الذين تم تطعيمهم عدد أولئك الذين لم يتم تطعيمهم - حتى مع لقاحات مثل الحصبة ، والتي نعلم أنها فعالة بنسبة 98٪ عند استخدامها على النحو الموصى به.

يفسر هذا التناقض الظاهري عاملين.

  • أولاً ، لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100٪. لجعل اللقاحات أكثر أمانًا من المرض ، يتم قتل البكتيريا أو الفيروس أو إضعافه . لأسباب تتعلق بالفرد ، لا يطور كل الأشخاص الملقحين مناعة. معظم لقاحات الطفولة الروتينية فعالة لـ 85٪ إلى 95٪ من المتلقين.

  •  ثانيًا ، في بلد مثل الولايات المتحدة يفوق عدد الأشخاص ممن لم يتم تطعيمهم فى كثير من الأمراض, مما يودى إلى ارتفاع نسبة الإصابة وقد ينقل العدوى للمُلقَحين أنفسهم.

تم القضاء على بعض الأمراض تقريبًا من خلال استخدام اللقاحات, فلا داعى إلى التطعيم ضد هذه الأمراض.

 لا تزال معظم هذه الأمراض موجودة في البشر، وبدون استمرار استخدام اللقاحات ، يكون الناس معرضين لخطر الإصابة بالمرض وانتشاره.

قد يعتقد بعض الناس أن اللقاحات توفر مناعة دائمة ضد المرض.

 بالنسبة لبعض الأمراض يكون لقاحًا واحدًا كافيًا ، ولكن بالنسبة للعديد من الأمراض ، يجب أن تحصل على التطعيم أكثر من مرة لتتمتع بالحماية.

على سبيل المثال ، يصبح لقاح الإنفلونزا أقل فعالية بمرور الوقت بسبب سرعة تحور فيروس الإنفلونزا؛ لذلك تتغير تركيبة لقاح الأنفلونزا كل عام للحماية من فيروسات معينة من المتوقع أن تكون بارزة كل عام.

إعطاء الطفل لقاحات متعددة لأمراض مختلفة في نفس الوقت يزيد من مخاطر الآثار الجانبية الضارة ويمكن أن يثقل كاهل جهاز المناعة. 

من اكثر المفاهيم الخاطئة الشائعة بين الأمهات فكرة عدم أخذ أكتر من لقاح فى نفس الوقت, فيتعرض الأطفال للعديد من المستضدات كل يوم, يؤدي تناول الطعام إلى إدخال بكتيريا جديدة إلى الجسم ، وتعيش العديد من البكتيريا في الفم والأنف ، مما يعرض الجهاز المناعي لمزيد من المستضدات.

 تعرض العدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي العلوي الطفل إلى أربعة إلى عشرة مستضدات ، وتعرض حالة "التهاب الحلق" إلى 25 - 50. 

وفقًا لـلأحداث المرتبطة بلقاحات الأطفال، تقرير عام 1994 من معهد الطب في الولايات المتحدة : "في مواجهة هذه الأحداث العادية ، يبدو من غير المحتمل أن عدد المستضدات المنفصلة الموجودة في لقاحات الطفولة؛  سيمثل عبئًا إضافيًا ملموسًا على جهاز المناعة من شأنه أن يكون مثبطًا للمناعة."

 في الواقع ، تُظهر البيانات العلمية المتاحة أن التطعيم المتزامن بلقاحات متعددة ليس له أي تأثير سلبي على الجهاز المناعي الطبيعي للأطفال حيث  تم إجراء عدد من الدراسات والمراجعات لفحص آثار إعطاء تركيبات مختلفة من اللقاحات في وقت واحد.

 أظهرت هذه الدراسات أن اللقاحات الموصى بها فعالة في شكلها المركب كما هي بشكل فردي ، وأن مثل هذه المجموعات لا تنطوي على مخاطر أكبر للتأثيرات الجانبية الضارة.

الامراض عموما وفيروس كورونا (COVID-19 )خصوصاً  تضائل بسبب الإهتمام بالنظافة العامة والشخصية, فلايوجد ضرورة للقاح؟

من ضمن المفاهيم الخاطئة عن التحصين باللقاحات "أن اللقاحات ليست ضرورية ,مادام المرض ينحسر انتشاره" 

لا شك أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحسنة كان لها تأثير غير مباشر على المرض وتشمل:

  • التغذية الجيدة.
  •  تطوير المضادات الحيوية والعلاجات الأخرى؛ أدت إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة بين المرضى.
  •  ظروف المعيشة الأقل ازدحامًا من انتقال المرض.
  • انخفاض عدد الاتصالات المنزلية واتباع قوانين التباعد الإجتماعى.

 لكن النظر إلى معدل الإصابة الفعلي بالمرض على مر السنين, لا يترك مجالًا للشك في التأثير الكبير المباشر للقاحات فى الوصول إلى مناعة القطيع.

المصادر:-
فيديوهات شرح جهاز المناعة:




الكلمات المفتاحية

  • تقوية جهاز المناعة.
  • المكملات الغذائية
  • المفاهيم الخاطئة


ليست هناك تعليقات