شغف العلم الذي لا ينتهي

هل معاملة الآباء مرتبطة بإلحاد الأبناء - ساينسوفيليا

( معاملة الاباء وعلاقتها بإلحاد الأبناء )

بقلم : شيماء إبراهيم عباس
ماجستير علم النفس كلية التربية جامعة أسيوط 

هل معاملة الآباء مرتبطة بإلحاد الأبناء - ساينسوفيليا


بداية ...
ما هو الالحاد ؟  وهل الملحد مريض نفسي ؟ وهل حقا للاب علاقة بإلحاد ابنه ؟
ولِمَ لم يتأثر بعض الأشخاص بفقدان آبائهم ؟ وكيف نحمي ابنائنا من الالحاد ؟ 


الإلحاد Atheism
هو مصطلح عام يستعمل لوصف تيار فكري وفلسفي يتمركز حول فكرة إنكار وجود الله لعدم توافر الأدلة على وجوده كما يزعمون .
وقد اغتر كثير من الباحثين بكتابات المستشرقين عن الإلحاد وساروا في ركابهم فأصبحوا يرددون:" إن كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية قديمة وهي atheos وكانت هذه الكلمة مستعملة من قِبَل اليونانيون القدماء بمعنى ضيق وهو عدم الإيمان بإله , وفي القرن الخامس قبل الميلاد تم إضافة معنى آخر لكلمة إلحاد وهو إنكار فكرة الإله الأعظم الخالق ".

ويرى د. عبد الرحمن عبد الخالق ان الالحاد يعني الكفر بالله والميل عن طريق اهل الايمان والرشد , وظهور التكذيب بالبعث والجنة والنار وتكريس الحياة للدنيا فقط .

والالحاد ظاهرة ظهرت في كل الحضارات وفي كل الفترات التاريخية، ولم يكن مقصورا على فترة تاريخية واحدة أو مجتمع واحد فقط ، وهو ظاهرة خطيرة تسبب انهيار النسق الأخلاقية في المجتمعات.

ولم يعد باحثو علم النفس والخبراء المهتمون بالإلحاد ينظرون لمظاهره كإشكالات علمية نابعة من النظر والتفلسف، أو تضارب الأدلة وتهافتها. فكل ذلك حيلةٌ مكشوفة تستر بها علماء النفس الملاحدة قرنًا من الزمن حاولوا خلاله ترسيخ بحث الإيمان وقضاياه ضمن الإشكالات النفسية هربًا من مواجهة عقدهم النفسية والاجتماعية.

هل الملحد مريض نفسي ؟

     نشر عالم النفس اليهودي بنيامين هلاهمي عام 2007 م دراسة مهمة بعنوان “النمط النفسي للملحد”، أجراها على أعضاء “الاتحاد الأمريكي للإلحاد المتقدم”. وقد كشفت هذه الدراسة أن نصف الذين أنكروا وجود الإله قبل عمر العشرين من الشباب الذين أجريت عليهم الدراسة ألحدوا بسبب مشاكل نفسية تتعلق بفقد أحد الوالدين أو معاناة في الطفولة أو اختلال أسري . وبسبب القناعات العلمية الناشئة عن عدة دراسات مشابهة اعتبر كثير من الباحثين "أن ما يطرحه الملاحدة كأسباب معرفية (موضوعية ومنطقية) لإلحادهم ما هي في معظم الأحيان إلا قناع تختفي وراءه العوامل النفسية والشخصية والاجتماعية"

    كما أظهرت قياسات نفسية حديثة ان الملحد هو شخص لديه اضطرابات ويعانى من الحزن والاكتئاب والضياع، بسبب خبرات حياتية مر بها في حياته أدت بدورها تشكيل التاريخ المرضى لحالته اضافة الى ذلك فإن معظمهم يعانى من الهستيريا والهوس وبعضهم شخصية انشقاقية تعانى من الفصام .

ومن السمات النفسية والشخصية للملاحدة التي ظهرت بوضوح في سيرتهم الذاتية : 

1- الشعور بالغضب والتوتر والمرارة 

2- الاحباط  وتبدل سريع في الانفعالات 

3- الشعور بالفوضى والفراغ وانعدام المعنى  وعدم التكيف والعند والجدال.

4- الشعور بالضيق والعزلة وعدم الشعور بالامن 

5- عدم الثقة بالنفس والتفكير المضطرب واثارة وغضب الاخرين وعدم القدرة على تكوين علاقات جديدة .

6- الانشغال الفائق بالجنس والسعي لتحقيق اللذة 

7- الرغبة في الهيمنة وحب السيادة وازدراء المرجعيات والشخصيات التي يحترمها المجتمع .

وهذه السمات وفقا لدكتور احمد عكاشة تعرف ب ( تغيرات دائمة في الشخصية لا ترجع الى اذى جسيم او مرض بالمخ )

     ويصف الامريكي جيقري لانج Jeffery Lang الحالة النفسية للملحد كما عاناها عندما كان ملحدا محللا سيكولوجية الملحد قائلا ( سرعان ما تعلمت انه لا احد يعرف الوحدة كالملحد , فعندما يشعر المؤمن بالوحشة فإنه يناجي من اعماق روحه الواحد الاحد الذي يعرفه , ولكن الملحد محروم من هذه النعمة , لان عليه ان يستحق هذا الدافع , ويذكر نفسه دائما بسخفه , فالملحد هو اله عالمه الخاص , ذلك العالم الصغير الذي يحدده مجال ادراكاته , والملحد لا يشبع حاجاته شيء لان عقيدته تخبره بان ليس للحياة هدف . 

هل للأب علاقة بإلحاد ابنه ؟

       تعد الاسرة من اهم مؤسسات المجتمع نظرا لدورها الهام في اعداد الطفل  للحياة الاجتماعية عن طريق تزويده بقيم المجتمع واتجاهاته ، فضلاً عن تأثيرها على ميوله ومشاعره ومعتقداته فقد قال صل الله عليه وسلم "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه" فالأسرة عامل مهم في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكه فإذا انصلح سلوكه انعكس ذلك على صلاح المجتمع .فالتشجيع والعطف والاتزان في العلاقات الاسرية يجعل شخصية الفرد تنمو نموا سليم , اما المعارضة الشديدة والقسوة أو الرفض فأنها تفزع الفرد وتجعله يظهر العدوان أو يميل إلى الانطواء أو الخوف أو العناد أو العيش في حالة من عدم الامن وعدم الاطمئنان ). 

     كما إن علاقات الآباء الودية التي يسودها الحب والتقبل والتفاهم من أهم العوامل المؤدية لفرد سوي خالي من تلك الاضطرابات والمشكلات النفسية المختلفة ، لذلك وجب على الآباء أن يبذلوا جهداً كبيراً في تربية أبنائهم ، ويظهروا لهم حبهم وشعورهم بمكانتهم ودورهم الرئيسي في حياتهم ، وأن يدرك الأب  خاصة أن دوره لا يقل اهمية عن دور الام في حياة ابنه , فلا يقتصر دور الاب على مجرد توفير المأكل والملبس  بل وجود الأب يعني الحماية والقدوة , يعني المعلم والصديق والاخ في حياة ابنه، فإحساس الأبناء بوجود الاب رادع لهم، يحميهم ويبعد عنهم اي اخطار , وعلى العكس من ذلك فإن معاملة الاب المختلة القائمة على الإهمال أو التجاهل أو التذبذب من أكثر العوامل خطورة وتأثيرا على الفرد في المستقبل ، فتوافق الفرد وسوء توافقه لا يتوقف على الوقت الذي يقضيه الوالدين معه بقدر ما يتوقف على نوع المعاملة وأسلوب التفاعل فيها , فكل سلوك يتبعه الاب مع ابنه ينعكس على تشكيل شخصية ابنه وافكاره ومعتقداته ، ولذلك يقول فرويد  بأنه كلما أصيب الطفل أو الشاب بخيبة أمل بوالده الدنيوي أو فقد احترامه، أصبح مستحيلا عليه الإيمان بالأب السماوي، وقد افترض فرويد فكرة التمثيل النفسي عند الطفل تجاه والده، وهي الفكرة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بفهمه لوجود الله تعالى، ثم قام بذلك عدد من علماء النفس لا سيما إخصائيو التحليل النفسي، فخيبة أمل الملحد من والده واستياءه منه تسببان  رفضه لوجود الله . وإن انقطاع علاقة الابن بأبيه  لأيِّ سببٍ كان، له تأثيرٌ على نفسية وتصور الطفل، كون الأب في هذه المرحلة يمثل ويجسد وظيفة الله في الإيجاد والإبقاء.      

اسباب الالحاد :

إن الالحاد ما هو إلا بسبب الصدمات الشخصية وما رافقها من فقدان الشعور بالأمان ومن اهم اسباب الالحاد  :

 الأب المعيب ( التقصير الابوي ) : 

     يعتبر الأب مثالاً لوظيفة ودور الإله في الإيجاد والرعاية في نظر الطفل , حيث يتضح لنا يوميّاً كيف يفقد الشباب إيمانهم الديني بمجرد أن تنهار سلطة الأب... 

فمن أهم العوامل النفسية وراء تبنّي الإلحاد من منظور التقصير الأبوي الذي يتبنى أن الإنسان يعتبر الإله النموذج المطلق للقوة والسلطة كما يرى في أبيه التجسيد البشري لهذا النموذج ومن ثم فمن يفقدون الأب يعانون صعوباتٍ في تبني الإيمان بالإله .

ولقد برع الدكتور فيتز في تحديد السبب النفسي الرئيسي في إلحاد كبار الملحدين، وبالتالي يمكن اعتباره عاملاً عامّاً لكل الحالات المشابهة، بإثباته أن فقد الأب، أو كونه أباً معيباً كما أسماه، يعدان من الأسباب الرئيسية في تولد حالة الإلحاد لديهم، فإن أغلب الملاحدة، وخصوصا الكبار منهم هم من ذوي الآباء الميتين أو المعيبين، كما ثبت من خلال دراسة سِيَرهم .

فمثلاً نجد أن فرويد قد عانى من قسوة أبيه في بدايات حياته، و لما تدهورت الحال بأسرته، و حدث اضطهاد لليهود، كان يرى أباه يُشتم و يُسب و يرى أباه يسكت و لا يرد، فارتبطت في ذهنه صورة والده الرجل المتدين بالضعف و الجبن، فأحدث ذلك في نفسه نزعة نبذ الدين كرد فعل على جبن أبيه.

   ولقد ذكر عدة طرقٍ يمكن أن يوصف الطفل وفقها بفاقد الأب حيث قال: لا شكّ بأن هناك كثيرًا من الطرق التي يمكن أن تجعل الأب يفقد سلطته أو يخيّب أملَ ولده بشكلٍ جدِّيٍّ: حيث يمكن أن يكون غائباً عن طريق الموت، أو الهجرة، ويمكن أن يكون حاضراً ولكنه ضعيفٌ، واضحُ الضعف، جبانٌ لا يستحق الاحترام، حتى لو كان ممتعًا ولطيفًا، أو يمكن أن يكون موجوداً، ولكنه مؤذٍ جسديّاً أو جنسيّاً أو نفسيّاً . 

   واكد فيتز ان كل ما قد يضعف أو يؤذي علاقة الطفل بوالده أو أبويه سيؤدي عموماً إلى جعله عرضةً خلال مرحلة البلوغ إلى الإلحاد أو الكفر أو إلى معتقداتٍ روحانيةٍ أخرى خاليةٍ من ذات إلهيةٍ (إلهٍ شخصيٍّ).

وفقدان الأب في الصغر كان سبباً رئيسياً في توجه البعض إلى الإلحاد، نتيجة إحساسهم بالإحباط و السخط على الحياة، و هذا ما حدث مع سارتر و نيتشه و راسل و ديفيد هيوم و ألبير كامو و تولستوي.

العلاقة بين الطفل والام : 

    تمثل طبيعة العلاقة بين الطفل وامه ( الرمز الامومي Mother Figure) العلاقة بين هذا الشخص في المستقبل وبين الاخرين , ويمتد هذا النموذج حتى يؤثر في العلاقة بالإله , ويلاحظ ان الكثير من الحالات الملاحدة يجتمع فيها التقصير الابوي مع اختلال رمز الام .

 التوافق :

  إنّ علاقة المرء بربه تتوافق مع حالته التعلقية أو تكون انعكاساً لها، وفي هذه الحالة سيكون من السهل للأفراد ذوي التعلق الآمن إنشاء علاقةٍ وثيقةٍ بالله، بينما سيكون ذلك أصعب بالنسبة للأفراد ذوي التعلق غير الآمن وبالتالي سيكونون أقل قابليةً للتدين وبالتالي عرضة للإلحاد .

وقد افترض كير كباتريك وشيفر أن التعلق غير الامن قد يكون له علاقةٌ بالتحولات الدينية المفاجئة.

الضغط النفسي والغريزي:

    الضغوط النفسية والغريزية الناشئة من طبيعة الحياة العصرية خصوصا للغرب، بالإضافة إلى التفكك الأسري وابتعاد الشباب عن آبائهم وأمهاتهم، واستغنائهم عنهم ، وقسوة الاباء لأبنائهم كل هذا يجعلهم يندرجون تحت قائمة فاقدي الأب، وبالتالي فهم عرضة للإلحاد وتأثرهم بالملحدين والوقوف في صفهم وذلك لزيادة الهوة بينهم وبين إلههم الموصوف بالأب وذلك لفقد لفقد آبائهم الفعليين.

الالحاد الموضة : 

  ظهور الإلحاد و كأنه موضة ، يريد بعض الشباب أن يغير من أسلوب حياته فليس عنده مانع أن يتقلب بين التدين تارة و بين الإلحاد تارة أخرى، و بين الفلسفات التشاؤمية و العدمية تارة ثالثة، و هكذا.. يريد أن يجذب الانتباه إليه .

بعض المفاهيم المحدودة :   

   هناك عدّةُ مفاهيمَ يتمّ مزجها لا شعوريًّا تؤثّر بتسلسلها على عقلية ووجدان الفرد وتهيِّئ لإلحاده وهي :

المفهوم الأول: 

هو وعي الفرد المحدود ورؤيته عن الأب البيولوجي باعتباره سببًا لوجوده وبقائه.

والمفهوم الثاني: 

هو ما لُقِّن به من مفهوم أبوّة الإله ، وهو يدرك معنى الأبوة المحدود حسب قصوره.

المفهوم الثالث: 

إن للإله ابْنَ، وهو يدرك كذلك معنى البنوّة المحدود , وذلك من جهة معرفته بنفسه باعتباره ابنًا.

    كما أن للعقيدة القاصرة عن إعطاء البرنامج والتصميم المناسب لحاجات وتساؤلات الإنسان الملحة ستولّد حالةً من اليأس والنفور لدى أبنائها ,  ومع امتزاج هذه المفاهيم لدى الطفل، وتغلغلها بوجدانه العميق، فإنه مع فقْد ما يدركه منها سينكر وجدانه ما لا يدركه .

   وقد اهتم بعض علماء النفس حديثا بالأسباب النفسية والشخصية والاجتماعية وراء تبني الالحاد , وهذه الدوافع النفسية والبيولوجية والشخصية موجودة منذ نشأة الانسان  وهي غير كافية لإنكار الوجود الالهي ولكنها ربما تمهد وتعد النفس البشرية لهذا الانكار ما لم تقم الدوافع الاجتماعية والمعرفية الموضوعية بدورها في تصحيح وتعديل ذلك الاضطراب . 

لِمَ لم يتأثر بعض الأشخاص بفقدان آبائهم؟

      بعض الناس لديهم استعدادٌ للتواصل المبكر مع الله، ولا يؤثر عليهم انقطاع علاقتهم بآبائهم. فهناك بعض النفوس لها استعدادٌ ذاتيٌّ عالٍ على التواصل والارتباط بسبب وجودها الأصلي(الإله) في مراحلَ مبكرةٍ من حياتهم. فإن حصل وَوُجد مثلُ هؤلاء الأشخاص المميزين، فانهم وحالهم هذه لا يحتاجون إلى أداة وصلٍ ومثالٍ (الأب) يتبعونه في اكتشاف أصل وجودهم الحقيقي، بل بالعكس ربما يكون المثال هنا أداةَ تأخيرٍ في معرفة وإدراك المبدأ (الله) خصوصًا إذا كان الأب من النوع المعيب بحيث لا يعكس الصورة الحقيقية لمثاله،

    وتتضح هذه الملامح لدى بعض العظماء خصوصاً المخطط لوجودهم وحياتهم مسبقا كالأنبياء مثلاً وأشهرهم موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام فكلهم من فاقدي الآباء.

    وهناك الكثير من المؤمنين من غير الأنبياء، ممن فقدوا آبائهم مبكراً، تتفاوت درجات إيمانهم بعدةِ مستوياتٍ، ولعل أبرز ما سد ثغرة فقد آبائهم هي الرعاية الصحيحة لهم واحتضانهم بشكلٍ لم يترك لتلك الثغرة أن تتسع في نفوسهم ووجدانهم وهو ما يحتاج إلى تركيزٍ عاطفيٍّ مكثفٍ، ومن هنا يمكن فهم بعض أسباب حث القرآن الكريم والسنة النبوية على رعاية ومداراة الأيتام بصورةٍ تفوق كل الطبقات الاجتماعية، لسدّ إلى النقص العاطفي الذي بلا شك أنهم سيعانونه ومنع تأثير ذلك على نفوسهم وتصوراتهم عن المجتمع.

نهايات الملحدين

و لنتتبع نهاية بعض الملحدين بعد أن عاشوا لشهواتهم و اتبعوا اهواهم نجد أن 

- نيتشه دخل في حالة من العزلة لأكثر من خمسة عشر عاماً، و أدمن الأفيون, كما أصيب بمرض الاضطراب ثنائي القطب.

- و أرنست همنجواي مات منتحراً. 

- سيجموند فرويد حاول مرات عديدة الانتحار في آخر عمره. 

- و اسماعيل أدهم عثرت الشرطة في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين ويطلب بإحراقها.

كيف نحمي ابناءنا من الالحاد ؟ 

 نظرا لكثرة شبه الالحاد وتعدد مسبباته ومصادره فلابد على الاباء والمؤسسات التعليمية اتباع استراتيجيات وقائية  لمواجهة خطره وتأثيره على ابنائنا فإذا كان مبدأ الوقاية مطلوب في حق الامراض العضوية وهو من مسئولية الاسرة , فإن الوقاية تكون اشد اهمية إذا كان الامر متعلق بالفكر وتدمير العقول وسرقتها لذلك يجب على الوالدين اتباع الاتي :

- تنمية الرقابة الذاتية لدى الأبناء وتربيتهم على الفضائل منذ الصغر لقول النبي صلى الله عليه وسلم «يا غلام احفظ الله يحفظك». 

- استثمار المناسبات الدينية لزيادة رصيد الابناء الإيماني ، وكذلك ذكر سير الصالحين ليزيد اعتزازهم بدينهم وعقيدتهم.

- أهمية تعليم الأبناء الصلاة منذ الصغر وتربيتهم على الفضائل .

- معرفة الشبهات التي تنتشر في اوساط الابناء في كل مرحلة وطرحها في جلسة عائلية اسبوعية ومناقشتها من الاسرة وترك الحرية للأبناء لأبداء رايهم بكل شفافية والمناقشة الهادئة مع التوجه السليم .

- يجب على الاباء تنبيه أبنائهم بعدم صحة كل المعلومات الموجودة على الإنترنت، وعدم الإعجاب بأي شيء يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

- استخدام برامج الحماية وبرامج المراقبة الأبوية . 

- تحديد بعض الأوقات للجلوس مع الابناء وتعليمهم دينهم والمناقشة معهم بحب وحرية.

- مصاحبة الاباء لأبنائهم في الذهاب لدور العبادة .

- يجب ان تكون المناهج الدراسية باعثة على الإيمان واليقين لا مجرد معلومات تدرس ثم تنسى.

- ينبغي تدريس العقائد بشكل يتناسق فيه الفكر مع العاطفة .

- عدم التشدد في امور الدين واللوم المتكرر للطفل واتهامة مرارا وتكرارا بصفات مثل الكذب والغش والسرقة وغيرها فلابد من النصيحة بالقول اللين واتباع اللين في المعاملة 

- عدم قسوة الاباء والامهات مع ابنائهم .

- عدم التشاجر امام الابناء . 

فالأبناء امانة ومسئولية سنحاسب عليها امام الله سبحانه وتعالى, فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.

المراجع :

- عبد الرحمن عبد الخالق (1404) : الالحاد ..اسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها , الطبعة الثانية , المملكة العربية السعودية .

- عمرو الشريف( 2016) : الإلحاد مشكلة نفسية : علم نفس الإلحاد، راجعه د. احمد عكاشه , نيو بوك للنشر والتوزيع ، الطبعة الاولى .

- بول سي فيتز(2013): نفسية الإلحاد , إيمان فاقد الأب ،  ترجمة مركز دلائل, الطبعة الثانية , الرياض , المملكة العربية السعودية .

- ابو اسحاق الدويري الإلحاد.. موقف عقلي أم مأزق نفسي؟ , http://www.almawqi.com/

- يسري الشافعي (2019): الدوافع النفسية للإلحاد , منوعات,  ٠٩:٣ م ٢٩ ديسمبر.

- فاطمة ياسر(2014) الملحدون يعانون من الحزن والاكتئاب والضياع , الاثنين، 19 مايو  07:14 م .

- بدون اسم ( 2016): الدور الوقائي للأسرة المسلمة في حماية الطفل من فكر الالحاد " دراسة تربوية تأصيلية " مجلة كلية التربية , جامعة الازهر , العدد 168, الجزء الثالث , ابريل 2016.

- نجاح رمضان محرز(2005)أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بتوافق الطفل الاجتماعي والشخصي في رياض الاطفال, مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية. 

- محمد سليمان (2019) : سيكولوجية الإلحاد ..هذه هى أسباب الإلحاد النفسية وطريقة التعامل مع الملحد , الاثنين 03 يونيه  07:46 مساءً .

- بشرى عبد الهادي أبو ليله (2002): أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الابناء وعلاقتها باضطراب السلوك , رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة اإلسالمية ، غزة.

- https://www.ahlmasrnews.com/848920 

https://www.alukah.net/sharia/0/109164/#ixzz6c9lKd1sD- 


ليست هناك تعليقات