شغف العلم الذي لا ينتهي

الليمون , مكوناته الكيميائية وفوائده الصحية - ساينسوفيليا

 

(((الليمون بين المكونات الكيميائية والفوائد الصحية)))

بقلم / محمد حمادة الشافعي 

 مراجعة / د هبة هاشم 

الليمون , مكوناته الكيميائية وفوائده الصحية - ساينسوفيليا


إنّ ثمرة "الليمون" من الثمرات التي احتلت مكانةً عظيمة، واستخدامات رهيبة في حياة العالمين، فلا تجد بيتاً من بيوتنا يخلو من الليمون؛ حيث نستخدمهُ كشراب عصير تارةً، واستخدامه كنكهة للأطعمة تارةً أُخرى. وبفطرتنا السليمة، وعاداتنا الموروثة، عندما نجدُ إنساناً متوترًا وعصبي، نأتي له بعصير اللّيمون، فتهدأُ أَعصابه، ويسترد رشاقته وحيويته!!، واعتاد الناس على هذا الأمر منذا قديم إلى يومنا هذا، دون أن يسألوا أنفسهم: ماذا يوجد في الليمون حتى يعمل على تهدأة البال وراحة الأعصاب؟ وما السر الكيميائي وراء رائحة الليمون النفاذه؟ وطعمة الحامضي المميز اللاذع؟  من خلال الدراسات التي أجراها الباحثون والعلماء على نبات الليمون، نستطيع أن نعرف الإجابة على هذه التسائلات. في البداية أودُّ أن أُعرّج على بعض المعلومات التاريخية حول نبات وثمرة  الليمون حتى تكتمل الفائدة وتتضح الأمور.
 

 أصل كلمة "ليمون lemon"

 كلمة "ليمون lemon " مأخوذة من كلمة فرنسية قديمة وهي (limon) وهذه الكلمة الفرنسية أيضا مأخوذة من الكلمة العربية الأصيلة (ليمون).  إذاً كلمة  "ليمون" كلمة عربية أصيلة. افتح أي معجم أو قاموس عربي تجد أنّ كلمة "ليمون" عربية الأصل، وتعني: شَجَرٌ مُثْمِرٌ مِنْ فَصِيلَةِ الحمضيات، يَشْمُلُ أَنْوَاعَ البُرْتُقَالِ واليوسفي والليمون....... إلخ. ولقد أظهرت أبحاث الأصل الجيني أن الليمون هو هجين من البرتقال المُر.

السر الكيميائي لرائحة اللّيمون!

أثبت الباحثون أنّ المسؤال الرئيسي عن الرائحة المميزة لليمون هو مركب كيميائي اسمه

(الليمونين - lemonene) وهو مركب عضوي، هيدروكربوني يحتوي على عنصري الكربون والهيدروجين فقط أليفاتي، حلقي متجانس.

التفسير الكيميائي لطعم الليمون اللاذع!!

يحتوي الليمون على جُملةٍ من الأحماض العضوية، وأكثر هذه الأحماض تركيزاً في الليمون هو (حمض الستريك Citric acid). هذا الحمض خاصة هو الذي يُعطي لليمون طعمه الحامض اللاذع.

لون الليمون بين الأخضر والأصفر!

في بداية ظهور ثمرة الليمون، يكون لونها أخضر؛ وذلك لتأثير مركب كيميائي يسمى (الكلوروفيل) وهو الذي يمنح النباتات والثمار اللون الأخضر. وفي مرحلة نضج الليمون، تقوم عدة مركبات كيميائية تسمى

 (الفلافونولات - Flavonols)، وكذلك (الكاروتينات - Carotenoids) بإعطاء الليمون الصبغة الصفراء.

 

 المكونات الكيميائية للّيمون.

يحتوي الليمون على المواد الكيميائية الأتية:-

1.       مركب الليمونين: وهو المركب الذي يُعطي لليمون رائحته الذكية.

2.       مركبات الفلافونولات: وهي المركبات التي تكسب الليمون اللون الأصفر إبان مرحلة النضج.

3.      الفيتامينات: يحتوي الليمون على فيتامينC، الذي يقوي المناعة، ومهم جداً للجسم؛ حيث ينتج عن نقصه في جسم الإنسان مرض يُسمى  [الأسقرابوط] الذي من أعراضه: نزيف اللثة، وتورم المفاصل.

4.      الكاروتينات Carotenoids: وهي مركبات  عضوية، حلقية غير متجانسة، من الأصباغ النباتية التي توجد في "البلاستيدات" وتعطي النبات اللون الأصفر أو البرتقالي.

5.      الأحماض العضوية، مثل: حمض الماليك، حمض الستريك.

6.      السكريات: ربما يتعجب البعض من أنّ الليمون يحتوي على السكر، ويقول كيف ذلك؟ وطعم الليمون حامضي لاذع لا حلاوة فيه!، أقول لك: لقد أثبتت الأبحاث أنّ الليمون يحتوي علي نسبة غير بسيطة من السكر، وليس ذلك فقط، بل نسبة السكر في الليمون أعلى من نسبة السكر في الفراولة!!، ولكن بسبب تركيز حمض الستريك ذو الطعم اللاذع في الليمون، لا تشعر بطعم السكر.

7.      المعادن الكيميائية الأساسية للجسم، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، و الحديد، والخارصين، والفوسفور، والماغنسيوم.

8.      بعض المركبات الكيميائية الأخرى، مثل: أكسالات الكالسيوم، السترين، كامينيوم، فلاندر، البكتين.

 قشر الليمون والزيوت المتطايرة !!!

كُنّا ونحن أطفال، نأتي بقشر الليمون أو اليوسفي، ونعصره في عيون بعض، فإذ بزيوت طيارة تخرج من القشر إلى داخل العين، وتُحدث ألماً ووجعاً في العين.  ماذا حدث؟ وما هذه الزيوت؟.

هذه الزيوت التي تخرج من قشر البرتقال واليوسفي والليمون ..... عباره عن عدة مركبات كيميائية تسمى (الزيوت الطيارة -Volatile oil ) هذه الزيوت الطيارة تختلف من نبات لآخر، ويتم إستخلاصها من القشر بطرق معينه؛ لِما لها من الأستخدامات الرائعة سواء في العطور، أو في نكهات وروائح الأطعمه الغذائية، وقد تدخل في صناعة الأدوية!!.

والزيوت الطيارة الموجودة في الليمون تحتوي على عدة مركبات كيميائية عضوية كثيرة؛ منها: ألفا وبيتا بينين pinene، سابينين Sabinene، ألفا تِربينين Terpinene، لينالول linalool، جيرانيول Geraniol، فارنسين Farnesene،.............إلخ.

 

·       الفوائد الصحية والطبية لليمون.

1.       تقوية مناعة الجسم؛ بسبب وجود فيتامين C.

2.      يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

3.      مضاد للميكروبات والفطريات والالتهابات.

4.      مضاد للسرطان؛ بسبب وجود مواد كيميائية مضادة للأكسدة في الليمون.

5.       مطهر ومضاد للإمتصاص خاصة أثناء الحمل، والتعرض للإشعاع.

6.      يهدأ البال، ويحسن المزاج، ويريح الأعصاب.

·       خطورة شرب عصير الليمون على الريق!!

لا يُفضل صحياً شُرب عصير الليمون على الريق، و على معدة فارغة من الطعام؛ حيث تسبب الأحماض الموجودة في الليمون تهيجاً لجدار المعدة، مما يسبب حدوث  قُرحات -لاقدر الله- في المعدة.

 

·         خلاصة الكلام: الليمون يحتوي على مواد كيميائية كثيرة، هذه المواد الكيميائية جعلت له فوائد طبية عظيمة، لعلّ من أبرزها تقوية المناعة. ونحن في هذه الأيام الراهنة التي خيَّم فيها فيروس كورونا المستجد على عالمنا ودنيانا، ننصح بتناول الليمون يومياً بجانب البصل والثوم والنعناع؛ حتى تحمي نفسك، و تُقوي مناعتك ضد هذا الفيروس الخطير، حتى يرفعه الله عنّا بقدرته، إنه على كل شيء قدير،وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 

·         المراجع والمصادر

Amara S.Al Qudah,Umber zahra, Rafia Rehman, Mohamed Irfan majeed, Sadia, Sadique, Shafaq Nisar, Tamadour Said AlQudah ,and Reham W.Tahtamouni."Lemon as a source of functional and medicinal ingredient".IJCBS, 14(2018):55-61.

 

Mohammad Hojjati, Hassan Barzegar."Chemical Composition and Biological Activities of Lemon (Citrus limon) Leaf Essential Oil ".Nutrition and Food Sciences Research,4/4,(2017):15-24.

 Somayeh Sadat Fakoor Janati, Hamed Reza Beheshti, Javad Feizy, Niloofar Khoshbakht Fahim."Chemical composition of lemon and peels its considerations as animal food".GIDA 37/5,(2012): 267-271.

 

Franck Curk, Fre´de´rique Ollitrault, Andres Garcia-Lor, Franc¸ois Luro, Luis Navarro, and Patrick Ollitrault ."Phylogenetic origin of limes and lemons revealed by cytoplasmic and nuclear markers". Annals of Botany 117(2016) : 565–583 .

 

 D.J. Mabberley." Citrus(Rutaceae):A Review of recent advances in etymology,systematics and medical application". Blumea 49,(2004):481–498.

 

 

 

ليست هناك تعليقات