شغف العلم الذي لا ينتهي

لقاح أكسفورد يحقق إستجابات مناعية - ساينسوفيليا

 

 لقاح أكسفورد يحقق إستجابات مناعية 

لقاح أكسفورد يحقق إستجابات مناعية - ساينسوفيليا

ترجمة: أحمد ماهر زهران

مراجعة: د. رغدة لطفى

لقاح فيروس كورونا الذي طورته جامعة أكسفورد (Oxford University) يبدو آمنَا ويحقق إستجابات مناعية.

أظهرت التجارب التي شملت 1077 شخصًا أن حقن اللقاح أدى بهم إلى إنتاج أجسام مضادة وخلايا تائية (T-cells) يمكنها محاربة فيروس كورونا.

النتائج واعدة للغاية، لكن لم يحن الوقت بعد لمعرفة ما إذا كان هذا كافياً لتوفير الحماية، فهناك تجارب أكبر جارية.

طلبت الولايات المتحدة بالفعل 100 مليون جرعة من اللقاح.

كيف يعمل لقاح أكسفورد؟

يتم تطوير اللقاح - يسمى ChAdOx1 nCoV-19 - بسرعة غير مسبوقة, حيث صُنع من فيروس معدل وراثيَا يسبب نزلات البرد في الشمبانزي.

تم تعديله بشكل كبير حتى لا يمكنه أن يسبب عدوى في الأشخاص، وأيضاً لجعله أشبه بفيروس كورونا، من خلال نقل المعلومات الوراثية للبروتين الشوكي (spike protein) لفيروس كورونا -الأداة التي يستخدمها الفيروس لإختراق خلايا الإنسان- إلى ذلك اللقاح الذي يطورونه، وهذا يعني أن لقاح أكسفورد يشبه فيروس كورونا ويمكن لجهاز المناعة تعلم كيفية مهاجمته.


ما هي الأجسام المضادة والخلايا التائية؟

الكثير من التركيز على فيروس كورونا حتى الآن كان حول الأجسام المضادة، ولكنها ليست سوى جزء واحد من دفاعنا المناعي؛ فتقريبا جميع اللقاحات الفعالة تحفز كلاً من الأجسام المضادة واستجابة الخلايا التائية.

الأجسام المضادة هي بروتينات صغيرة يصنعها الجهاز المناعي تلتصق على سطح الفيروسات.

يمكن للأجسام المضادة المعادلة تعطيل وتعجيز فيروس كورونا.

وتساعد الخلايا التائية - نوع من خلايا الدم البيضاء - على تنسيق جهاز المناعة وقادرة على تحديد خلايا الجسم المصابة وتدميرها.

فبلغت مستويات الخلايا التائية ذروتها بعد 14 يومًا من التطعيم بلقاح أكسفورد, وبلغت مستويات الأجسام المضادة ذروتها بعد 28 يومًا، وأظهرت الدراسات في مجلة Lancet أن الدراسة لم تستمر لفترة كافية لمعرفة المدة التي يمكن أن تستمر فيها الخلايا التائية والأجسام المضادة. 

وقال البروفيسور Andrew Pollard من مجموعة باحثي أكسفورد ل BBC: "نحن سعداء حقًا بالنتائج التي تم نشرها اليوم حيث نشهد معادلة الأجسام المضادة والخلايا التائية، ولدينا أمل في نوع الإستجابة التي تتعلق بالحماية، لكن السؤال الأساسي الذي يريد الجميع معرفته هو هل يعمل اللقاح؟ وهل يوفر الحماية؟؟؟ ونحن في الانتظار لمعرفة ذلك". 

أظهرت الدراسة أن 90٪ من الأشخاص كونوا الأجسام المضادة للفيروس فقط عشرة أشخاص احتاجو إلى جرعة إضافية لإنتاج أجسامًا مضادة.

وقال البروفيسور Pollard ل BBC: "لا نعرف مستوي الاستجابة المطلوب للحماية ، ولكن يمكننا زيادة الاستجابات إلى أقصى حد بجرعة ثانية".


هل هو آمن؟

نعم، ولكن هناك آثار جانبية,ليست خطيرة بل مازالت فى الحيز الآمن, حيث أصيب حوالى 17٪ من الأشخاص في التجربة بالحمى أو الصداع.

يقول الباحثون أنه يمكن التغلب عليها باستخدام الباراسيتامول (paracetamol).

تقول الأستاذة Sarah Gilbert من جامعة أكسفورد: "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به قبل أن نؤكد ما إذا كان اللقاح لدينا سيساعد على التصدي لجائحة Covid-19، ولكن هذه النتائج المبكرة تبشر بالخير".


ما هي الخطوات التالية في التجربة؟

النتائج حتى الآن واعدة، ولكن الغرض الرئيسي منها هو ضمان أن اللقاح آمن بما يكفي لإعطائه للناس. 

عجزت الدراسة عن توضيح ما إذا كان لقاح أكسفورد يمكن أن يمنع الأشخاص من الإصابة بالمرض أم يقلل من أعراض Covid-19.

سيشارك أكثر من 10000 شخص في المرحلة التالية من التجارب في المملكة المتحدة، ومع ذلك تم توسيع التجربة أيضًا إلى دول أخرى لأن مستويات فيروس كورونا منخفضة في المملكة المتحدة، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان اللقاح فعالًا.

ستكون هناك تجربة كبيرة تشمل 30.000 شخص في الولايات المتحدة و 2000 في جنوب إفريقيا و 5000 في البرازيل.

هناك أيضًا دعوات لإجراء تجارب التحدي "challenge trials" التي يصاب فيها الأشخاص الذين تم تطعيمهم بفيروس كورونا، ومع ذلك هناك مخاوف أخلاقية بسبب نقص العلاج.


متى سأحصل على لقاح أكسفورد ؟

من الممكن أن يكون لقاح فيروس كورونا فعالًا قبل نهاية العام، ومع ذلك لن يكون متاحًا على نطاق واسع.

سيتم إعطاء الأولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكذلك الأشخاص الذين يُعتبرون معرضين لخطر الإصابة ب COVID-19 نظرًا لعمرهم أو حالتهم الطبية.

إذا سارت الأمور حسب المخطط لها فمن المرجح أن يكون التطعيم على نطاق واسع في أقرب وقت ممكن من العام المقبل.

قال Boris Johnson: "بالتأكيد إني متفائل، ولكن لكي أقول إنني واثق بنسبة 100٪ من أننا سنحصل على لقاح هذا العام أو في العام المقبل هو للأسف مجرد مبالغة، نحن لسنا هناك بعد" . 


ما هو التقدم المحرز مع اللقاحات الأخرى؟

لقاح أكسفورد ليس أول لقاح يصل إلى هذه المرحلة، حيث تنشر مجموعات في الولايات المتحدة والصين أيضًا نتائج مماثلة.

كانت شركة Moderna الأمريكية أول من تخطى الجاجز وانتج لقاحها أجسام مضادة, حيث قاموا بحقن ال RNA الخاص بفيروس كورونا، وبدأوا بصنع البروتينات الفيروسية من أجل إثارة استجابة مناعية.

كما حققت شركتا BioNtech و Pfizer نتائج إيجابية باستخدام لقاح RNA.

هناك تجربة تم تطويرها في الصين مشابهة لتقنبة لقاح أكسفورد تبدو واعدة أيضًا.

ومع ذلك فإن جميع هذه الأساليب هي في حدود العلم المطلق ولم يثبت نجاحها من قبل، كما يتم التحقيق في المزيد من الطرق التقليدية لتطوير اللقاحات مثل شركة Valneva, حيث قامت بأخذ فيروس كورونا وتعطيله ثم حقنه.

إجمالاً، يوجد 23 لقاحًا لفيروس كورونا في التجارب السريرية حول العالم و 140 لقاحًا آخر في مرحلة التطوير المبكر.

 المصادر

https://www.bbc.com/news/uk-53469839?at_custom3=BBC+News&at_campaign=64&at_custom1=%5Bpost+type%5D&at_medium=custom7&at_custom4=2F53FD4C-CA90-11EA-95B3-881C933C408C&at_custom2=facebook_page&fbclid=IwAR1ttsCbQQqryd3SYbI6VmzAAKhLQ_wInhvvfo-zqQyXNhhVyry96mMApU4

ليست هناك تعليقات