شغف العلم الذي لا ينتهي

إستخدام البروتين للشعر هل هو ضار أم نافع ؟ - ساينسوفيليا

 


استخدام البروتين يعالج أم يضر شعرك؟؟!!

إستخدام البروتين للشعر هل هو ضار أم نافع ؟ - ساينسوفيليا

بقلم / منة الله صفوت
مراجعة : د هبة هاشم 

الكثير منا يجهل التركيب الكيميائي للشعر و طبيعته و كيفية العناية السليمة به، مما يؤدي إلى العديد من مشاكل الشعر كالتساقط و الهيشان و نحوه. لذلك دعونا نناقش سويا بعض خفايا تكوين الشعر و الأنواع المختلفه من البروتينات المعالجه لنكتشف هل لها تأثير سلبي بجانب تأثيرها الايجابي أم لا..

يحتوي رأس الطفل على حوالي مليون بصيلة شعر يكتمل تكونها بعد أسبوعين و يبدأ عددها بالنقصان بتقدم السن. قد يبدو تركيب الشعر بسيط إلا أنه في الواقع معقد جدًا، حيث تتكون الشعرة الواحدة من جزئين أساسيين و هما بصيلة الشعر و التي تتواجد أسفل الجلد و الجزء العلوي و الذي يكون على شكل إسطوانة رفيعة و هو الجزء الظاهر من الشعرة.


تتكون بصيلة الشعرمن أنسجة و خلايا كما أنها تحتوي على أوعية دموية لتغذية الشعر، و منها يبدأ نمو الشعرة، هذه الخلايا تنمو بسرعة كبيرة من ٢٣ إلى ٧٢ ساعة لإنتاج الشعر كما أنها تحتوي على بعض الهرمونات التي تؤثر على نمو الشعر في المراحل العمرية المختلفة.


و تتغلف البصيلة بغشاء رقيق للحماية و يحتوي هذا الغشاء أيضًا على غدة دهنية تسمى   (sebaceous gland)    والتي تفرز مواد دهنية تساعد على ترطيب البشرة و فروة الرأس، و يزداد إفرازها في فترة البلوغ و تقل بعد ذلك مع تقدم العمر. كما يتواجد بجانب البصيلة عضلة قابضة عند إنقباضها تقف الشعرة لأعلى، و هو ما يعرف بالقشعريرة.

أما بالنسبة للجزء الظاهر العلوي من الشعرة: تتكون الشعره الواحده بنسبة تتراوح من ٨٠ الى ٨٥% من بروتين يعرف باسم الكيراتين (keratin)  وهو نفسه البروتين المكون للأظافر، كما تحتوي على نسبة من السيستيين cysteine) ) و يعرف الكيراتين بصلابته و يحتوي على نوعين من الروابط و هما روابط هيدروجينية و روابط ثنائي الكبريتيدات.


فما هي مميزات هذه الروابط؟

 تعرف روابط ثنائي الكبريتيدات بأنها من أقوى الروابط الموجودة و أمتنها، إلا أنه عند تمويج الشعر أو إرخائه تتكسر هذه الروابط و يعاد تكوينها في شكل مختلف مرة أخرى، و هذا ما يسمح لنا بتغيير وضعية الشعر بإستمرار. و يكون الشعر أكثر تموجا بزيادة تلك الروابط به.

أما الروابط الهيدروجينية فهي أضعف وأسهل في التفكك و عددها أكبر مما يساعد على إعطاء الشعر مرونته المعروفه، و تتكسر الروابط الهيدروجينية بالماء عند غسل الشعر ، و يمكن إعادة تكوينها بالتجفيف، و هو تفسير شكل الشعر بعد الغسل و إستخدام مكواة الشعر و نحوها.


كما أن هذه البروتينات تجعل وسط الشعرة حامضيًا، لذلك يتأثر الشعر بالسلب عند إستخدام منتجات تحتوي على وسط قلوي.


و لكن لماذا تختلف طبيعة الشعر من شخص لآخر؟

تحتوي الشعرة في المنتصف على خلايا صبغية تحتوي على الميلانين و هي المسؤولة عن لون الشعر كما تحتوي على السيستيين، و تكون الشعرة محاطة بطبقة حماية خارجية ، تعمل معظم الشامبوهات المختلفة على تنعيمها لإعطاء إحساس الترطيب، إلا أن كثرة إستخدام المواد الكيميائية يؤدي إلى إزالة هذه الطبقة مما يؤدي إلى هيشان الشعر و تقصفه. نوع آخر من الإختلاف هو إختلاف سمك الشعرة نتيجة وجود طبقة في المنتصف أيضًا مع الخلايا الصبغية عند أصحاب الشعر السميك و إختفائها عند أصحاب الشعر الرقيق.

كما هناك أيضًا إختلاف في شكل الشعرة سواء كانت إسطوانية و عادة يكون الشعر ناعمًا أو مسطح و عادة يكون الشعر خشن في هذه الحالة، كما أن لمعان الشعر يعتمد على شكل الشعرة الواحدة و حالتها فالشعر الناعم يكون أكثر لمعانا و ذلك نتيجة سهولة وصول المواد الدهنية من الغدة الدهنية (Sebaceous glands) على عكس الشعر المجعد حيث يكون وصول المواد الدهنية أصعب.


و بعد أن عرفنا الكثيرعن تركيب الشعر و أنواعه، كيف يمكن أن نحافظ على شعرنا؟

كما ذكرنا فإن الشعر يتكون بنسبة كبيرة من البروتين و الذي يدعى كيراتين، عند تعرض الشعر للأشعة و الأتربة و الملوثات و نحوها فإن ذلك يؤثر بالسلب على بروتين الشعر مما يجعله أكثر عرضه للتقصف و التساقط، كما أنه يتساقط من شعر الإنسان كل يوم في حدود من ٥٠ إلى ١٠٠ شعرة بشكل طبيعي، و بالتالي فإن الحصول على البروتين في الطعام بشكل كافي من أهم الأساليب التي يجب إتباعها للحفاظ على الشعر، و من أهم هذه الأنواع اللحوم بأنواعها و البيض و الأسماك و الجبن بأنواعها و البقوليات و المكسرات.


هناك حل آخر و هو إستعمال البروتين المعالج مثل الكيراتين مباشرة على الشعر و هو ما يتم في صالونات التجميل ، فهل حقًا مفيد و ليس له أضرار؟


يعمل الكيراتين على تنعيم الشعر المجعد كما يعطيه لمعة أكثر من المعتاد و يساعد على تقوية الشعر، كما يساعد على تقليل مسامية الشعرة، و بالتالي تقليل دخول الجزيئات الكيميائية و الأتربة و الأشعة إليها مما يمنع تقصفها بسهولة، كما أنه يساعد على تثبيت لون الشعر، لذلك ينصح من يستعملون الصبغات لتغيير لون شعرهم بإستخدامها قبل الكيراتين حتى يعمل على تثبيت اللون. يعمل الكيراتين على تنعيم الشعر لمدة تصل إلى ستة أشهر إلا أنه يجب عدم إستخدام الماء على الشعر تمامًا في أول ثلاثة أيام حتى يعطي النتيجة المطلوبة، كما ينصح بإستخدام شامبوهات مرطبة خالية من الكبريتات أو كلوريد الصوديوم، و ذلك لمنع جفاف الشعر الذي يسببه إستخدام البروتين و الحرارة.


أنواع العلاج بالبروتين:

النوع الخفيف: يستخدم في حالات تنعيم الشعر و تقويته، و يمكن إستخدامه منزليًا في حدود من مرتين لثلاث مرات شهريًا مع المحافظة على إستخدام مرطبات للشعر للحماية، إلا أن زيادة إستخدامه قد تؤدي إلى التقصف؛ لذلك يجب الحذر منه.

النوع المكثف: يستخدم في حالات التلف الشديد نتيجة التعرض لمواد كيماوية شديدة أو غيرها، و يتم إستخدام هذا الروتين في صالونات التجميل عادةً على يد مختص، كما يستخدم مرة واحدة كل ست إلى ثمان أسابيع طبقًا لدرجة التلف. عند إستخدامه بشكل صحيح سوف يساعد على إصلاح التلف بنسبة جيدة.


إذا ما هي مخاطر إستعمال الكيراتين؟؟


إستعمال الكيراتين في حد ذاته ليس خطيرًا إذا كان الإستعمال بطريقة معتدله فهو بروتين، إلا أن منتجات الكيراتين تحتوي على مواد كيميائية أخرى و مواد حافظة مثل الفورمالدهيد و هي مادة سامة لها رائحة نفاذة و ممنوعة من قبل المنظمات العالمية كونها تزيد إحتمالية الإصابة بالسرطان، و هناك أعراض تظهر عند وجود هذه المادة مثل الرشح و آلام في الحلق و الأنف و صداع. كما تحتوي منتجات الكيراتين على مواد كيميائية أخرى و التي قد تسبب ضرر للشعر على المدى الطويل. و أيضا العلاج بالبروتين بشكل عام يتم عن طريق تعريض الشعر لحرارة عالية عند وضع هذه المركبات مما يضر الشعر على المدى الطويل أيضًا.


لذلك يجب الحذر عند إستعماله للمرة الأولى لأن الجسم قد يكون حساسًا لأحد المواد الكيميائية الموجودة في المنتج، مما يؤدي إلى تهيج الجلد و إحمراره أو حتى الإصابة بالإكزيما و التي تكون شائعة في حالات التحسس للمواد الكيماوية في منتجات البروتين.

هناك أنواع حديثة من مركبات الكيراتين و التي تحتوي على حمض الجليوكزيليك(glyoxylic acid) إلا أن هذه المركبات لا تعمل على تنعيم الشعر ولكن إعطائه مظهر  لامعا و تمنع تجعده، و تعد أكثر أمانًا من المحتويه على الفورمالدهيد، و لكن هذا لا يمنع حدوث المشاكل الأخرى نتيجة وجود مواد كيميائية و تعريض الشعر لحرارة عالية.


هناك العديد من الطرق الأخرى التي تستعمل لعلاج الشعر إلا أن العلاج بالبروتين أكثرها شهرة و نتيجته جيدة مع معظم مستخدميه، و لكن بعد أن عرفنا أضراره و مخاطره فإنه يجب الحرص عند إستخدامه، و الحفاظ على تناول طعام صحي مفيد لصحة الشعر و الجسم، كما يجب الإنتباه على عدم تعريض الشعر للحرارة و الرطوبه و الكيماويات الضاره فالوقاية دائمًا خير من العلاج.



المصادر:

https://www.verywellhealth.com/the-biology-of-hair-1068785

https://www.philipkingsley.co.uk/hair-guide/hair-science/the-hair-structure

https://www.philipkingsley.com/hair-guide/healthy-hair-nutrition/importance-of-proteins

https://www.harpersbazaar.com/beauty/hair/advice/a1266/how-keratin-damages-hair/

https://www.sehat.com/protein-treatment-for-hair-benefits-and-side-effects

https://www.byrdie.com/different-types-of-protein-treatments-for-black-hair-400078




ليست هناك تعليقات