شغف العلم الذي لا ينتهي

العالمة سميرة موسى الأم المصرية للطاقة النووية

د. سميرة موسى، الملقبة بالأم المصرية للطاقة النووية

د. سميرة موسى، الملقبة بالأم المصرية للطاقة النووية

بقلم/ أحمد علاء عفيفي

مراجعة وتدقيق : د هبة هاشم - أستاذ الكيمياء العضوية - جامعة عين شمس

د. سميرة موسى 
”سأجعل العلاج النووي متاحاََ ورخيصاََ مثل الأسبرين“
الاســـــــــــم/ سميرة موسى
الــعــمـــــــر/ 35 عام
تاريخ الميلاد/ 3 / 3 / 1917م بقرية سنبو الكبرى - مركز زفتى بمحافظة الغربية، شمال مصر
الــوفــــــــــاة/ 5 / 8 / 1952م بساحل المحيط الهادئ - سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.
الــمــهــنـــــة/ عالمة فيزياء نووية.
الألــقـــــــــاب/ ميس كوري الشرق – أم الطاقة الذرية

من هي الدكتورة سميرة موسى؟
هي أول امرأة فيزيائية نووية في مصر حصلت على الدكتوراه في الإشعاع الذري، كانت تأمل أن يُحقق عملها يوماََ ما علاجاََ طبياََ ميسور التكلفة والاستخدام السلمي للطاقة الذرية، ويرجع ذلك إلى موت أمها بمرض السرطان ولم يكن هناك علاج للسرطان في ذلك الوقت، وقد نظمت مؤتمر السلام للطاقة الذرية ودُعيت لتنظيم مؤتمر دولي تحت شعار "الذرة والسلام"، وكانت أول امرأة تعمل في جامعة القاهرة.

في بداية القرن ال20 الميلادي يوم الأحد الثالث من مارس عام 1917م في قرية سنبو الكبرى بمركز زفتى بمحافظة الغربية ولدت سميرة موسى لأسرة بسيطة، تتكون عائلتها من والدها وأمها و6 شقيقات وأخوين، وكان والدها رجل ميسور الحال ومحبوب من أهل بلدته.
انتقل والدها إلى القاهرة فالتحقت بمدرسة قصر الشوك الابتدائية ثم انتقلت الى مدرسة الأشراف الثانوية تحت إدارة نبوية موسى.
وقد برعت موسى في التعليم من الصغر وقد انبهر بها معلميها وظهر تميُزِها وذكائها في التعليم مما جعل والدها يهتم بتعليمها اهتماماََ شديداََ في الوقت الذي كان الكثير من الناس لا يعترفون بتعليم الإناث، وقد تفوقت موسى في التعليم و تخرجت من مرحلة الثانوية والتحقت بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وكان عميد الكلية في ذلك الوقت العالم الدكتور علي مصطفى مشرفة عالم الفيزياء الشهير، وقد لاحظ عبقرية موسى وذكائها وشغفها في طلب العلم، غير أن موسى قد تأثرت كثيراً بالدكتور مشرفة.

في عام 1939، حصلت على درجة البكالوريوس في الطب الإشعاعي مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى، وركز بحثها على تأثيرات الأشعة السينية على المواد المختلفة. 
سافرت سميرة موسى إلى لندن وحصلت على درجة الماجستير في التواصل الحراري للغازات، ثم ذهبت إلى بريطانيا في بعثة علمية لدراسة الإشعاع النووي وحصلت على درجة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، وقد استطاعت أن تنتهي من الرسالة في سنتين فقط.
وقد اهتمت بدراسة استخدام العلوم النووية في الوسائل السلمية من خلال البحث عن كيفية استخدام الإشعاع لتحديد الخلايا السرطانية، وقالت إنها سوف تصبح شخصية هامة في مجال الفيزياء الطبية، وقد عززت نفسها كأول امرأة تحقق درجة الدكتوراه في الإشعاع الذري.
المساهمات الطبية:
في إنجلترا، عملت على جعل التطبيقات الطبية للتكنولوجيا النووية مثل الأشعة السينية أرخص، والفضل في تكنولوجيا الأشعة السينية يرجع للفيزيائي الألماني فيلهلم رونتجن، الذي درس هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي بالذات، واعتمد الأطباء بسرعة لتحديد الأطراف المكسورة والأمراض الأخرى، لكن التكنولوجيا كانت لا تزال بدائية وتكبدت العديد من التكاليف، وقد أوقفت الحرب بعض التقدم في تطوير التكنولوجيا، وبحلول نهاية الحرب، شملت بعض المشاكل التي لا تزال بحاجة إلى حل في الوقت الحالي، منها: الحاجة إلى أوقات تعرض أقصر، وإجراءات أسهل للتنظير، وتحسين مرونة أشعة الأشعة السينية، وتقليل تعرض المريض، وزيادة الحركة، وكان لدى موسى هدفاََ رئيسياََ وهو"سأجعل العلاج النووي متاحاً ورخيصاً مثل الأسبرين"
الذرة من أجل السلام:
اكتشفت معادلة للوصول إلى الطاقة النووية للمعادن الأخرى، مثل النحاس، وقد مهدت هذه التكنولوجيا الطريق لصنع قنابل نووية أرخص، وبسبب هذا العمل، دُعيت إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي على زمالة فولبرايت وعملت مع الفريق النووي هناك وأصبحت أول فرد أجنبي يعمل في مجال التكنولوجيا النووية الأمريكية.
ومع ذلك، لعبت أيضاََ دوراََ مهماََ في إنشاء طاقة نووية آمنة. 
وقد ساعدت سميرة موسى في تنظيم مؤتمر "الطاقة الذرية من أجل السلام" في إنجلترا، وسعت هذه الحركة إلى تقديم العناصر الإيجابية من العلم، على سبيل المثال، تطوعت مع المستشفيات لتطوير علاجات السرطان، بالإضافة إلى ذلك، دعا المؤتمر الحكومات إلى إنشاء مجالس استشارية لتنظيم السلام و الحماية من المخاطر الصناعية .
مــــوتــهــــــــا:
قد عرض عليها في الواقع المواطنة الأمريكية والبطاقة الخضراء، حتى تتمكن من البقاء ومواصلة عملها ولكنها رفضت قائلة " إن بلدي ينتظرني".
قبل مغادرتها دُعيت لزيارة بعض المختبرات النووية في كاليفورنيا وقد انزعج الكثيرون من هذه اللفتة بسبب مزيج من العنصرية وكراهية الأجانب وكراهية النساء، لأنها ستكون أول مواطنة غير أمريكية يمكنها الوصول إلى هذه المرافق.
في 5 أغسطس 1952م، جاءت السيارة لإلتقاط سميرة موسى وفتح السائق الباب لها وجلست في المقعد الخلفي عندما غادروا المدينة وتوجهوا على طول ساحل كاليفورنيا إلى دعوتها المسائية في بيركلي - كاليفورنيا، وقد جاءت إلى جامعة كاليفورنيا للدراسة مع بعض "الشخصيات البارزة" كما دعاهم أوبنهايمر في بيركلي للتعرف على أحدث أبحاثهم الذرية. 
أكملت بحثها وكانت تستعد للعودة إلى مصر لكنها تلقت دعوة لتناول العشاء، لذا فقد وافقت واستعدت للرحلة.
أثناء القيادة على طول المنحدرات المنحنية على ساحل المحيط الهادئ، انحرفت السيارة فجأة وانخفضت على ارتفاع 40 قدماََ فوق الحافة مما أسفر عن مقتلها على الفور، أما السائق قفز من قبل السقوط ولم يتم العثور عليه.
ويعتقد أنه كان اغتيالاً وقد استهدفها الموساد لمنع مصر من اكتساب المعرفة بالتكنولوجيا النووية حيث كان هناك الكثير من الصراع العربي الإسرائيلي في ذلك الوقت وكانت الدكتورة موسى هدفاً رئيسياً بسبب كونها عالمة بارزة وشخصية سياسية بارزة.
كان مقتل سميرة محاط بالغموض، حيث أنه لم يتم العثور على السائق في الحادث عندما وصلت الشرطة، فلا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين ماذا حدث.
كل ما نعرفه هو أن حياة الفيزيائية الشابة اللامعة أنتهت في تلك الأمسية المشؤومة.
المصادر: 

ليست هناك تعليقات