شغف العلم الذي لا ينتهي

كيف تقدر ذاتك - ساينسوفيليا


 كيف تقدر ذاتك 

كتبته : مها ممدوح محمود 
مراجعة علمية : شيماء ابراهيم عباس 

كيف تقدر ذاتك - ساينسوفيليا

سر تغيير الشخصية يكمن في تغيير صورتها الذاتية, فأفكارك المسيطرة على عقلك إما أن تصنع حياتك , وإما أن تدمرها. 

أفكارك هي التي تشكلك , فانت تصبح ما تعتقده معظم الوقت .

 فانت تفوز أو تخسر معارك في الحياة في عقلك وتفكيرك كي تعزز من تقديرك لذاتك .

 انت بحاجة لأن تحول أفكارك المقيدة لذاتك إلى أفكار بناءه ، وفي حاجة إلى صنع صورة إيجابية لذاتك .

 ولكن ماذا يعني تقدير الذات ؟؟ 

تقدير الذات يعني الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه ، هل هي عالية أم منخفضة .

وتقدير الذات مهم جدا في أنه هو البوابة لكل أنواع النجاح و يشير إلى مدى إيمان الفرد بنفسه وبقدراته على تحقيق أهدافه.

 ببساطه تقدير الذات هو بالأساس شعور الفرد بكفاءته ، و احساس الشخص ورأيه عن نفسه .

ولتقدير الذات ثلاث جذور أساسية : 

  • التقبل الذاتي :
بمعنى أن يتقبل الإنسان نفسه كما هي ، يتقبل شكله , فلا يشعر أن هناك جزء منه لا يحبه سواء كان جسميا او شخصيا ، ويتقبل عائلته ، ووطنه لأنه إذا لم ينتمي إليهم سواء عائلته او وطنه فإنه لا يشعر بالراحة بالعالم الخارجي وهذا من ضمن الاسباب التي تجعل الانسان يشعر بالضياع مهما كان ناجحا.

  • القيمة الذاتية:
وهنا يشعر الشخص أن له قيمة وأنه عضو مهم في المجتمع , وعنده القدرة على الانتاج والتقدم والانجاز ، وأن حياته لها معني ، وما يفعله مفيد ومهم , وأنه يجد تقديرا من الاخرين عن قيمته وقيمة ما يفعله .

فإن لم يشعر الشخص بتقديرا من المحيطين به يشعر بعدم الاتزان ,  بل احيانا بالتمرد والعصبية والغضب , أو بالبعد عن الجميع والهروب منهم ويصبح حساسا لأي رأي يقال عنه , لأنه يشعر أنه أقل من الاخرين وأنه مهما عمل لن يجد التقدير.

  • الحب الذاتي:

بمعني أن الشخص يحب ما أنعم الله عليه من الهدايا, فمهما كان طوله أو لون جلده أو شكله ، فهو يحب كل جزء فيه كما هو ، ومن الأسباب الأساسية في الحب الذاتي أو عدمه هو البرمجة الأولى التي تبرمج عليها الطفل من الوالدين وحملها معه في حياته وفي اتصالاته مع العالم الخارجي ، وكل هذا سببه الاساسي جذوره الموجودة في العقل الباطن ولكي يحدث تغيير في التقدير الذاتي يجب أن يحدث تغيير في الأفكار.

مصدر التقدير الذاتي : 

إن العديد من الدراسات تؤكد أن تقدير الذات ينبع من علاقة انتساب ، وبالفعل فإن كل فرد يشعر أنه محبوب ، أو أنه مازال محبوبا حتى ولو لم يكن ذلك ألا من قبيل شخص واحد , يمكنه أن يقول في نفسه أنه محبوب ويمتلك قيمه خاصة به وحده .

ولا يولد الإنسان ومعه صورة عن ذاته تصاحبه مع خروجه إلى الدنيا ، فيتعلم الأطفال أن يروا أنفسهم في عيون الناس الذين لهم أهمية في نظره ، والداه وإخوته واخواته ومدرسوه ومدرساته , وأخيرا أصدقاءه. 

وتكون فترة التعلق أساسية في عملية النمو النفسي عند كل مخلوق بشري ، فتؤلف نواة القاعدة في عملية النمو النفسي في تقديره لذاته , فينمو هذا الشعور الأول بالقيمة الشخصية من خلال من يحيطون به ويؤكدون قوى الفرد ومميزاته وأعماله الناجحة وأهم مصدر للتقدير الذاتي ما يلي : 

  • التفكير الايجابي والتفاؤل :

وبعض الناس يخلطون بين مصطلح تقدير الذات والتفكير الإيجابي 

فالتفكير الإيجابي أو التفاؤل : هو التركيز على الجانب الايجابي من أي موقف أو توقع الأفضل ، ومن ناحية أخرى تقدير الذات هو حكم الشخص العام على ذاته فيما يتعلق بقيمة الذات أو كفاءتها وأهليتها ، والتقدير المرتفع للذات يؤدي إلى التفاؤل والتفكير الإيجابي ، والشعور بالرضا هو في الواقع إحدي النتائج المترتبة على التقدير المرتفع للذات ، فالأشخاص الذين يتمتعون بتقدير مرتفع لذاتهم يشعرون بالرضا عنها معظم الوقت , وعلى الجانب الاخر من لديهم تقدير متدني لذاتهم لا يشعرون بالرضا , فهم يشعرون بأنهم غير ذوي شأن ويفتقرون إلي تقدير ذاتهم .

 قال تعالي ((الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك)) وهذا يدل على أن الانسان مهم , عالي المكانة بارع الحيلة ،عميق الثقافة , متفوق وهذا دافع أساسي لبني البشر, إلا أن الإنسان مخير , ولأنه مخير دوافعه حيادية  لذلك على الانسان أن يكون لديه الثقة بالنفس ليكن له الايمان بقدراته حتى يمتلك الثقة الكبيرة في نفسه ويستطيع أن ينجح , والثقة بالنفس تقود الشخص إلى تحقيق اهدافه . 

  • الاعتقاد الذاتي:

 إن الاعتقاد لا يشترط أن يكون الشيء حقيقه أو خيالا.. واقعيا او غير واقع ، ولكن كل ما يشترطه الاعتقاد هو أن تعتقد فيه ، فمن الحكمة أن يكون عند الشخص رؤية واضحة وغاية روحانية ورغبة مشتعلة , ولكنه لا يعتقد أنه في مقدرته تحقيق رؤيته ،لذلك فلن يحقق هذه الرؤية. 

إن الاعتقاد الذاتي القوي هو المدعم للرغبة المشتعلة ، والتي بدورها تدعم الرؤية الواضحة ، والتي هي الأخرى عندما تكون مرتبطة بمرضاه الله عز وجل تصبح مستمرة في الزمن ،وتمنح النجاح في الدنيا والآخرة. 

احترس من التدمير الذاتي :

بعض الأشخاص يتجنبون كتابة وتحديد أهدافهم خوفا من عدم قدرتهم على تحقيقها ، ولكن إذا لم تحدد أهدافك فإنك لن تصل إليها، وذلك لأنه لم يكن لديك الهدف من الأساس .

وهناك طرقا لتغيير هذا التفكير الانهزامي

  • أولا: 
    امنح نفسك الوقت الكافي لتحقيق الهدف , ومع ذلك يجب أن تكون الأهداف محفزه لك ، فلا تجعلها شديدة السهولة لأنك بحاجة لتحدي نفسك والتخلص من القيود حتي تبتعد عن الخمول .

  • ثانيا :
    إذا فقدت هدفا فعليك تغيير الموعد النهائي أو إعادة كتابة الهدف مرة أخرى ، فهو مكتوب في مذكراتك وليس محفورا على حجر! 

  • ثالثا 
    تعلم قبول الذات : يمكنك أن تبدأ في الإرتقاء في جوانب حياتك الأخرى فقط عندما تفهم وتقبل ذاتك  ،ولا يمكن للمرء أن يحقق النجاح الحقيقي أو يبلغ السعادة الفعلية إلا إذا اكتسب درجة ما من قبول الذات .

 كيف تصنع صوره ايجابيه لذاتك وتعززها: 

  • اكتساب الوعي الذاتي :

"يقول سقراط "اعرف نفسك فكل التغيرات تبدأ بالوعي , والوعي الذاتي يلقي الضوء على أفكارك وسلوكياتك الحالية ، وإن الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثا عن الإجابات ، ومن خلا ل الوعي الذاتي يمكنك التحرر من أغلال الافكار السلبية عن طريق الوعي والبحث عن الحقيقة ، وإن الأفكار الخاطئة تضعف تقدير الذات فيساعد الوعي الذاتي في إعداد قائمة بنقاط قوتك والتي تساعد في زيادة تقديرك لذاتك.

  • تعلم قبول الذات :

وهذا الأمر يتطلب تعزيز تقدير المرء لذاته , وقبول الذات يعني في الأساس احترامها أو محبتها , والاعتراف بجانب قصورها ونقاط ضعفها .

وهذا يجعل الشخص يشعر بالرضا عن نفسه وبأنه جدير بالحياة.

  • تحمل مسئوليتك عن حياتك :  

تصبح مسئولا عن حياتك من خلال إيمانك بالمسئولية الذاتية التي تزكي الشعور بأنك تعيش وجدير بالسعادة , فالمسئولية الذاتية تتضمن تحمل المسئولية عن حياتك وأفعالك , وتتضمن المبادرة في تحقيق الاهداف (مع التركيز علي النتائج) وبناء الإجراءات على أساس القيم التي تختارها بنفسك , لا علي أساس المشاهر والظروف ، وذلك لأنك أنت من تصنع مستقبلك.

  • إدارة نفسك بنجاح :

لكي تحقق أهدافك بأكثر الطرق كفاءة وفعالية ، أنت في حاجة لأن تدير نفسك بنجاح ، وهناك أربعة أبعاد للإدارة الناجحة للذات , ألا وهي : 

  • إدارة الوقت بنجاح : الوقت هو الحياة , ومن خلال إداره الوقت تتحسن حياتك ويزيد تقديرك لذاتك .

  • التدريب علي ضبط النفس: يجب التدرب على ضبط النفس وأن تكن مثابرا في السعي لبلوغ أهدافك .

  • والاحتفاظ بالمثابرة: ذكر نفسك يوميا بأهدافك التي تريد تحقيقها ، ولا تستسلم ابدأ صابر حتى تنجح.

  • وإدارة التوتر بنجاح : تعلم تقوم بإدارة التوتر بنجاح قم بإعادة تنظيم سلوك حياتك حدد أسباب التوتر الأساسية وازن بين العمل والترفيه ، واتخذ القرارات بحكمة. 

  • التدريب على تجديد الذات: 

التجديد امر ضروري من أجل تقويه جهودك والتحسين المستمر للذات الذي يساعد على الاحتفاظ او التعزيز من مستوى تقديرك لذاتك.

اسع وراء التحسين المستمر في الأربع جوانب العقلية ،والبدنية ، والاجتماعية، والروحية .

فيجب ان تلزم نفسك بالتفكير العقلاني وتتعهد ان تتعلم طيلة حياتك  , كما أنك  بحاجة لأن تحتفظ بلياقتك البدنية من خلال التغذية السليمة والتمرينات والراحة المناسبة، وأيضا الجانب الإجتماعي حيث يجب أن تقيم علاقات اجتماعية طيبة مع الآخرين , فهي تساعدك على تقوية تقديرك لذاتك ، أما الجانب الروحي  فيجب أن يكون عندك الإيمان بالله وثقة بنفسك ، الإيمان يعطيك الأمل والإلهام في لحظات الشك واليأس .

 المصادر: 
1- القران الكريم . 
2- د. ابراهيم الفقي : جدد حياتك وتعرف على اسرار حياتك، ابداع للنشر والتوزيع 2010. 
3- د. ابراهيم الفقي :كتاب ايقظ قدراتك واصنع مستقبلك 2017.
 4- د. ابراهيم الفقي :قوه التفكير الإيجابي 
 5- د. ابراهيم الفقي قوه التحكم بالذات. 
 6- فيديو تطوير الثقة النفس؟ (فيديو تحفيزي) | 
How To Develop CONFIDENCE 7-
https://youtu.be/GN3QgDw3yiA 8
https://youtu.be/uNja-zZa2rM 9- كتاب كيف يفكر الانسان As A Man Thinking جيمس الان James Bond Allen , الطبعه الاولي .
 10- Enhancing self -Esteem Book, Singh Mali, Robertw .Reasoner Ranjit


ليست هناك تعليقات