شغف العلم الذي لا ينتهي

آخر مستجدات لقاح ڤيروس كورونا المستجد - ساينسوفيليا

 

 آخر مستجدات لقاح ڤيروس كورونا المستجد (COVID-19)

آخر مستجدات لقاح ڤيروس كورونا المستجد (COVID-19)

ترجمة: آية محمد شكري.

مراجعة: د.رغدة لطفى.

في ظل جائحة كورونا التي خيمت على العالم منذ بداية 2020، كان اتجاه العلماء في كافة أنحاء العالم إلى معرفة التركيب الجينى لفيروس كورونا المستجد (covid-19) وتخليق لقاح مضاد له؛ ليحفز المناعة ضد الفيروس بإنتاج أجسام مضادة تحجم من انتشاره بالجسم وتقضى عليه، حيث قام العلماء بتطويرأكثر من 165 لقاح ضد ڤيروس كورونا  ويتم تجربة31لقاح منهم على البشر الآن.

يتطلب الأمر عدة سنوات من التجارب قبل السريرية، ولكن في ظل جائحة كورونا يمكن تقليص تلك المدة إلى عام أو عام ونصف بالكثير؛ لتقليل حجم الخسائر البشرية والمادية الفادحة من تلك الجائحة.

ويتوقع الخبراء بحلول العام القادم2021 اعتماد لقاح أو أكثر لفيروس كوفيد-19.

ماذا نحتاج لعمل لقاح (covid-19)؟

على الرغم من جهود العلماء لإنتاج لقاح ضد ڤيروس كورونا؛ لا يزال الأمر يتطلب مزيدا من العمل مثل:

  • التأكد من سلامة اللقاح، وعدم تسببه في أمراض أخرى للإنسان.
  • إجراء الكثير من التجارب السريرية؛ لتنشيط مناعة الجسم ضده.
  • العمل على توفير الجرعات المحتملة للقاح بكميات كافية فور اعتماده.

متى يمكننا الحصول على اللقاح (covid-19)؟

على الرغم من أن عملية تصنيع اللقاح تحتاج إلى سنوات عدة، يتطلع العلماء إلى إنتاج لقاح آمن، وفعال في غضون عدة أشهر.

حيث يعتقد الخبراء أنه يمكن الحصول على اللقاح في منتصف عام2021، ولكن لا يوجد ضمانات لذلك؛ فيوجد بالفعل 4 أنواع من الڤيروسات من عائلة كورونا يصاب بها الإنسان، وتسبب له أعراض البرد المعروفة، ولا يوجد لقاح لها!

أهمية لقاح ڤيروس كورونا المستجد(covid-19):

على الرغم من انتشار ڤيروس كورونا، إلا إن أغلب سكان العالم غير محصنين ضد هذا الڤيروس؛ حيث يوفر اللقاح بعض الحماية للبشر؛ عن طريق تحفيز الجهاز المناعي وتدريبه لمحاربة الڤيروس؛ وبالتالي حماية الناس من المرض الأمر الذي يساعد على الحد من التباعد الاجتماعي، ورفع الحظر بشكل آمن.

بدأ العمل على إنتاج لقاح (covid-19) في يناير الماضي بحل الشفرة الچينية للفيروس وبدأت بعد ذلك أولى تجارب السلامة(phase 1) للقاح في مارس الماضي.

باءت بعض النتائج بالفشل، بينما أظهر البعض الآخر نتائج مبشرة على تحفيز مناعة الجسم لإنتاج أجسام مضادة.

وفي هذا المقال سنذكر مراحل تطور هذه اللقاحات، وخاصة ذات النتائج الواعدة منها في الخلايا، وعلى الحيوانات.

من يمكنه الحصول على لقاح (covid-19)؟

يعيش العالم الآن سباق تطور لقاح (covid-19)، فنجد ما يقارب مائتى لقاح في مراحل مختلفة من التجارب سريرية أو قبل السريرية، ولكن بمجرد اعتماد أحدها سيكون الإمداد قليل بالنسبة لسكان العالم؛ لذا سيتم الإمداد بحسب الأولوية لحين توفر كميات كبيرة.

فنجد العاملين بالقطاع الصحى على رأس القائمة وخصوصًا العاملين بمستشفيات العزل، كذلك الناس الأكثر عرضة للعدوى كمرضى القلب والسكرى وأمراض الجهاز التنفسى، أيضا كبار السن –إذا اُعتمد استخدام اللقاح لكبار السن- فهم الأكثر عرضة للمرض؛ لتحفيز مناعة أجسامهم ضد الفيروس بانتاج أجسام مضادة وخلايا مناعية أخرى.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه سيتم توزيع لقاح( covid-19) على كافة دول العالم: متدنى الدخل أو أعلاها.

ماهي مراحل اختبار اللقاح؟

  •  مرحلة التجارب قبل السريرية (preclinical testing): -

وفيها يتم تجربة لقاح (covid-19) على الحيوانات مثل: الفئران، والقرود لاختبار قدرتها على تحفيز مناعة الجسم وانتاج أجسام مضادة وخلايا مناعية أخرى.

  • مراحل التجارب السريرية(clinical testing): -

المرحلة الأولى (phase 1)/تجارب السلامة(safety trail):
وفيها يتم إعطاء اللقاح لعدد صغير من البشر، لمعرفة ما إذا كان آمنًا، ولتحديد الجرعة المطلوبة لتحفيز الجهاز المناعي.

المرحلة الثانية(phase2)/التجارب الممتدة(expanded trail): -
وفيه يتم تجربة اللقاح على مئات البشر مقسمة إلى فئات؛ كالأطفال، وكبار السن. وذلك لتحديد الاختلاف في تأثير اللقاح على هذه الفئات.

المرحلة الثالثة (phase3)أو تجارب اثبات الفعالية (efficacy trail):

وفيه يتم تجربة اللقاح على آلاف البشر، وتحديد عدد من أصيب منهم بالڤيروس، ومقارنتهم مع مصابين تمت معالجتهم بالعلاج الوهمي(placebo)-مادة تعطى للمريض غير ذات تأثير حقيقي، وذلك لإيهامه بالعلاج-. تحدد هذه التجارب مدى فاعلية اللقاح في الوقاية من ڤيروس (covid-19).

في يونيو أعلنت FDA: أنه لا يمكن اعتماد فاعلية أي لقاح ضد ڤيروس (covid-19) إلا في حالة تحصين أكثر من 50% ممن استخدموه.

تقدم هذه التجارب ما يكفي من المعلومات حول أعراض اللقاح الجانبية.

  • اللقاح المعتمد (approved vaccine): 

يراقب المنظمين في كل دولة نتائج المراحل السابقة وعليه يتم قبول اللقاح أو رفضه.

في حالات الأوبئة يتم ترخيص اللقاح قبل حصوله على التصاريح النمطية، وبعد ترخيص اللقاح يقوم العلماء بمراقبة مستخدمي هذا اللقاح للتأكد من سلامته وفاعليته.

  • المراحل المجمعة(combined phases):

وهي إحدى الأمور التي تحدث للإسراع في عملية إنتاج اللقاح؛ كأن يتم تجربة اللقاح لأول مرة على مئات البشر مثلا، وهذا ما يتم تطبيقه حاليًا لتوفير الوقت والحصول على لقاح (covid-19)بأقرب وقت.

أنواع لقاحات (covid-19) والبروتوكولات المستخدمة في التصنيع:

١-اللقاح الچيني(Genetic vaccine):

وفيه يستخدم جين أو أكثر من چينات الڤيروس (DNA or RNA)، لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة لفيروس (covid-19).

حيث قامت شركة (Moderna) بتصنيع لقاح يعتمد على المادة الوراثية متمثلة في الحمض النووي (mRNA)، وذلك لتصنيع البروتين الڤايروسي داخل الجسم لتحفيز المناعة.

وبالتعاون مع المعهد القومى للصحة (NIH) وجدو أن اللقاح يحمى القرود من الإصابة بفيروس (covid-19)، والتى تعتبر نتائج مبشرة جدًا لاستكمال الأبحاث فوصلت إلى المرحلة الثالثة (phase3) في 27 يوليو الماضى.

 و تعمل شركة(Biotec) الالمانية بالتعاون مع شركة(Fyzer)و Fosun Pharmaعلى إنتاج لقاح يعتمد على الحمض النووي (mRNA)، والذي أظهر نتائج مبشرة في مراحله الأولى، حيث أنتج المتطوعون أجسام مضادة وخلايا مناعية تائية(T- cell)ضد فيروس (covid-19). 

وأُطلقت المرحلة الثانية والثالثة مجتمعة لهذا اللقاح في 27 يوليو الماضى، حيث صرحت شركة فايزر أنه في حالة اعتماد اللقاح، سيُطرح اللقاح في السوق خلال نهاية 2021.

 بدأت الشركة الهندية (Zedas)اختبار لقاحها والذي يعتمد على الحمض النووي (DNA)في يوليو الماضى، لتدخل السباق مع شركة Bharat Biotech الهندية، والتى وصلت إلى المرحلة السريرية الثانية (phase2)في السادس من أغسطس الحالي.

 دخل كل من اللقاح الياباني التابع لجامعة (Osaka)بالتعاون مع AnGes وTakara Bio، المرحلة الأولى في 30يونية الماضى.

في الوقت الذي ظل فيه اللقاح الأمريكي التابع لشركة (Invivo)والذي يعتمد على (DNA)، وكذلك لقاح (Genaxine)الذي يعتمد على (DNA)أيضا في المرحلة الاولى السريرية (phase1).

لاتزال أيضا بعض اللقاحات المعتمدة على المادة الوراثية(mRNA)لبعض الشركات مثل (Urivac)وشركة(WalVax)في المرحلة الأولى(phase1).

بينما لم تتخطى الفرنسية(Sanofi)التجارب قبل السريرية للقاح الچيني لديها.

٢-لقاح (covid-19) باستخدام ڤيروس وسيط (viral vector vaccine): 

ويتم تصنيعه عن طريق زرع المادة الوراثية لڤيروس (covid-19) داخل فيروس آخر يوجه لخلايا الجسم، لتحفيز استجابة الجسم المناعية.

أطلقت الشركة الصينية (Cansino Biologic) لقاحا يعتمد على(Adenovirus Ad5) بالشراكة مع (Academy of military medicin sciences). وقد أظهر اللقاح نتائج واعدة في المرحلة الأولى، وفي 25 يوليو الماضى وعلى غير المتوقع اعتمدت السلطات الصينية هذ اللقاح -للاستخدام الطارئ- لمدة عام في حين أنها لازلت في المرحلة الثالثة(phase3) من التجارب، والتى تعقد في المملكة العربية السعودية منذ 9 أغسطس الجارى.

 بينما أطلقت الشركة البريطانية السويدية(AstraZeneca) بالتعاون مع جامعة أوكسفورد لقاحًا يعتمد على شامبانزى أدنوفايرس Adenovirus ويسمى ((ChAa Ox. A، والذى أثبت أمان استخدامه في البشر؛ فأطلقت المرحلة الثانية والثالثة (compined phase2/3)مجتمعة لهذا اللقاح، حيث صرحت شركة أسترازينكا أنه في حالة ظهور نتائج مبشرة من تللك المرحلة يًتوقع اعتماد اللقاح في أكتوبر القادم.

لا تزال لقاحات كل من(Vaxart)و(Merk)، وشريكتها(IAVI)، ولقاح(Novartis)؛ الذي يعد نوع من أنواع المعالجات الچينية(Gene therapy treatment)؛ في مراحل التجارب قبل السريرية.

بينما أعلنت شركة (gohnson&gohnson) بالتعاون مع Beth Israel Deaconess Medical Center عن إطلاقها المرحلتي الأولى والثانية مجتمعة (combined phase1/2) للقاح جديد في يوليو، ومخططة للمرحلة الثالثة في سيبتمر القادم، يعتمد على (Adenovirus26)، وتهدف الشركة إلى إنتاج بليون جرعة بحلول 2021.

 اعتمدت الحكومة الروسية في 11أغسطس الماضى لقاحها المقدم من قبل Gamaleya Research Institute-التابع لوزارة الصحة الروسية- في حين لم يصل إلى المرحلة الثالثة من التجارب، مما أثار الجدل حوله وأيضا تصريح WHO "في أنها لا تملك معلومات كافية عنه".

٣-اللقاح البروتيني(protien-based vaccine):

وفيه يستخدم بروتين، أو جزء من بروتين فيروس (covid-19)؛ لتحفيز في إنتاج أجسام مضادة.

دخل لقاح شركة(Anhui zhifie longcom)الصينية المرحلة الثانية(phase2)، وهو لقاح يعتمد على استخدام جزء من البروتين الموجود على سطح الفيروس محمل على بروتين (carrier protein) لتحفيز في إنتاج أجسام مضادة.

أُطلقت المرحلة الأولى والثانية مجتمعة(combined phase1/2) للقاح شركة(Novavax) والذي يعتمد على آلية اللقاح البروتينى، فقد أعطى نتائج مبشرة في الدراسات قبل السريرية؛ متوقعين بدء المرحلة الثالثة خلال أكتوبر القادم، وطرحه بالسوق في الربع الأول من 2021.

 لا يزال لقاح جامعة (Queensland)، ولقاح (Vaxin)الأسترالي، ولقاح (Medicago) بل التعاون مع (Gsk)، ولقاحات (Dynovax)؛ في المرحلة الأولى(Phase1) للتجارب السريرية.

 بينما لم تتخطى جامعة (Pittsuburgh) بلقاحها (Pitt co vacc)التجارب قبل السريرية. يعتمد لقاح(Pittco vacc)على استخدام ابر ضئيلة جدًا مصنوعة من السكر ومحملة ببروتين لڤيروس (covid-19)، حيث يذوب السكر عند وصول الإبر إلى جسم الإنسان تاركا البروتين الڤيروسي لتحفيز المناعة.

 كما لم تتخطى شركة (Sanofi)الفرنسية مراحل التجارب قبل السريرية –غير لقاح (mRNA).

حيث يعتمد لقاح(Sanofi)على إنتاج البروتين الڤيروسي داخل الخلايا الحشرات بواسطة تقنيات الهندسة الحيوية.

٤-لقاح باستخدام ڤيروس (covid-19) (Whole virus vaccine):

وفيه يستخدم العلماء صورة غير نشطة لڤيروس (covid-19) نفسه؛ لتحفيز مناعة الجسم بانتاج أجسام مضادة، والدفاع عنه عند الأصابة بڤيروس (covid-19) النشط مثل: -

 الشركتان الصينيتان(Sinopharm-Sinovac-) قامتا على حدى بتصنيع لقاحين من ڤيروس (covid-19) غير النشط أيضا، وقد أُطلقت المرحلة الثالثة(phase3) لهما في شهر أغسطس الجارى.

 لقاح الشركة الهندية(Bharat Biotech)- (Covaxin)وهو ڤيروس (covid-19) غير نشط، واطلقت المرحلة الأولى والثانية (combined phase 1/2)مجمعة في يوليو الماضي، وصرح المدير التنفيذى للشركة أن اللقاح سيكون جاهزًا بحلول 2021.

٥-اللقاح معاد التوظيف (Repurposed vaccine):

وفيه يتم استخدام لقاح مستخدم مسبقا للوقاية من أمراض أخرى، وأظهر فعالية في الوقاية من ڤيروس آخر.

حيث اُستخدم لقاح (The Bacillus Calmette-Guerin vaccine) في الوقاية من مرض السل. وقد دخل هذا اللقاح المرحلة الثالثة (phase3) في أستراليا؛ لإثبات فاعليته ضد ڤيروس (covid-19).

فأطلقت المرحلة الثانية والثالثة (compined phase2/3)مجتمعة لهذا اللقاح فى بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا , فى حين أعلنت جامعة أوكسفورد فى الثانى من سبتمر الجارى, البدء المرحلة الثالثة فى الولايات المتحدة بالتعاون مع هيئة التطوير الطبى الحيوى المتقدم (the Biomedical Advanced Development Authority (BARDA)) التابع لمعهد الصحة القومية NIH, بواقع 30 ألف متطوع تزيد أعمارهم عن 18 عام,


1

المصادر

ا

ليست هناك تعليقات