شغف العلم الذي لا ينتهي

ماذا تعرف عن الرحم الصناعي أو ما يسمى بالبايوباج

هل تستطيع الأم رؤية جنينها ومتابعة نموه لحظةً بلحظة؟

هل تستطيع الأم رؤية جنينها ومتابعة نموه لحظةً بلحظة؟



بقلم : فدوى جمال محمد
مراجعه علميه : وسام سعيد


قد يكون هذا مستحيلًا في الحمل الطبيعي ولكن بالتقدم العلمي أصبح ممكنًا ...فالأرحام الاصطناعية جعلت هذا ممكنًا!

فجنين النعجة(الحمَل) - كمثال – يمكن أن ينمو خارج رحم أُمه ويبقي على قيد الحياة. فهو يكون نائمًا، مستلقيًا على جانبه، عيناه مغلقتان، يتمايل ويحرك رجليه الطويلتين، ابتسامته الصغيرة تجعله يبدو سعيدًا كما لو أنه يقفز في أرض عشبية، أمردًا "لا يمتلك شعرًا أو فروًا"، لم يولد بعد ولكن في اليوم 111 "المئة واحدى عشر" من الحمل ينفصل تمامًا عن الأم ويخرج.

في هذه الفترة، يكون موجودا في وسط سائل مائع بداخل كيس بلاستيك شفاف، وحبله السري متصل بانابيب ممتلئة بالدماء، هذا هو "الجنين النامي في رحم اصطناعي" وفي خلال أربع أسابيع تبدأ عملية الولادة الاصطناعية ويُفتَح الكيس ويخرج الجنين. 

ولكن الحمْل الاصطناعى ليس بديلًا للحمْل الطبيعي، فالحمْل لم يكن اصطناعيًا من البداية ولكنه تم في أرحام امهاتهم بطريقة طبيعية وفي عمر- يكافئ في حمل البشر – الأسبوع 23، 24. ثم يتم أخذهم بواسطة عملية قيصرية، ويتم وضعهم في كيس بيولوجى مخصص"البايوباج" ، وهذه هي البداية!

فبعد نجاح هذه التجارب على الحيوانات بدأ الكثير من العلماء بتطبيقها على البشر، وذلك لحماية البشر الأكثر ضعفًا. ف (إيميلى بارتريدج، وماركوس دافى، وآلان فليك) أخصائيو المواليد الجدد وعلماء وظائف الأعضاء والجراحون الذين يعملون مع الأطفال المولودين قبل الأوان "المبتسرين" في مستشفى الأطفال في فيلاديلفيا. 
قاموا بتصميم أحدث نموذج لإعطاء الأطفال المولودين في وقت مبكر للغاية فرصة اكبرمن أى وقت مضى للبقاء على قيد الحياة. فقد تم اختراع "البايوباج"  في نيسان/أبريل 2017، عندما نشر فريق التقديم أبحاثه في مجلةNature  Communications 

ووجدوا طريقة لجعل الحمَل الناتج من الرحم الاصطناعي لا يختلف عن ذلك الذي نتج من رحم النعاج طبيعيًا.
واختراعهم هذا يتكون من المشيمة البديلة (موصولة بالأكسجين في الحبل السري للحمل، والذي يزيل أيضا ثانى أكسيد الكربون، ويوفر المواد الغذائية) كما يتم ضخ الدم عن طريق نبضات قلب الجنين كما في الأرحام.
ويعمل الكيس ككيس سَلَوي (امنيوسي) مملوء بسائل دافئ معقم مصنوع في المختبر والذي يمكن للحمَل ان يتنفس شهيقا وزفيرا كما يفعل الجنين البشري. 

ونتصور في المستقبل أن هذا النظام "الحمل الاصطناعي "سيكون في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وسيبدو إلى حد كبير مثل الحضانة التقليدية.
الحمل الطبيعي للانسان هو 40 أسبوعا، وأى طفل يولد قبل 37 أسبوع يعتبر غير ناضج. وفترة 23-24 أسبوعا هي حدود البقاء ويصنف المولود ميتا في عمر 24 اسبوعا على انه "إملاص"، في حين يصنف الطفل الميت الذي يولد في عمر 23 اسبوعا وستة أيام على أنه "إجهاض".
 ففي البلدان التي لديها مستشفيات جيدة، هناك فرصة تبلغ 24% لإبقاء الطفل المولود في عمر 23 اسبوعا على قيد الحياة. غير أن 87% منهم قد يعانون من مضاعفات كبيرة مثل(مرض الرئة، مشاكل الأمعاء، التلف الدماغى، العمى) كما أن نسبة من يعانون من حالات مزمنة قد ارتفع ايضًا بشكل كبير -والولادة المبتسرة -هي أكبر أسباب الوفاة والعجز بين الأطفال دون سن الخامسة في العالم النامى.

فالحاضنات تعالجن بعض الوظائف التي يحتاج المولود السابق لأوانه إلى مساعدة فيها، ولكنها لا تسمح باستمرار الحمل. ولكن ال(بايوباج) يفعل؛ حيث يعاملون الطفل كجنين لم يولد بعد.

ويمكن أن تنقل الأمهات المعرضة لخطر المخاض المبكر جدا اطفالهن إلى رحم اصطناعي. ولكن إذا كان ذلك قد يعني مستقبلا صحيا بدلا من المرض والاعاقة فمن يحرمهم من ذلك؟ 
وقال الباحثون "هدفنا ليس توسيع حدود قابلية البقاء، بل اتاحة الامكانية لتحسين النتائج لأولئك الرضع الذين يتم إنعاشهم بشكل روتيني " 
أيضًا تم تخفيض الحد القانونى للإجهاض في المملكة المتحدة من 28 الى24 أسبوعا في عام1990 بسبب التقدم الملحوظ.
وفي مجال رعاية المواليد، كانت الأجنة المولودة آنذاك أكثر احتمالا للحياة، إذ ساعدت الارحام الاصطناعية على البقاء على قيد الحياة. 

ولكن التجارب السريرية التي تجرى على الأطفال البشر بعيدة المنال وأى شخص يخبركم بانه سيفعل ذلك في غضون سنتين إما أن يكون لديه ثروة من البيانات غير متاحة للجمهور أو أنه متحفز للاثارة بعض الشيء.

وإذا كان من الممكن في يوم من الأيام أن يكون التكاثر خارج الرحم مثاليا، فهناك قائمة كبيرة من النساء اللاتى يرغبن في استخدامه مثل(النساء المصابات بالصرع، الاضطراب ثنائى القطب، السرطان، اللاتي تم استئصال رحمهن لاسباب طبية).

كما أن هناك بعض المخاطر للحمل الاصطناعى وإنقاذ الجنين؛
حيث أن الأرحام الصناعية ستكون تقنية جديدة وقوية بشكل لا يصدق وبمجرد أن أصبح الإخصاب الأنبوبى سائدا توقفت البحوث في معالجة مشاكل الخصوبة مثل انسداد قناة فالوب فلِمَ نُتعب انفسنا وهناك حل بسيط وهو تقنية المساعدة على الانجاب!

وتقول ايميلي في النهاية بان هذا بالتاكيد مشروع كان سيبدو أقرب إلى الخيال العلمي ولكن بعد 3 سنوات من المثابرة أصبح واقعيا.

المصدر:-

https://www.theguardian.com/lifeandstyle/2020/jun/27/parents-can-look-foetus-real-time-artificial-wombs-future?fbclid=IwAR2hxvgv1EQxjcjYngbAj2ihErZUyce-8QMKCqHa-UmOVJVAWObyxYzn-Ic

هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع ومفيد علمياً زادك الله من فضله

    ردحذف
  2. مقال رائع ومفيد علمياً زادك الله من فضله 💓💘♥🌹🌷

    ردحذف