نظرة حول كيمياء السجائر وأضرارها - ساينسوفيليا

 

لماذا تدخين السجائر ضار بصحة الانسان؟

بقلم/ محمد حماده الشافعي
مراجعة علمية / د.هبة هاشم

عندما يذهب من إبتلاهُ الله بالتدخين ليشتري علبة سجائر ،يرى عليها رُسُوماً  تُقَطّعُ القلوب وتُسيلُ الدموع من بشاعتها ؛ حيث تَجِدْ مرسوما عليها قلباً ملتهباً  أو رئةً ممزقةً أو كبداً تالفاً .....وليس رسوما فقط ماتجدها على العلبة ،بل تجد مكتوباً عليها بالخط العريض " التدخين يُدمر الصحة ويُسبب الوفاة " . 
ولكن سرعان ما يشتري ذاك الضعيفُ المُبْتَلى علبةَ السجائرِ  ، يَفتحُ العلبةَ مباشرةً ،ولا يُلقي للمكتوب عليها بالاً ، ولا للرسوم المُخِيفةِ عظةً ولا تدبُراً !! ؛ ربما لأنهُ يَظُنُّ أنَّ هذه الأعراض غير حقيقة ؛ أو تَساهُلاً منه بالأمر ؛ أو تلبيةً لهواه ورغبته على حساب صحته !!

ولكن في الحقيقة الأمرُ خطيرُ جَلَلُ يستوجب على كل مُدخن أن يقف وقفةً مُنصفة مع نفسه ومع صحته؛ ليتدارك ما فات ؛وليُصلح ما أفسد .

إنَّ السجائرَ  مِن أعظم الأسلحةِ التي تُدمر الصحةَ وتودي بشاربها موارد الهلاك ، ولعل البعض يقول : ماذا يوجدُ في السجائر حتى يجعلها تَفتك الصحة ،وتحطم المناعة ، وتدمر أجهزة الجسم المختلفة ؟

يُجيبُ على هذا السؤل : الباحثون و العلماءُ   المتخصصون ، بعد أخذ عيّنات من السجائر وتحليلها في المعامل والمختبرات الكيميائية ؛ لمعرفة التكوين الحقيقي لهذه السجائر وما عساها أن تحتويه .

وبعد التحاليل الدقيقة والفحوصات العميقة  ،خرجوا بنتائج فظيعة لو علمها الذي يشرب السجائر و تذكرها عندما تُحدثهُ نفسهُ بشربها ، ما شربها ولا اقترب منها:

• التبغ  Tobacco

الجزء الأكثر حملا للمركبات الكيميائية الضارة في السيجارة هو التبغ (الحشو) Tobacco.

والتبغ في الأصل : نبات يتم زراعته من أجل أوراقه، التي يتم حصدها ،وتجفيفها ،وتخميرها ،ثم استخدامها في صناعة السجائر.

والأصل في اوراق التبغ أنها تُستخدم في صناعة المبيدات الحشرية ،وكذلك استخلاص العديد من المركبات الكيميائية منها ثم معالجتها واستخدامها في تحضيرات ومستلزمات خادمة للبشرية .

تحتوي أوراق التبغ الأخضربعد تخميرها و تجفيفها على الكثير من المركبات الكيميائية التي تزداد خطورتها عند حرقها .

المكونات الكيميائية في السجائر:

أثبتت الأبحاث العلمية أنَّ السيجارة الواحدة تحتوي  على أكثر من 3000 مركب كيميائي من أكثر المركبات خطورة ، هذه المركبات الكثيرة  والتي لا موجب لتفصيلها في هذا المقام المجمل ،يكفينا  إبراز  أعظمها وأشدها خطورة .

1.   النيكوتينNicotine  :
   مركب كيميائي يعمل على زيادة ضربات القلب ،ورفع ضغط الدم والسكر ،ومادة قابضة للأوعية الدموية .وهو المركب الذي يُسبب الإدمان ويجعل المدخن غير قادر على تركها ؛ فعندما يتم استنشاقه في دخان السجائر ، يتم امتصاصه في مجرى الدم ، وعندما يصل إلى الدماغ فإنه يحفز إنتاج عدد من الناقلات العصبية.  (النيكوتين ينتحل صفة الناقل العصبي أسيتيل كولين) ، ومن خلال الارتباط بالمستقبلات التي عادة ما يرتبط بها ، يحفز إنتاج "هرمون الدوبامين" ، وهو الهرمون الذي يجعلك صاحب مزاج وسعادة ، هذا الهرمون يعمل الدماغ على إفرازه  ، ولكن عندما تشرب السجائر يحل النيكوتين محل الدماغ في إفرازه ، وبالتالي لا يتم فرز هرمون السعادة إلا إذا جاء النيكوتين ليحفزه . وهذا مانراه في المدخن عندما يكون قلقا او متوترا او مرهقا لا يهدأ له بال ولا يستريح إلاّ إذا شرب سيجاره ؛ كي يعمل النيكوتين على إفراز الدوبامين.
   
   
2.  مركبات الأمينات الأروماتية Aromatic amines :
   هي مركبات عضوية تحتوي على عنصر النيتروجين ، غالبًا ما تستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية والبلاستيك والمستحضرات الصيدلانية. وهذه المركبات يكون تركيزها أعلى في دخان السجائر وخاصة في نهاية السيجارة . وأثبتت الدراسات الحديثة أنّ هذه المركبات تسبب سرطان المثانة وتؤثر على عملية التناسل .
   
   
3.  الألدهيدات Aldehyde:
   من أبرز مركبات الألدهيد الموجوده في السجائر مركبات : الفورمالدهيد ،والأسيتالدهيد، والأكرولين (بروبينالدهيد) . هذه المركبات العضوية لها من الخطوره مالا يتصوره عقل العوام . يكفي أنّ الجمعية الأمريكية الوطنية للسموم وصمت عام ٢٠١١م وحذرت وقالت بأنّ "الفورمالدهيد" مادة سامة و مسرطنة للإنسان ، لاسيما سرطان الأنف والرئة ،نسأل الله العافية.
   
   
4.  الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات(PAHs) :
   هي مركبات كيميائية تتكون من حلقات أروماتية مدموجة ، مثل : النفثالين ،الأنثراسين، الفننثارين  . والعديد من هذه المركبات تُعرف بأنها مسرطنة. وتنتج هذه المركبات  من الاحتراق الغير كامل للوقود المحتوى على كربون مثل الخشب, الفحم, الديزل, الشحوم, التبغ( وهو موضوعنا).
   
   
5.   مركب (1,3بيوتادايين) :
   هذا المركب أصلا يستخدم في صناعة الأكياس البلاستيك وإنتاج  المطاط الصناعي. ويُعد هذا المركب ملوث للبيئة ، فما بالك بجسم الإنسان الذي يشرب السجائر التي تحتوي علي هذا المركب!! ولقد أكدت الأبحاث أن هذا المركب الكيميائي سام ومسرطن ومهيج للجلد ! عفانا الله من أضراره.
   
   
6. الفينولات phenols :
   وهي مركبات عضوية موجود منها الكثير في تبغ السجائر ،مثل : مركبات الكاتيكول Catechol ، الريزورسينول Resorcinol، مركبات الكريزول cresol....... وهذه المركبات تُعتَبر العمود الفقري في صناعة الأصباغ ، كذلك مبيدات الجراثيم مثل الديتول وكذلك تستخدم في صناعة  مبيدات الفطريات، فتُضاف للخشب ؛حتى تمنع نمو الميكروبات كما في بعض المنتجات .ومركبات الفينول سامة ، وتُحدث مشاكل في التنفس وتهيج الجلد .فإذا كانت مركبات الفينول سامة وتُستخدم في صناعة الأصباغ والمبيدات ،فماذا عساها أن تُحدث إذًا في جسم الإنسان؟!!
   
   
7. مركبات الأمينات غير متجانسة الحلقة ،مثل: مركبات  البيرول ،البيردين ، البيرازين ، البيروليدين، الكينولين، الإندول .
   
   
8.  البنزين ومشتقاته ،كالطولوين ، ومركبات الزيلين . ومما لا يخفى على أحد أنّ مركبات البنزين ومشتقاته تُستخدم كوقود للسيارات والطائرات والألآت . وجميع مشتقات البنزين ملوثة وغيرصديقة للبيئة .  وإذا كان البنزين ومشتقاته يلوث البيئة فماذا يفعل داخل جسم الإنسان مع شرب السجائر التي تحتوي عليه ؟!
   
   
9. المعادن الكيميائية السامة
   تحتوي السيجارة الواحدة على المعادن الأتية : البلونيوم Po، السيلنيوم So ، النيكلNi ، الرصاصPb، الزرنيخAs ، الزئبقHg ،الكادميومCd ، الكرومCr . وهذه المعادن بالذات من أسوء المعادن وأخطرها على الإنسان، وأكثر العناصر سُمية .

المخاطر الجسيمة للسجائر :

مع أنّ السجائر تُحفز المزاج ،إلا أنّ لها أضرار صحية بالغة هذه الأضرار نتجت ؛ بسبب  وجود ألآف من المركبات الكيميائية داخل السيجاره الواحد ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون . من هذه العواقب والأضرار :-

1. ضعف النظر ،
2.  فقدان الشهية ،
3. تقليل المناعة ، 
4. الانسداد الرئوي المزمن ،
5. زيادة  معدل الإصابة بسرطان الرئة، 
6. التهاب الشعب الهوائية ،بض الأوعية الدموية ؛مما يسبب ارتفاع ضغط الدم ،
7. زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، 
8.  مشاكل في القلب ، 
9.  بقع شديدة على الأسنان ، 
10.  تجاعيد في الجلد ، 
11. مضاعفات مرض السكري، 
12.  العقم عند الرجال والنساء، 
13.  انقطاع الطمث المبكر للأنثى نتيجة التدخين أو شم رأئحة الدخان بشكل كبير ،
14. زيادة فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم ،
15. حدوث  مشاكل في الحمل،
16. و مشاكل خطيرة عند الأطفال حديثي الولادة.

المراجع:

• - Wiebel F.J. "Chemistry and Primary Toxicity of Tobacco and Tobacco Smoke". Chapter four in book of the Tobacco epidemic.
  
  
•  - Jefferson Fowles, Michael Bates." The Chemical Constituents in Cigarettes and Cigarette Smoke: Priorities for Harm Reduction". A Report to the New Zealand Ministry of Health, Epidemiology and Toxicology Group ESR: Kenepuru Science Centre , (March 2000)
  
  
• . - Peishi Chen." Chemistry of Cigarette Burning Processes". Beiträge zur Tabakforschung International,21/2 (2004).doi:10.2478/cttr-2013-0772
  
  
•  - Sankar P Mitra."Chemistry of cigarette smoking". Indian Journal of Chemistry, Vol. 55B,(March 2016):321-343
  
  
• . - Dietrich Hoffmann and Ilse Hoffmann." Chemistry and Toxicology".Smoking and Tobacco Control Monograph No.9, pp.50-104.