شغف العلم الذي لا ينتهي

نوبل في الطب او الفيسيولوجي 2021 - مستتشعرات اللمس والحرارة في الجلد - ساينسوفيليا

 نوبل في الطب 2021 , تذهب لمستشعرات الجلد بالحرارة واللمس !!!


كتابة منة الله صفوت
مراجعة : محمد ياسر الصدفي

نوبل في الطب 2021 - ساينسوفيليا

بدأ موسم الإعلان عن جوائز نوبل بداية من اليوم؛ حيث تم الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل في الطب، و قد تم إقتسام الجائزة مناصفة بين العالمين الأمريكيين David Julius و Ardem Patapoutian لإكتشافهم المستقبلات الخاصة باللمس و الإحساس و الحرارة.
و قد إستخدم دافيد في تسعينيات القرن الماضي الكابسيسين الموجود في الشطة و الفلفل الحار؛ و الذي يعطي إحساس الحرارة، و ذلك للتعرف على النهايات العصبية المسؤولة عن الإحساس و الحرارة و آلية عملها. من المعروف أن الشطة  تسبب إحساسًا بالحرارة و الحرق و لكن آلية ذلك كانت غير مكتشفة.

أما أرديم فقد إستخدم خلايا مسؤولة عن الضغط و اللمس؛ لإكتشاف المستشعرات المختلفة، هذه الخلايا تستجيب للمؤثرات الحركية خارجيًا على الجلد أو الأعضاء الداخلية.هذه التجارب و الإكتشافات التي تم نشرها ساعدت على إكتشاف كيفية عمل الجهاز العصبي و كيفية إستجابته للمؤثرات المختلفة. حيث قام ببناء مكتبة مليئة بالDNA  المسؤول عن تكوين هذه الخلايا، و قد إستنتجوا أن هذه المكتبة من الممكن إيجاد البروتين المسؤول عن الشعور بالحرارة نتيجة الكابسيسين فيها، و بدأوا في تعريض الDNA  بعد زرعه في خلايا غير مسؤولة عن الإحساس بالكابسيسين للمركب، و قد وجدوا بعد عدة تجارب إستجابة من أحد الجينات و الذي ساعد الخلية على الإحساس بالحرارة الخاصة بالكابسيسين، و بذلك تم التعرف على الجين و منه البروتين و المستقبل الخاص به، المعروف ب(TRPV1) و المسؤول عن الإحساس بالحرارة و بالتالي الألم. 

بعد ذلك قام العالمان بإستخدام المنثول للتعرف على المستقبل الخاص بالإحساس بالبرودة، و قد اكتشفوا المستقبل المعروف ب(TRPM8) و أيضا وجدوا عدة قنوات أيونية تعمل كمستقبلات و تختلف إستجابتها تبعًا لدرجة الحرارة. من هنا بدأت المعامل إعتمادًا على هذه الأبحاث في إكتشاف الأنواع المختلفة من مستقبلات الحرارة، و فهم كيف تعمل هذه المستقبلات في درجات الحرارة المختلفة، و ذلك باستخدام فئران معدلة جينيا تعاني نقصا من هذه الجينات المكتشفة.

 

كيف نشعر بالعالم من حولنا؟

لطالما أثار هذا السؤال إنتباه العلماء، و قد حصل العالمان جوزيف إرلانجر و هيربيرت جاسير على جائزة نوبل في أربعينيات القرن الماضي في الطب أيضًا لإكتشافهم وجود عدة أنواع من الألياف العصبية؛ و التي يتفاعل كل منها مع محفز معين، على سبيل المثال وجود مستقبلات مختلفة في حالة لمس محفز مؤلم أو غير مؤلم.

 لقد ساهمت أبحاث دافيد و أرديم في فهم كيف يفسر و يشعر الجهاز العصبي بالبيئة المحيطة؛ إلا أن هناك العديد من التساؤلات التي مازالت قائمة، مثل كيف يحول الجهاز العصبي المؤثرات الحسية إلى نبضات كهربية و غيرها.

يعمل الباحث أرديم على أبحاث لمعرفة كيف تتحول المؤثرات الحركية إلى إشارات عصبية؛ حيث وجد مع فرق بحثية أخرى أن القنوات الأيونية المعرفة بإسم Piezo2 تلعب دورًا مهمًا في الإحساس بالمؤثرات الحركية، كما وجدوا أن القنوات Piezo1 &Piezo2 يلعبان دورًا مهمًا في عمليات حيوية مثل ضغط الدم و حركة المثانة و الجهاز التنفسي.

إن الأبحاث المستقبلية بناءًا على هذه المعلومات قد تساعد في فهم آليات إستجابة الجسم للمؤثرات بشكل كامل، و بالتالي تصنيع أدوية للعديد من الحالات المختلفة مثل الآلام المزمنة.

هذا بالنسبة لجائزة نوبل في الطب و من المقرر الاعلان غدا عن الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء و التي سوف نوافيكم بتفاصيلها فتابعوا

معنا.


شاهد حلقة تغطية الحدث من هنا :

شرح وافي للنقاط البحثية لجائزة نوبل في الطب ٢٠٢١ - العلم بيقول ايه


ليست هناك تعليقات