شغف العلم الذي لا ينتهي

الزئبق ذلك المعدن السائل - ساينسوفيليا

 

الزئبق ... المعدن السائل

الزئبق ذلك المعدن السائل - ساينسوفيليا


بقلم: أسماء زين العابدين وهمان
مراجعة علمية :دكتور هبة هاشم


الزئبق (Mercury (Hg)) سائل معدني لامع، مشتق من الكلمة اليونانية Hydrargyrum، والتي تعني "الفضة السائلة" أو "الفضة السريعة". 
يشترك عنصر الزئبق في المجموعة الثانية عشر من الجدول الدوري مع الزنك والكادميوم. العدد الذري للزئبق 80، ووزنه الذري 200.59، وهوعنصر ثقيل للغاية حيث يزن 13.6 ضعف حجم الماء. حيث أنه يطفو الحجر والحديد وحتى الرصاص على سطحه.

تاريخه:

كان الزئبق من أوائل المعادن المعروفة، وقد استخدمت مركباته عبر التاريخ فقد وجد الزئبق في مقبرة مصرية يعود تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد. 
ربما كان المصريون والصينيون يستخدمون السينابار (كبريتيد الزئبق) كصبغة حمراء لعدة قرون قبل ولادة المسيح.
 وفي العديد من الحضارات، كان الزئبق يستخدم لتهدئة أو مطاردة الأرواح الشريرة. اعتقد الكيميائيون أن الزئبق -الذي ربطوه بكوكب عطارد- له خصائص باطنية واستخدموه في محاولاتهم لتحويل المعادن الأساسية إلى ذهب. 
تم استخدام الزئبق ومركباته منذ حوالي القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن العشرين لعلاج مرض الزهري ولأن الزئبق شديد السمية وتأثيره العلاجي غير مثبت؛ تُستخدم الآن أدوية أخرى لمرض الزهري.

خواصه الفيزيائية:

لونه فضي براق، درجة انصهاره منخفضة نوعاً ما، وضغطه البخاري مرتفع، قوى التماسك بين ذراته ضعيفة جداً، لزوجته منخفضة، مقاومته الكهربائية مرتفعة، يذوب في الماء، والبنزين، والهكسان، والرايكسان، والميثانول، قيمة التوتر السطحي له مرتفعة حيث تزيد قيمة التوتر السطحي له عن التوتر السطحي للماء بستة أضعاف.

خواصه الكيميائية:

يتفاعل مع جميع العناصر الهالوجينية، مثل الكلور، والبروم، والفلور، وذلك عند درجة حرارة الغرفة، يتفاعل مع الأكسجين والهواء الجاف ببطءٍ شديد، وبالإمكان تنشيط التفاعل بإضافة عامل مساعد، وهو الأشعة فوق البنفسجية، يتفاعل بدرجة شديدة مع غاز الأوزون لإنتاج مركب أكسيد الزئبق، عند التسخين يتفاعل بشكلٍ مباشرٍ مع السيلينيوم، والكبريت، والتيلوريوم، ولا يتفاعل مع الفسفور، والنيتروجين، والسيليكون، والجرمانيوم، والكربون، لا يحدث أي تفاعل بينه وبين الهيدرات الجافة تحت درجة حرارة مئتين مئوية، مثل هيدروجين الأمونيا، لا يحدث تفاعل بينه وبين حمض كلوريد الهيدروجين وحمض الكبريت المخفف، ويمكن حدوث تفاعل بزيادة تركيز الحمض، لا يحدث بينه وبين حمض الفسفور أي تفاعل، بينما يتفاعل مع حمض النيتروجين، يحدث بينه وبين محاليل الأمونيا تفاعلات شديدة، ويستخدم ملح الزئبق كمادة محفزة للعديد من التفاعلات.

تواجده وطريقة الحصول عليه:

يوجد الزئبق بكميات ضئيلة فقط في الصخور النارية؛ والصخور الرسوبية أغنى قليلاً. ويشكل العنصر 0.5 جزء في المليون فقط من قشرة الأرض، مما يجعله أكثر ندرة من اليورانيوم ولكنه أكثر وفرة من الذهب أو الفضة. 
يوجد الزئبق بشكل أساسي في شكل خام (cinnabar) الأحمر ويمكن أيضًا العثور عليه في الحالة غير المدمجة. 
وتحضير الزئبق من خاماته بسيط إلى حد ما، حيث يُطحن الخام ويسخن إلى حوالي 580 درجة مئوية في وجود الأكسجين، يتسرب بخار الزئبق من الخامات ويزال ثاني أكسيد الكبريت، يتم تكثيف المعدن وتنقيته بحمض النيتريك، ثم التقطير.

أنواعه:

الزئبق له ثلاثة أنواع مختلفة وهي: -

  •  الزئبق الأبيض: 
    سائل فضي اللون و هو أشهر أنواع الزئبق المعروفة، ويتم تداوله كثيراً في الأسواق والصناعات الخاصة في الأجهزة الطبية كموازين الحرارة " الترمومتر الطبي "، وأجهزة قياس ضغط الدم.

  •  الزئبق المشع: 
    وله استخدامات عديدة ومهمة في المجالات النووية.

  •  الزئبق الأحمر:
     وهو مادة قاتلة ومشعة، سميتها عالية جداً، وتركيبه مشابه لتركيب الزئبق الأبيض، مع اختلافات في اللون والاستخدامات، علماً أن الزئبق الأحمر تدور حوله الكثير من القصص والحكايات الغريبة التي تتعلق بالجن والروحانيات.

استخداماته: -

  • يستخدم الزئبق في المختبرات لصنع موازين الحرارة والبارومترات ومضخات الانتشار والعديد من الأدوات الأخرى.
  • ويتم استخدامه للمفاتيح الزئبقية والأجهزة الكهربائية الأخرى.
  •  يتم استخدامه أيضا كقطب كهربائي في بعض أنواع التحليل الكهربائي ولصنع البطاريات (الخلايا الزئبقية).
  • يستخدم الزئبق الغازي في مصابيح أبخرة الزئبق وعلامات الإعلان.
  • والزئبق مهم في بعض أنواع الصناعة، على سبيل المثال لإنتاج الصودا الكاوية والكلور.
  • ويتم استخدامه لصنع بعض المبيدات والطلاء المانعة للحشف.
  •  يستخدم الزئبق أيضًا كعنصر في ملغم الأسنان لعمل حشوات الأسنان.
 تم التخلص التدريجي من هذه العملية مرة أخرى بسبب مخاوف صحية، ولكن لا يزال الكثير من الناس لديهم حشوات تحتوي على الزئبق ويعتقد أن محارق الجثث تنبعث منها حوالي 5 كجم من الزئبق كل عام ببساطة من حشوات الأسنان. 
شكل الملغم المكون من 70٪ من الفضة و30٪ من القصدير عند خلطه بالزئبق مادة مرنة يمكن إدخالها في السن ويمدد الملغم أثناء تجفيفه لملء التجويف بأكمله ومع ذلك فقد تم استبدال هذا الملغم بآخر مشابه مصنوع من 60٪ فضة و27٪ قصدير و13٪ نحاس.


المراجع: -

ليست هناك تعليقات