شغف العلم الذي لا ينتهي

الترامادول من مسكن للآلام إلي مخدر لا يصرف إلا باستشارة طبيب

الترامادول ...بداية النهاية ( مقال قصير )

الترامادول من مسكن للآلام إلي مخدر لا يصرف الا باستشارة طبيب

 بقلم / أريج الجيار 
عضو صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي 
رابطة متطوعي القليوبية

من منا لم تطرق على مسامعه كلمة "ترامادول" ومن منا لم تثير الخوف داخله، فبعد ان كان  عقار يسكن الألام تحولت إلى مسبب للألام يثير الرعب، يضر أكثر مما ينفع. 
لكن متي ظهر الترمادول، ومتى تم استخدامه أول مرة وما هي أكثر الدول التي تستخدمه، ومتى أصبح على القائمة السوداء للعقاقير والتى لا تصرف إلا بامر الطبيب، ومتى أصبح يستخدم في غير مواضعه الصحيحة وجعله في هذا الوقت من اكتر الموضوعات المطروحة على الساحة والتى تسبب مشاكل كثيرة للشباب وخاصة في مراحل المراهقة والتى جعلت كثير من الدول تسلط الضوء عليه، فأصبحنا نرى الكثير من الإعلانات التلفزيونية التي يقوم بها كثير من المشاهير في مختلف المجلات تحت عنوان لا للمخدرات، لا للترمادول.

دعونا نؤكد على أن الترمادول من العقاقير الطبية التي تم تصنيعها لتسكين الآلام الشديدة التي يستعصى على المسكنات الأخرى تسكينها، فبعد عقود من الزمن من سيطرة الهيرويين والبانجو والحشيش وغيرهم على عرش المخدرات، ظهرت بعض العقاقير الطبية الغير تقليدية والتى تعد قوية جدا في تسكين اقوى الالام والتى يتم صرفها بامر الطبيب وجد ان تلك العقاقير لها تأثير اخر غير ازالة الالم حيث يشعر مستخدميها بحالة من الانتشاء أو كما يسمى باللغة العامية "الدماغ العالية" وبذلك تصدر الترمادول عرش المخدرات في مصر والعالم كله.

ويعتبر الترامادول مركب تخليقي مشابه لمادة الكودايين وهو مسكن فعال ذو تأثير كبير على الجهاز العصبي، تم تصنيعه أول مرة في مختبرات المانية عام 1962، وكان يستخدم دون اشراف طبيب في حالات الألام المتوسطة والشديدة ولذلك لمدة ربع قرن من الزمن ولكن في عام 1989 أصبح يرى العالم الوجه الآخر للاستخدام المفرط في الترمادول لذلك تم تقنينه لا يصرف إلا بأمر طبيب.

بينما كان يستخدمه البعض للاستفادة منه لعلاج حالات ارتداد المريء الذي يسبب شعور حاد بالألم في المريء والمعدة، لعلاج بعض حالات كسور العظام في الساقين والتي تسبب آلامًا حادة، بعض حالات الصداع المزمن، يستخدم بصفة عامة بعد العمليات الجراحية.
هناك أيضا بعض الفوائد الاخرى والتى لم يتم إثباتها علميا ولكن متعاطى الترمادول قاموا بنشرها وهي أنه يساعد في علاج حالات الضعف الجنسي وسرعة القذف عند الرجال، ولكن علميًا يعمل الترامادول على مستقبلات الأفيون في المخ حيث يقوم بإغلاقها فلا تصل لها الاشارات العصبية.

ويعمل الترامادول عمليا على مستقبلات الأفيون في المخ حيث يقوم بإغلاقها فلا تصل لها الاشارات العصبية التي تعبر عن الألم، ويقوم بإفراز مادة السيروتونين والدوبامين" أو ما يطلق عليها هرمونات السعادة " ومن ثم يؤدي ذلك للإحساس بالسعادة والنشاط وبالاضافة إلى ذلك فإن الترامادول يحدث تلك الحالة من السعادة، فذلك يضعف قوة الإدراك عند المتعاطي وحيث انه أيضًا يعمل على تقليل ردة فعل الاعصاب، فإنه يضعف الإحساس في التعامل الحميمة "الجماع" مما يؤدي لتأخير عملية القذف. 
وهنا نرى أن تأثير الترمادول على الضعف الجنسي ما هو إلا عرض نتيجة لاستخدامه بطريقة سيئة غير صحيحة.

السبب الأشهر لتعاطى الترامادول عن بعض المتعاطين، والبعض يدعي انه يزيد النشاط ويساعد على العمل بقوة ولفترة طويلة، وهذا أيضًا عرض من ضمن أعراضه حيث انه يقلل من ردة فعل الأعصاب، مما يؤدي لعدم الاحساس بالتعب.
وبذلك نرى ان المتعاطى السلبى للترمادول تظهر عليه بعض الأعراض؛ منها العدوانية وسرعة الغضب، تقلبات مزاجية غير اعتيادية، العطس الكثير والأرق، التوتر الغير طبيعى، والصرع وحدوث تشنجات 
تلك صفات متعاطي وصل لمرحلة الاعتماد على الترامادول كليًا "مدمن"، ومثل هؤلاء لا بدَّ أن يرجعوا إلى مركز لعلاج الإدمان والتأهيل والتعافي من الترامادول.

الجدير بالذكر أن هناك حقيقة علمية ثابتة، وهي أن تأثير المواد المخدرة على النساء تكون مضاعفة عنها عند الرجال، ولذلك يراعى في وصف مثل هذه المواد للنساء أن يكون استعمالها محدود جدًا، لما فيه من المخاطر الكبيرة
وفي النهاية يجب أن نؤكد أن الترامادول سلاح ذو حدين إما معالج مسكن لآلام المرضى، وإما مدمر للمجتمعات، أو كما تم وصفه " أفيون الشعوب " فهيا بنا لنكون حذرين إلى حد كبير قبل التفكير في تناول هذه المادة المخدرة دون استشارة طبيب.

ليست هناك تعليقات