شغف العلم الذي لا ينتهي

ما بين نسب الارتفاع والانخفاض الأكسجين ضرورة وحاجة مُلحَّة للحياة

ما بين نسب الارتفاع والانخفاض ... الأكسجين ضرورة وحاجة مُلحَّة للحياة


ما بين نسب الارتفاع والانخفاض ... الأكسجين ضرورة وحاجة مُلحَّة للحياة


بقلم : محمد عبد المحسن يحيى

مراجع: لميس موسى دياب


الأكسجين هو حاجة الإنسان الأولى لكي يحيا، فعن طريق الرئتين يعبر الأكسجين إلى أجسامنا، وفي داخل أجسامنا تستغل جميع الخلايا الأكسجين لكي تتنفس وتزدهر، فعندما ينتقل إلى هذه الخلايا عبر الجهاز التنفسي وتحمله خلايا كرات الدم الحمراء فإن كل خلية تستخدم الأكسجين على الفور. 
يظن البعض منا أن نسبة الأكسجين في الهواء الجوي قد تكون كبيرة، بل على العكس تمامَا، فإن الحد الأدنى من نسبة الأكسجين في الهواء الجوي لا تتعدى 20.9 في المائة فقط وهي نسبة بالفعل صغيرة.


فما هي كمية الأكسجين المناسبة والتي يحتاجها الإنسان كي يتنفس؟!

إن الحد الأدنى لتركيز الأكسجين في الهواء الجوي والمطلوب لعملية تنفس الإنسان هو 19.5 في المائة.

في معظم الأحيان يحتوي الهواء الجوي على كمية مناسبة من الأكسجين واللازمة لتنفس الإنسان، ولكن في بعض الأحيان الأخرى قد تنخفض هذه النسبة؛ وذلك بسبب تفاعل الغازات الأخرى السامة معه.


وبما أننا تحدثنا عن الغازات الأخرى فمن المهم أن نتعرف عليها وذلك بمعرفة مكونات الهواء.

فما هي مكونات الهواء العادي من الغازات؟

إن في كل مرة نأخذ نفساََ عميقاََ فنحن نستنشق كمية مناسبة من الأكسجين، ولكن ليس الأكسجين هو الغاز الوحيد في الهواء.

فإن الهواء الجوي يحتوي على العديد من الغازات بمختلف نسبها مثل:
 - 78% من غاز النيتروجين
 - 20.9% -فقط- من غاز الأكسجين
 - والباقي يحتوي بشكل أساسي على غاز الأرجون
 - بالإضافة لوجود كميات ضئيلة من غاز (ثاني أكسيد الكربون والنيون و الهيليوم).

ومع وجود هذه الغازات الضارة بالإنسان؛ وجب علينا أن نتعرف على المستويات الآمنة من غاز الأكسجين.


ما هي المستويات الآمنة من غاز الأكسجين؟

لكي يحافظ البشر والحيوانات على الوظائف الحيوية العديدة في أجسامهم؛ لا بد من وجود مستويات آمنه من الأكسجين، وقد حددت إدارة السلامة والصحة المهنية والذي يرمز لها بالاختصار (OSHA) المستويات الآمنة من غاز الأكسجين في الهواء الجوي والمفيد للبشر وهو ما بين 19.5 و 23.5 بالمائة.

ولكن دعنا نتسائل: إذا انخفضت أو ارتفعت نسب الأكسجين عن هذه النسبة التي حددتها إدارة السلامة والصحة المهنية، إذن ماذا سوف يحدث للبشر في هذه الحالة؟!


أولَا: نقص الأكسجين والآثار الجانبية الخطيرة التي قد يُسببها

بما أن إدارة السلامة والصحة المهنية قد حددت النطاق الأمثل للأكسجين في الهواء، فإذا انخفضت نسبة الأكسجين عن النسبة الآمنة والتي تم تحديدها فإنه من الممكن حدوث آثار جانبية خطيرة جدَا كما في الحالات الثلاثة التالية.

1. إذا انخفضت من 19.5 إلى 16 بالمائة، وبدأ الفرد بالانخراط في نشاط بدني فسيحدث الآتي من الأعراض:-
- فشل الخلايا في تلقي الأكسجين اللازم لعملها بشكل صحيح
-يحدث ضعف في أداء الوظائف العقلية

2.إذا انخفضت التركيزات بشكل أكبر، ما بين 14 إلى 10 بالمائة يحدث الآتي:
-تقطع في التنفس بشكل أكبر
-يصبح الجسم منهكا مع أي قدر ولو بسيط من النشاط البدني

3.وعندما تنخفض النسبة إلى 6 بالمائة أو أقل، لن يستطيع الشخص أن يعيش، سيموت في الحال.

فـهذا كله ما قد يسببه نقص الأكسجين، ولكن هل الزيادة منه لها آثار جانبية أيضا؟.


ثانياََ: زيادة الأكسجين والآثار الجانبية الخطيرة التي قد يُسببها

إن زيادة نسبة الأكسجين ليست ضارة بالحياة مثل نقصه، ولكن مع تركيزات عالية من الأكسجين في الهواء الجوي قد يحدث بشكل عام تغيرات في مستويات الحرائق والانفجارات.

يمكن أن يعاني البشر من آثار جانبية ضارة، حيث أنه بزيادة نسبة الأكسجين، يحدث تحفيز لتكوين الجذور الحرة المؤكسدة، هذه الجذور تقوم بمهاجمة أنسجة وخلايا جسم الإنسان وهذا يسبب ما يسمى "ارتعاش العضلات"، فالتعرض القصير لبعضِِ من هذه النسب الزائدة من المُرجح أن تنعكس تأثيراتها السلبية على الانسان، أما عند التعرض الطويل لهذه النسب يمكن أن يسبب حتمََا الوفاة.


مرض دوار المرتفعات وعلاقة الأكسجين بهذا الأمر

الأكسجين والمرض:-
عند مستوى سطح البحر تكون نسبة الأكسجين في الهواء الجوي عادية ومعروفة، ولكن عندما يتسلق الإنسان المرتفعات، يبدأ الضغط الجوي بالانخفاض، فكل نفس يمكن أن يتنفسه الإنسان وهو في المرتفعات يحتوي على نسبة أقل من الأكسجين الموجود في الهواء عندما يتنفس الإنسان نفس الهواء وهو على ارتفاع أقل.
وهذا قد يتسبب بمرض "دوار المرتفعات"، حيث أن معظم الأشخاص المصابين بدوار المرتفعات يعانون من الصداع والغثيان والتعب والإرهاق، وبدون الالتزام بالعلاج المناسب قد يصبح الأمر أكثر خطورة.

لذا فإذا كنت ممن يعانون من دوار المرتفعات فبادر بالإسراع لحل هذه المشكلة قبل أن تتفاقم وقبل فوات الأوان.


ليست هناك تعليقات