شغف العلم الذي لا ينتهي

ماري كوري أم الراديوم قصة عالمة لا يشق لها غبار

ماريا سكودوفسكا : أم الراديوم

بقلم: محمد حبيب الله أحمدو

ماري كوري

الميلاد والنشأة:
ولدت ماريا سكودوفسكا في 7 - نوفمبر-1867 في بولندا  لأب يدرس الفيزياء في الثانوية ولها أخت درست الطب تدعى برونيسلافوا سكودوفسكا ، كانت نابغة بين أقرانها تمتلك ذاكرة مذهلة وسجلا دراسيا حافلا بالإنجازات من بدايته لا يسعنا سوى القول أنها عبقرية منذ البداية .
المشوار الدراسي :
ذاكرة ماريا سكودوفسكا المذهلة مكنتها من الحصول على الميدالية الذهبية في الثانوية وفي سن الـ16 اضطرت للتدريس بعد نفاد مدخرات والدها ، نتيجة استثمارات فاشلة ، وشاركت في نفس الوقت في الجامعة الحرة القومية سرًّا في سن 18عملت كمربية ومن خلال وبذلك تمكنت من تمويل دراسة أختها برونيسلاف للطب في باريس على أساس أن الأخيرة ستساعدها لاحقا في الحصول على التعليم ؛ إنتقلت ماريا إلى باريس عام 1891 مستخدمة إسم ماري وبدأت في متابعة محاضرات لفيزيائيين مشهورين في السوربون منهم على سبيل المثال Paul Appel , Gabriel lippman , Edmond Boutye ;
استمرت سكودوفسكا بالعمل الدؤوب  ، وبدأت العمل في مختبر أبحاث ليبمان وفي عام 1894 حصلت على المرتبة الثانية في ترخيص العلوم الرياضية وفي نفس العام تقاطعت طريقها مع بيير كوري ليكون زوجا لها في 25 - إبريل -1895 الأمر الذي كان بداية شراكة لم تفتئ أن حققت نتائج ذات أهمية عالمية وبالأخص إكتشافهما للبلونيوم عام 1898 والراديوم بعد بضعة أشهر من نفس السنة وذلك بعد إكتشاف هنري بيكيرل لظاهرة سماها في ما بعد " النشاط الإشعاعي " عام 1896 ، الشيء الذي ألهم ماري كوري ، التي تبحث عن موضوع لأطروحتها ، لمعرفة ما إذا كان النشاطات الإشعاعية المكتشفة في اليورانيوم موجودة في مادة أخرى وهو ما أثبتت صحته على الثوريوم وهو ما فعله GC Schmidt في نفس الوقت الأمر الذي لفت إنتباهها إلى المعادن خاصة pitchbland وهو معدن يمتلك نشاطا إشعاعيا أكبر من اليورانيوم ولا يمكن تفسير نشاطه إلا من خلال وجود كميات صغيرة من مادة غير معروفة .... ثم انضم إليها بيير كوري في العمل الذي قامت به لحل هذه المشكلة وأدى ذلك إلى إكتشاف العناصر الجديدة والبولونيوم والراديوم ، كافحت ماري كوري للحصول على الراديوم النقي في الحالة المعدنية وهو ما تم تحقيقه بمساعدة الكيميائي أندريه لويس أحد تلاميذ بيير كوري نتاجا لهذا البحث حصلت على الدكتوراه في العلوم في يونيو 1903 وتم منحها مع بيير وسام الجمعية الملكية كما شاركوا مع بيكريل جائزة نوبل للفيزياء في نفس السنة لإكتشاف النشاط الإشعاعي.......تم تعيين ماري محاضرة في الفيزياء في مدرسة الفتيات في سيفر École Nationale Supérieure
 كان ذلك عام 1900 وفي عام 1904 تم تعيينها كبيرة المساعدين في المختبر بإدارة بيير كوري .

ماري كوري وزوجها بيير في المعمل

ماري كوري وزوجها بيير في المعمل 

المنعطف الأكبر في حياة ماري كوري :
في 19 - إبريل - 1906 توفي بيير كوري فجأة الأمر الذي كان ضربة مريرة لماري كوري لكنه أيضا كان نقطة تحول حاسمة في حياتها حيث أنها أخذت على عاتقها مسؤولية إكمال ما بدأته مع زوجها لوحدهاوفي 13 - مايو - 1906 أخذت مكان زوجها المتوفى لتكون بذلك أول إمرأة تدرس في السوربون وسرعان ما أصبحت أستاذة فخرية في العام 1908 وفي عام 1910 تم نشر أطروحتها الأساسية حول النشاط الإشعاعي لتحصد جائزة نوبل للكيمياء في العام المقبل لعزل الراديوم النقي لتكون بذالك أول إمرأة تحصد جائزتي نوبل والشخص الوحيد الذي فاز بالجائزة في مجالين علميين مختلقين ، نالت بذالك شرف أن تشيد لها مختبرات معهد الراديوم عام 1914 .
التطبيق الطبي لدراسات ماري كوري :
بمساعدة إبنتها إيرين كرست كوري نفسها لتطوير إستخدام الأشعة السينية ، في 1918 معهد الراديوم ، الفريق الذي انضمت إليه إيرين بدأ يعمل بجد ، كان سيكون مركزا عالميا للفيزياء والكيمياء النووية ؛ وفي أوج شهرتها بدأت كوري عام 1922 دراسة التطبيقات الطبية للنشاط الإشعاعي.

إنجازات أخرى لماري كوري :
 من أهم إنجازات كوري كذالك جمع مصادر شديدة الإشعاع لا لغرض الطب فقط وإنما لتوفير إمدادات للأبحاث في المجال النووي ؛ سرعان ما ظهرت مسرعات الجسيمات عام 1930 وكان ناتج فكرة كوري من المواد المشعة بمثابة مساهمة حاسمة في إنجاح تجارب أجريت في نفس السنة وخاصة تلك التي أجرتها إيرين كوري وزوجها فريدريك جوليوت ....كان هذا العمل هو المهد لإكتشاف النيوترون من قبل السير جيمس شاوديك وفوق كل هذا التمهيد لإكتشاف النشاط الإشعاعي الإصطناعي من قبل إبنتها إيرين وزوجها فريدريك عام 1934 بعد أشهر قليلة من نفس العام وبالتحديد في4 - يوليو -1934 قضت ماري كوري نحبها متأثرة بسرطان الدم إثر تعرضها الدائم للإشعاع .
لم تقتصر إنجازات ماري كوري على الإكتشافات التي نالت على إثرها جائزتي نوبل إنما كانت ماري مصدر دعم وتحفيز لباحثين كثر أدت إكتشافاتهم إلى إيصال العالم إلى ما وصل إليه من تطور فشكرا ماري كوري.....

ماري كوري

حتى الان يتم الاحتفاظ بمكتبها ومختبرها في Curie Pavilion التابع لمعهد Radium كمتحف Curie.

المصادر:

*https://www.britannica.com/…/Death-of-Pierre-and-second-Nob…


*https://www.britannica.com/biography/Marie-Curie

* كتاب أساطين العلم الحديث : فؤاد صروف

ليست هناك تعليقات