شغف العلم الذي لا ينتهي

اثر المعاملة السيئة للأطفال على الميول الجنسية - ساينسوفيليا

 

 اثر المعاملة السيئة للأطفال على الميول الجنسية  

اثر المعاملة السيئة للأطفال على الميول الجنسية  - ساينسوفيليا

كتابة : أحمد جواد النتشة 

المثلية الجنسية او الشذوذ المثلي: هي حالة تتصف بالميل الجنسي او العاطفي او كلاهما، نحو نفس الجنس، هذا الميل غير معروف الأسباب لحتى الان، وكل الدراسات حوله غير تجريبية انما إحصائية تكهنية، وجميع الدراسات بدون معرفة ارتباط السبب او كيف يقوم المسبب بذلك، أي جميع الدراسات السابقة لم تدرس أثر جين معين على الميول الجنسية المثلية.... ومن يقول ان العلم حسم الامر فهو مدلس او يجهل بالعلم.

قبل الحديث عن تأثير المعاملة السيئة للأطفال على الجينات والميول الجنسية، سوف نتحدث عن تاريخ المثلية بشكل مختصر وسريع، وشرح بعض الأمور لمن ليس لديه معرفة حول الموضوع.

 

المثلية الجنسية والعلم....تاريخ لا يثنى عليه!

 

وصمة عار!....هل الأبحاث العلمية محايدة حول طبيعة المثلية الجنسية؟

بالحقيقة لا؛ لأنه هناك دراسات كانت منحازة للمثليين؛ بسبب ان القائم على الدراسة يعاني من الشذوذ المثلي مثل دراسة دين هامر او بان تكون الدراسة ممولة من مؤسسات مثلية.

 

سوف نتحدث بإيجاز عن دراسة دين هامر، التي تعتبر أكثر الدراسات شهرة حول التدليس العلمي، ادعى دين هامر، بأنه اكتشف بمنطقة  Xq2  الجينات  التي من المحتمل ان تسبب المثلية على كروسوموم اكس, دراسة عام 2019 اعادت الدراسة بشكل أوسع وبالطبع ستكون افضل من سابقيها بما انها على نصف مليون بشري, وقالت بان الدراسة لم تصل لما توصل له دين هامر وفقا لمجلة ساينس(1) وموقع ميدسبيس(2) والدراسات السابقة اكدت هذا القول, ولكن وضعنا إحصائية 2019؛ لأنها الاحدث والاشمل....من الغريب بان لا تكون أي دراسة توافق  ما توصل له دين هامر؛ لأنه هناك عدة دراسات أقيمت للتأكد من كلامه ولكن أجمعت الدراسات بانها لم تصل لما توصل له دين هامر....يستنتج الجميع بشكل منطقي انه دلس بدراسته!!!

 

وصمة عار أخرى!....هل المثلية الجنسية يمكن ان تعالج؟

وفقا لعدة دراسات يمكن ان تتغير الميول الجنسية, ولكن تريدك بعض الدراسات ان تتوهم بان الميول لا تتغير ولا يمكن ان تتعالج باي شكل كان, اهم الدراسات دراسة عام 2003, وكانت حول علاج ميول 200 شاذ, والدارسة نشرت بعدة مواقع العلمية(3), وقالت الدراسة بان جميع المثليين تعالجوا وتحول ميلهم نحو الجنس الاخر, وبعد الهجوم الإعلامي على الدارسة يقوم البرفسور روبرت ال سبيتزر والذي يعد اب الطب النفسي الحديث, وبل هو ممن لهم دور بإزالة الميول الجنسية من لائحة الاضطرابات الجنسية, فمثل هذا لن يكذب, ناهيك ان هذه الدراسة تجريبية! عكس إحصائية 2015 او 2019 التي سنتحدث عنهما بعد قليل، فكيف سوف تكون الدراسة خطا على 200 شخص؟ كيف ستتغير نتيجة البحث بعد ان رصدت؟؟؟ ناهيك بانه هو له دور بإزالة المثلية من الامراض فمثله لن يكون لديه هوموفبيا او أسباب دينية!! 

 

       -------------------------------------------------------------------

 

هناك عدة نظريات غير مثبتة علميًا حول أسباب المثلية:

1:المثلية الجنسية يسببها جين معين:

هذه النظرية عفى عليها الزمن, وأصبحت خرافة تقريبا؛ فالعلماء اليوم يعتقدون بانه قد يكون هناك عدة جينات تؤثر على الميول الجنسية وليس جين واحد....ناهيك انه لم يتم العثور على أي جين مختلف بين المثليين والطبيعيين ليعزى له ذلك

 

2: المثلية الجنسية هي نتيجة عدم اكتمال النمو النفسي:

يمكن القول انها قد تكون الأقوى علميا؛ لأنه هناك دراسات تثبت بأن الميول يمكن ان تتغير بدون ان نعدل شيئا بالجينات(4) وهذه الدراسات قائمة على نظرية عدم اكتمال النمو النفسي, والنظرية تقول بان الطفل الذي لم يتصل نفسيا بوالده او بأقرانه, اصبح يراهم كجنس مغاير عنه(5), أي بانه ليس جزءا من عالم الذكور(لا يقصد هنا باضطراب الهوية الجنسية) بمعنى يشعر بانه اقل مرتبة منهم....بالإضافة بان الطفل يكون لديه حساسية شديدة(طفل حساس ) الحساسية الشديدة ارض خصبة لتطور الميول الجنسية المثلية(6), ولكنها غير حتمية, بمعنى من كان لديه حساسية شديدة, والأب او الاقران اتصل نفسيا معهم لن يكون لديه ميل جنسي نحو نفس جنسه, لو حدث العكس ولم يختلط بالذكور سوف يشعر بانه اقل منهم رجوليا مما يؤدي لهذا الميل

 

3: المثلية الجنسية نتيجة عدة جينات او الكثير من الجينات: وهذه الحالة لم يتم اثباتها تجريبيا(لم يتم اثبات العلاقة السببية بين الجينات والميول), انما هذه الفرضية تقوم على أساس احصائي مثل دراسة عام 2019, التي أقيمت على نصف مليون انسان, وكان البحث عن جينات مختلفة ما بين المثليين وبين الأشخاص الطبيعيين, افترضت الدراسة بما ان المثلية تسببها جينات معينة ستكون الجينات المختلفة ما بين الملثيين والطبيعين هي الجينات المسؤولة, ووجدت الدراسة 5 مناطق بالجينات الأكثر ترددا بين المثليين, ولكن الصدمة كانت بان هذه الجينات موجودة لدى الأشخاص غير المثليين مما يشكك بتاثير هذه الجينات على الميول الجنسية, والدراسة تقول بان للبيئة والثقافة اثر على الميول الجنسية وزعمت بان هناك دور جيني.. وعلى حسب الدراسة بان علم الوراثة يفسر 8%-25% حول الميول الجنسية وما تبقى يعزى لاسباب نفسية وغير ذلك, مع الجدير بالذكر لو صحت الإحصائية هذه فان الجينات التي تم ذكرها بالدراسة تاثيرها لا يتعدى ال1%(7)

 

ملاحظات حول جزء " هناك عدة فرضيات حول المثلية الجنسية غير مثبتة علميا":

1: هذه الفرضيات جزء من عدة فرضيات، ولكن ليس لنا متسع من الوقت لنتحدث عن جميعها؛ لذلك وضعنا الأهم والاشهر بالنسبة للمجتمع العلمي...

2: دراسة عام 2019 إحصائية لا يمكن اعتمادها بشكل قطعي؛ لأنه لم يتم دراسة العلاقة السببية وكيفية حدوثها.

3: يمكن القول بان الفرضية الثانية الأقوى، وقد يكون من الخطأ وضعها ضمن الفرضيات؛ لأنها لديها ما قد يكون دليل على صحتها، وهي دراسات تغيير الميول التي تحدثنا عنها مسبقا.

4: لا يوجد لما يسمى جين المثلية؛ لأنه لم يتم اثباتها لا من قريب ولا من بعيد.

 

       ------------------------------------------------------------------

 

تأثير الإساءة نحو الأطفال على ميولهم الجنسي:

وفقا لبحث جديد بعام 2021, إن تاثير الاساءة يمتد لعدة جوانب, وليس فقط  على الصحة النفسية, بل يمكن ان تؤثر المعاملة السيئة للطفل على الجينات, بالطبع ليس التاثير الذي نقصده تغيير بتسلسل النيوكليدات, انما المقصد هو إضافة ميثيل الى أجزاء معينة بالحمض النووي, تقوم مثيلة الحمض النووي بإيقاف تشغيل نسخ وترجمة الجينات, المثيلة مفيدة جدا لنا ولكن تاثير الاحداث والبيئة يؤثر سلبا ببعض الأحيان, فمثلا على سبيل المثال لا الحصر لو ارتبطت المثيلة مع الجينات التي تكبح الورم سوف تعمل على زيادة وتكوين السرطان بالجسد, والدراسة الحديثة ربطت بان الإساءة تسبب فرط ارتباط المثيلة الحمض نووي تأثير على الميول الجنسية(8), معروف علميا حديثا بان بعد الاحداث الصادمة يحدث تغيير على الجينات من خلال المثيلة الحمض النووي(8) وامثلة من هذه الاحداث: الاغتصاب الجنسي, او بعد صدمات الحرب

 

وفقا لدراسة عام 2015 على توائم المثليين هناك 5 مناطق منتشرة بين التوائم, هذا البحث قد يعمل على تأكيد بحث عام 2021؛ فاحصائية عام 2015 وجد انه قد يكون لمثيلة حمض النووي دور بالميول المثلية(9) ووجدت 5 مناطق تحتوي على مثيلة الحمض النووي(الدراسة ليست على الجينات, انما على مثيلة الحمض النووي), الدراسة لم تشرح كيفية سببية الميول المثلية.....فهي كدراسة عام 2019 إحصائية وانتقدها الكثير من العلماء لهذا السبب(10), الجدير بالذكر الدراسة لم تتحدث عن أسبابها, أي لم تربط إحصائية 2015 المثيلة باي سبب اكان نفسي او شيء اخر...ولكنها ربطتها بمثيلة حمض النووي الموروثة, هذه العلامات(مثيلة الحمض النووي) تحذف بالبويضة او الحيوان المنووي, ولكن أحيانا قد تورث للطفل, مع ذلك الدراسة وجدت بعض التوائم بانماط مثيلة مختلفة او مفقودة.....فلو كان السبب وراثي يجب ان تكون المثيلة موجودة لدى التوائمين....وافتراضهم انه محيت عند احدهم والأخر لا هذه فرضية أخرى على الفرضية الأكبر, عند تاكيدها نتحدث عنها. ...

 

 

 

 

 

 

 

ختامَأ:

يتضح بان موضوع المثلية الجنسية حساس؛ لان العلماء يخافون بالتشكيك حول عدم وجود سبب جيني, ولو أقيمت الدراسة, المجلات العلمية ذاتها تبتعد دوما عن نشر المواضيع التي تسبب راي عام وتدخل سياسي خوفا على مكانتها, فما يشكك بطبيعة المثلية الجنسية فورا يهاجم, واصبح هناك اضطراب جديد اسمه "هوموفوبيا(الخوف المرضي اتجاه المثليين)"؛ فالعالم يخاف من هذه الوصمة ناهيك عن اثر هكذا بحث ووصمة على عمله ومكانته العلمية, تخيل يُطلق على من لا يراهم على صواب هوموفبيك! بدون أي دليل علمي تجريبي على ان ميولهم طبيعي! وعلى سبيل المثال لا الحصر دراسة عام 2003 على المثليين التي اقرت بانه يمكن تغيير الميول الجنسية من المثلية الى الميول الجنسية المغايرة(نحو الجنس الاخر مثلا ذكر للانثى)...خير مثال على الإرهاب العلمي الذي هاجمته وسائل الاعلام والمؤسسات ذات الصلة.

 

قبل الحديث عن المصادر,  ننصحكم بقراءة عدة كتب لمن يريد المزيد من المعلومات حول الامر

1:نقد العاقل, قراءة نقدية لكتاب العاقل ليوفال نوح هراري, ينقد هذا الكتاب كتاب العاقل المشهور, ومن ضمنه هناك فصل حول الشذوذ الجنسي.

2: شفاء العاقل, كتاب للطبيب النفسي اوسم وصفي, قبل عدة سنوات كان متاحا مجانا على الانترنت.

3:عن قرب, للطبيب النفسي المميز شهاب الدين الهواري, بالمناسبة هذا الطبيب يقوم بمعالجة المثليين, لقد توقف عن ذلك مؤقتا, وله صفحة على الفيسبوك باسمه وأيضا صفحة حكمة.

4: المثلية الجنسية بين الإسلام والعلمانية, للأسف هذا الكتاب الوحيد المتاح مجانا على الانترنت...انصح بقراءة الفصول العلمية فقط, الدينية تحتوي على بعض الأخطاء )https://mathaheb.com/content/135(

5: البرفسور بالصيدلة اياد القنيبي, له محاضرة علمية عن الموضوع, ابحث باليوتيوب باسم "الشذوذ الجنسي والعلم اياد قنيبي

6: الاخر القريب د. ريتشارد كوهيم ترجمة د. شهاب الدين الهواري.

7: التئام وطن, لكيفية المساعدة على علاج المثليين, موجود مجانا بمكتبة نور.

8: يمكن البحث حول الموضوع بموقع الباحثون المسلمون.

 

المصادر:

1: https://www.science.org/doi/10.1126/science.aat7693

2: https://www.medscape.com/viewarticle/917500

3: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/14567650/

4: عد للمرجع الثالث

5: عن قرب. شهاب الدين الهواري ص182

6: عن قرب. شهاب الدين الهواري ص181

7:عد للمرجع الأول او الثاني

8: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/33678642/

9: https://www.science.org/content/article/homosexuality-may-be-caused-chemical-modifications-dna

10: https://www.nature.com/articles/nature.2015.18530

ليست هناك تعليقات