شغف العلم الذي لا ينتهي

نظرة حول كيمياء البطيخ - ساينسوفيليا

 

 كيمياء البطيخ

 بقلم/ محمد حماده الشافعي

مراجعة : د هبة هاشم 

نظرة حول كيمياء البطيخ - ساينسوفيليا

من ألذ الفواكه التي يعتادُ عليها الناسُ وخاصةً المصريون في فصل الصيف وفي حرارة الجو القائظ هي فاكهة البطيخ ؛ وذلك لطعم البطيخ المميز ، ومذاقة المعسول ، وما يُحدثه في الجسم من إنتعاش ؛ ولأنه يساعد على عملية الهضم.

ولكنّ الذي قد يجهله غالبية الناس أنّ البطيخ مليىء بالمواد الكيميائيه والمعادن المختلفة، ولعلّ هذه المواد هي التي تُكسبه طعمه المميز، وفوائده الصحية العظيمه التي سوف نذكرها لاحقا.


ولكن قبل الخوض في مكونات البطيخ الكيميائية ، أُحبُ أن أُسلطَ الضوءَ على بعض المعلومات العامه عن ثمرة البطيخ والتي ربما قد لا يعيها الكثير.

يرجع تاريخ البطيخ إلى أكثر من ٥٠٠٠ سنة ق.م حيث ظهر لأول مرة في جنوب إفريقيا. وبحلول عام ٢٠٠٠ ق.م عرفهُ المصريون القدماء ، فزرعوه وأصبح من الأطعمة اليومية المفضلة عندهم. ومما يدل على أنّ البطيخ كان من الأطعمة المفضلة لدى المصريين القدماء تلك الصور واللوحات للبطيخ التي عُثر عليها على جدارن المقابر والمعابد المصريه القديمة.

إذاً لا عجب عندما تجد المصريين الآن يُقبلون على أكل البطيخ إقبال يومي ، فإن هذا الحب والإقبال ليس وليد العصر بل إمتداد للأجداد القدماء منذ ألاف السنين.


السر الكيميائي وراء لون البطيخ !!

اللون المشهور والمعتاد في لحم البطيخ هو اللون الأحمر الوردي الزاهي ، ويرجع سبب لون هذه الصبغة إلى مركب كيميائي عضوي صبغي اسمه "اللايكوبين Lycopene" وهو مركب عضوي هيدروكربوني أليفاتي أي عباره عن سلسلة مستقيمة من الكربون والهيدروحين في تبادل مزدوج بالروابط الثنائية والأحادية.

وهذا المركب هو المسؤال أيضاً عن اللون الأحمر في الطماطم، ولكن يوجد في البطيخ بنسبة أعلى من وجوده في الطماطم.


رائحة البطيخ وعجز العلم أمامها !!!

رائحة البطيخ تبدو رائحة معقدة جداً، استنفذت جهود العلماء في السلف والخلف ، وما وصلوا إلى حقيقة الأمر ، فقد أُجري كثير من الأبحاث حول تحديد المواد الكيميائية المسؤولة عن رائحة البطيخ فاقترح بعضهم أنه كحول ذا تسع ذرات كربون يسمى " نونادايينول"، ثم قال فريق أخر من الباحثين بأن المسؤل عن الرائحة هو ألدهيد تُساعي الكربون "نونادايينال" وليس الكحول منه.

وفي النهاية تبقي رائحة البطيخ محل خلاف وبحث مستمر بين العلماء إلى يومنا هذا ، لدرجة أننا تمكنّا من تحضير إسترات عضوية لكثير من الروائح والنكهات بسهوله إلاّ رائحة البطيخ لم تنجح التجارب في تحضيرها بعد.


قشر البطيخ بين المنافع والأضرار !!

من خلال الأبحاث العلمية وأجهزة التحليل الطيفي والعنصري وُجِدَ أنّ قشرة البطيخ تحتوي علي كثير من أنواع الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين B2 ,B3 ,B6 وفيتامين C وكذلك يوجد في قشرة البطيخ المعادن الأتية : الحديد ، المنجنيز، الفوسفور، الكالسيوم، الصوديوم ، النحاس، الخارصين، الماغنسيوم ، البوتاسيوم.

 يتجه العلماء الأن إلى إستحداث طرق إستفادة من قشور ونفايات الفواكه والخضراوات بدلاً من إتلافها بدون فائدة. 

وقد أثبت العلماء عدة فوائد صحية لقشر البطيخ منها : الحفاظ على حركات الأمعاء المنتظمة ، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القولون ، يخفض مستويات الكوليسترول والسكر في الدم ، يقوي المناعه لوجود فيتامين سي ، يحافظ على صحة الجلد من التجعيد لإحتوائها على الليكوبين والفلافونيد ، يدعم فقدان الوزن لإحتوائها على الألياف ، يساعد على درء سرطان البروستاتا.....الخ

ولكن عند تناوله بكميات كبيرة ، فإنه يسبب إصابة الطحال والمعدة. قد يؤدي إلى الإسهال وخلل الجهاز الهضمي وأمراض أخرى.


الفوائد الصحية لأكل البطيخ

1. يساعد على ترطيب الجسم ؛ حيث إنّ 92% من البطيخ عباره عن ماء.

2. تقليل فرصة الإصابة بالسرطان ؛حيث إنّ مركب "الليكوبين" المادة المسؤلة عن لونه تعمل أيضاً كمادة مضاده للأكسدة. 

3. تقليل ضغط الدم ؛ لوجود مركبي "السيترلين و الأرجنين" في البطيخ وخاصة في القشر ، وهما مركبان مضادان للأكسدة.

4. تحسين عملية الهضم ؛ وذلك لإحتواء البطيخ على الألياف والماء حيث إنّ كلاهما مهم للهضم الصحي.

5. تقليل الام العضلات.

6. تحسين صحة القلب ؛ وسبب ذلك أنّ البطيخ يحتوي على مركب" سيترولين" ، وهو حمض أميني قد يزيد من مستويات "أكسيد النيتريك" في الجسم. ومعلوم طبياً أنّ" أكسيد النيتريك" يساعد ويحفز الأوعية الدموية على التوسع ، وبالتالي لا يحدث أي أزمات في مرور الدم من وإلى القلب. 

7. مفيد للبشرة والشعر ؛ لأن فيتامين A مهم جداً للبشرة الصحية لأنه يساعد في تكوين خلايا الجلد وإصلاحها. وكذلك فيتامين C يساعد الجسم على إنتاج "الكولاجين" وهو بروتين يحافظ على نضارة البشرة.


المراجع:

ليست هناك تعليقات