شغف العلم الذي لا ينتهي

روزاليند فرانكلين الأم الشرعية للحمض النووي - سينسوفيليا

روزاليند فرانكلين
(الكيميائية التي ساعدت على اكتشاف اللولب المزدوج للحمض النووي)
 

روزاليند فرانكلين - سينسوفيليا


بقلم/ سالي عبدالناصر نور الدين
مراجعة علمية/ محمد ياسر الصدفي

تشتهر روزاليند فرانكلين بتقديمها مساهمة كبيرة في اكتشاف اللولب المزدوج للحمض النووي.في السنوات الأخيرة أصبحت قصتها مشهورة كإمرأة تم تجاهل عملها العلمي خلال حياتها.
وفقًا لكتب التاريخ - أو حتى البحث السريع على Google - يرجع الفضل في اكتشاف بنية الحمض النووي لعام 1953 إلى جيمس واتسون و فرانسيس كريك حيث حصلا الإثنان جانب زميل فرانكلين السابق موريس ويلكينز على جائزة نوبل لاكتشافهما في عام 1962، وقد اعترف كريك في رسالة له بأن: "البيانات التي ساعدتنا حقًا في الحصول على الهيكل تم الحصول عليها بشكل أساسي من قبل روزاليند فرانكلين".

إذن كيف اقتربت فرانكلين من المجد العلمي لتُكتب في التاريخ؟
ولدت فرانكلين في لندن عام 1920، وتلقت تعليمها في المدارس الخاصة وفي جامعة كامبريدج، أظهرت فرانكلين شغفًا مبكرًا بالعلوم، وبعد التخرج عملت كباحثة كيميائية في الجمعية البريطانية لبحوث استخدام الفحم مع عمل عظيم في هيكل الفحم، حصلت على درجة الدكتوراه من كامبريدج في عام 1945، و بعد الحرب وجدت وظيفة في باريس حيث أصبحت بارعة في تحليل الكربون باستخدام التصوير البلوري بالأشعة السينية.
كان هذا التخصص هو الذي قادها إلى العمل مع فريق في كلية كنغ في لندن، والذي يقوم على دراسة الحمض النووي.
 لم تتفق فرانكلين بكل المقاييس مع زميلها الجديد موريس ويلكنز، على الرغم من أن الاثنين كانا لا يزالان يحرزان تقدمًا. 
في مايو 1952، التقطت فرانكلين الصورة التي ستصبح مشهورة في اعتقادها - الصورة 51 (ترتيب الصورة في بحثها) - التي تلتقط نمط حيود الأشعة السينية للحمض النووي.
وقد وصلت هذه الصورة إلى جانب بيانات أخرى من أبحاث فرانكلين إلى واتسون و كريك اللذان كانا يدرسان أيضًا الحمض النووي حينها وقد أعطتهم هذه البيانات البصيرة التي يحتاجونها لتحديد هيكل اللولب المزدوج الحقيقي للحمض النووي، و سرعان ما نشروا مقالََا في Nature يعلن عن اكتشافهما، ليُنسب فيها الفضل إلى فرانكلين وويلكنز في الصحيفة، على الرغم من أن واتسون وَصف بمرح في وقت لاحق اكتسابه للبيانات بـ "السطو"، واقترح على ويلكنز الساخط أنه "يجب أن تفرح وتستقبل الأمر مننا كأننا ركلناك فذلك كان بين الأصدقاء ".
في هذا الوقت غادرت فرانكلين كنغ لمختبر علم البلورات في كلية بيركبيك حيث درست هيكل فيروس فسيفساء التبغ وقد حققت نجاحًا كبيرًا في هذا العمل وطُلب منها إنشاء نماذج فيروسية لعرضها في معرض العلوم العادلة في بروكسل عام 1958.
توفيت فرانكلين بسرطان المبيض في سن 38 فقط و ذلك قبل عدة سنوات من منح جائزة نوبل لواتسون وكريك و ويلكنز.
مكتوب على بلاط قبرها : "كان عملها على الفيروسات ذا فائدة دائمة للبشرية". 
الآن إرثها يتجاوز ذلك بكثير، بعد خمسين سنة من وفاتها أشارت أخت فرانكلين إلى الطريقة المذهلة التي نمت بها سمعت فرانكلين على مر السنين، تعزو ذلك إلى صعود الحركة النسائية، وكذلك الاستجابة القوية لتصوير واتسون النقدي لفرانكلين في مذكراته The Double Helix.
قد تكون روزاليند فرانكلين قد فوتت جائزة نوبل و لكن كما علقت أختها فإنها يتم تذكرها اليوم بطرق عديدة حيث يُمنح اسمها الجوائز ومعاهد العلوم وحتى جامعة بأكملها في شيكاغو. 
وفي عام 2020 سوف يمتد إرثها إلى الفضاء، حيث تنطلق المركبة الآلية المخطط تسميتها بروزاليند فرانكلين لاستكشاف المريخ.

المصدر:

لمزيد من الفهم يمكنك مشاهدة شرح أحد أعضاء مبادرة ساينسوفيليا على الرابط أدناه للباحث في العلوم الطبية : محمد ياسر الصدفي

هناك تعليق واحد: