شغف العلم الذي لا ينتهي

حيوان الليمور الأسود فائق الجمال - ساينسوفيليا

حيوان الليمور الأسود فائق الجمال

حيوان الليمور الأسود فائق الجمال

بقلم: محمد عبد المحسن يحيى
مراجعة علمية / لميس موسى دياب

في رابع كبرى جزر العالم حيث جزيرة مدغشقر، وبالقرب من نهر(موهافي- Mahavavy) في الشمال، ونهر (أندرانومالازا - Andranomalaza) في الجنوب، وبحجم متوسط تجده متنقلا عبر الأشجار إما بالمشي أو الركض على الأطراف الأربع أو القفز بين فروع الأشجار، إنه الليمور الأسود، فما هي حكايته؟ تعال معي نتعرف عليه.

من هو الليمور الأسود؟

الليمور الأسود وتحديدا الاسم العلمي له (Eulemur macaco macaco) من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تعيش في مدغشقر، حيث الغابات الرطبة دائمة الخضرة والجافة متساقطة الأوراق والغابات النهرية، فهو قابل للتكيف تماما، تجده متوسط الحجم، عند رؤيتك للأطفال منهم فإنك ترى طفلا صغيرا بلون أسود متشبثا بمعطف أمه الرمادي/البني، وعند رؤيتك لوجه أمه تجده في العادة رماديا، وهكذا هو حال إناث الليمور، حيث وبعد بلوغ الليمور ستة أسابيع تجد الذكور قد احتفظوا بلونهم الأسود، أما الإناث فقد تغير اللون تماما كما علمنا… وهنا رأينا أين يعيش وكيف تميز بين الذكر والأنثى، ولكن كيف يعيش حياته اليومية بالفعل؟ … هذا ما سنعرفه فيما يأتي فتعال معي نتابع الأسرار وراء هذا الحيوان.

كيف يعيش الليمور الأسود؟

في مجموعة مكونة من 5-12 فردا، وفي منازل تتراوح مساحاتها من 0.1 ميل إلى 0.2 ميل مربع (3.5 - 7)هكتار، وبأعداد متساوية من الذكور والإناث البالغين جنبا إلى جنب؛ تجد الليمور الأسود يعيش، ففي موسم التزاوج ينتقل الذكور للمجموعات الأخرى، والإناث تخرج من مجموعتها عند تجاوز المجموعة الحد الأقصى لتنتقل لمجموعة أخرى، فالعدد السائد يكون للإناث، والروابط الأسرية تكون قوية للغاية، ولكن يتردد في أذهاننا سؤال الآن من أين تأتي مواردهم الغذائية؟ . حسنا لنتعرف على هذه النقطة.

غذاء الليمور الأسود (السلوك وأسلوب الحياة)

الليمور الأسود هو من الرئيسيات الشجرية (أي أنه متكيف جنسيا للعيش بشكل حصري في الأشجار)، وذلك يكون في المقام الأول، فمن السادسة إلى الثامنة صباحا ومن الرابعة إلى السادسة مساء حيث تحدث أعلى معدلات النشاط ل الليمور، فيسافر باستخدام الحركة الرباعية والقفز وعند النزول للأرض عادة من أجل الطعام؛ حيث الفاكهة بشكل رئيسي فهي تمثل 73%من نظامهم الغذائي؛ والذي يشمل أطعمة أخرى مثل الزهور والرحيق والأوراق واللحاء والمكسرات، وذلك خلال موسم الجفاف.

 ففي هذا الموسم يتم تقليل المسافة والسرعة في السفر حيث تكون المواد أكثر ندرة، أما في موسم المطر، يستهلك الليمور لحد كبير كلا من القهوة والبابايا والنخيل والكاجو والخوخ، فمعظم نظامهم الغذائي هو البابايا والمانجو وثمار النخيل والزهور، ولكن كيف يتواصل الليمور مع غيره من أبناء جنسه؟
للإجابة على هذا السؤال فإننا سوف نجيب إجمالا بكلمتين هما الحواس والروائح، أما تفصيلا فتعال معي لنعرف.

الحواس والروائح(تواصل الليمور الأسود)

إن الليمور الأسود يعتمد بشكل كبير على حاستي الشم والسمع للتواصل، فمثل معظم أنواع الليمور يتواصل الليمور الأسود باستخدام (علامات الرائحة)، حيث يطلقون إفرازات قوية من الغدد الشرجية التي تستخدم لتمييز الرائحة المحيطة بهم والتي تحدد الأراضي الخاصة بهم، وأيضا لديهم ما يشبه (بطاقة الاتصال) حيث الغدد العطرية على أيديهم وعلى قمم رؤوسهم، فتمييز الرائحة يلعب دورا كبيرا في طقوس الزواج لديهم، فللذكر علامة على رائحة العطر.

أما الأصوات فهي تستخدم أصواتا مثل الشخير والنخير والصرير والصراخ، حيث يتم إصدار مكالمة تماسك لتتبع أعضاء المجموعة الآخرين، التماسك معناه هنا هو دعوه لاتحاد أعضاء المجموعة معا في مجموعة واحدة، بينما يتم استخدام الشخير عندما يقوم فرد بتعريف فرد آخر، أما النخير أو الخرخرة فهو صوت يتم إصدارة من قبل الرضع وذلك في الغالب للتعبير عن الرضا في أثناء العناية، وأيضا يتم استخدام الفاظ مثل الصياح وذلك بمثابة دعوة التنبيه، للتحذير من الحيوانات المفترسة، ومع كل هذه المميزات الرائعة فإن الليمور الأسود مهدد بالانقراض.

الليمور في خطر

إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الليمور الأسود هي فقدان الموائل، حيث وإن موطنها الرئيسي هو مدغشقر، فقد فقدت مدغشقر ما يصل إلى 85%من غاباتها بسبب التنمية الزراعية وقطع الأشجار.

والمشكلة الأخرى هي الصيد غير المشروع فمن المفترض أن يكون الليمور في حماية، ففي حديقة (سانت لويس) في مدغشقر، يقومون بالجهود المبذولة وذلك لإنقاذ الليمور الأسود وغيرها من المهددين بالانقراض في مدغشقر وتأمل هذه الحديقة في الحفاظ على هذه الحيوانات الفريدة قبل فوات الأوان.

المصادر:


ليست هناك تعليقات