شغف العلم الذي لا ينتهي

الوان الطعام الصناعية وأضرارها - ساينسوفيليا

الوان الطعام الصناعية وأضرارها

الوان الطعام الصناعية وأضرارها

بقلم: محمد الحوفي

مراجعة: دكتور/ محمد أمين البهنساوى

اللون هو السمة الأولى المميزة للطعام وله تأثير فورى على البصر وعلى عقول المستهلكين ويرتبط اللون الجذاب بالجودة واللون الغير الجذاب يبدو تالفا ومن المرجح أن يكون مرفوض، الوان الطعام هي المواد التي تتم إضافتها لتعزيز المظهر الجمالى الأطعمة مما يجعلها أكثر جاذبية وتزيد من قيمة الشهية للمنتجات الغذائية للمستهلكين وخاصة الأطفال ولتعويض فقدان اللون بعد التعرض للضوء والهواء والرطوبة والتغيرات في درجة الحرارة ولاستبدال اللون الطبيعى المفقود في أثناء المعالجة ولإخفاء عيوب الجودة وضمان تناسق الوان المنتج ولتلبية الالوان المطلوبه من المنتج. 

يتم إضافة الوان الطعام في العديد من الأطعمة بما في ذلك الأطعمة الخفيفة والجبن والحلويات والمشروبات…. إلخ، ويمكن التعرف على الوان الطعام الصناعية بسهولة في المنتجات وذلك لأنها تترك أثرا على الفم وأيضا على اليدين. قد يؤدى الاستخدام المفرط للالوان الصناعية الغذائية المسموح بها إلى مخاطر خطيرة. 
إضافات الالون قد استخدمت منذ فترة طويلة لتعزيز القيمة الجمالية للأغذية وتشير الأدلة الأثرية إلى استخدام إضافات الألوان في مستحضرات التجميل إلى 5000 قبل الميلاد.
عندما تم اكتشاف الأصباغ الاصطناعية كان البنفسجى أول من اكتشفه الكيميائي الانجليزي وليام بيركين عام 1856 وتم استخدامها في البداية في المنسوجات ولكن بحلول عام 1900 تم استخدام ثمانين صبغة كيميائية في الغذاء في الولايات المتحدة الأمريكية. 
المواد الكيميائية الملونه هي المواد النشطة كيميائيا وبالتالى عناية أكبر من الإضافات الخفيفة مثل المستحلبات، كما نود أن نذكر أن الاتجاة الرئيسى في ملونات الغذاء هو استخدام الوان الأنثوسيانين anthocyanins. 

هناك ثلاث فئات رئيسية من الالوان في الأطعمة:
1. ملوانات الطبيعية هذه الملونات التي تكون ذات أصل طبيعى ومشتقة من الخضروات أو من مصادر حيوانية مثل الكلوروفيل الأخضر، الكاروتينات والفلافونيدات، وبيتا كاروتين بالإضافة إلى كونها صبغة برتقالية طبيعية يتم تحويله في الجسم إلى فيتامين أ ويعتقد أن لها تأثير مفيد في الحد من مخاطر بعض أمراض السرطان وربما أمراض القلب… إلخ. 
تسمى الملونات الطبيعية أيضا "Bio colours" بسبب أصلها البيولوجي ولقد تم استخدامها لتلوين الأطعمة والأدواية ومستحضرات التجميل لآلاف السنين وهذه الالوان مسموح بها في أي طعام بأي نسبة. 
2. ملونات الطعام الاصطناعية هذه الملونات التي لا توجد في الطبيعة ويتم إنتاجها بشكل مصطنع بواسطة الطرق الكيميائية بسبب ارتفاع التكلفة وعدم توافر الالوان الطبيعية وصعوبة دمجها في تجهيز الأغذية تكنولوجيًا أدى ذلك إلى ملئ الأسواق الوان الطعام الاصطناعية بسبب توافرها وتكلفتها المنخفضة.

تنقسم ملونات الطعام الاصطناعية إلى:
1. الوان الطعام المسموح بها هي الالوان التي توجد بالحد المسموح به المحدد للبند المعين لجميع الأصباغ ومعظمها ينتمى إلى فئة azodyes. 
الحد الأقصى للالوان المسموح إضافتها في الطعام يجب أن تترواح بين 0.2 و0.1 جم/كجم من الطعام. 
2. الوان الطعام الغير مسموح بها هي الوان صناعية استبدالها التجار بالوان الطعام المسموح بها لسهولة توفيرها على الرغم من توافر الالوان الصناعيه المسموح بها في السوق ولكنها أكثر تكلفة. 
تم تصنيف الوان الطعام الغير مسموح بها إلى فئتين من قبل لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالإضافات الغذائية ودل ذلك على أن بيانات السمية المتوفرة غير كافى لتقيم السلامة ولكن يشير إلى إمكانية حدوث الآثار الضارة منه والتى من أجلها لا تتوفر معلومات عن السمية لمدة طويلة عمليًا. لذلك كان السبب الرئيسي لعدم إدراج هذه الأصباغ في القائمة المحددة للالوان الغذائية. 

وفقًا لمنظمات الغذاء في كثير من البلدان لا يسمح باستخدام الوان الطعام الصناعية التالية:
1. الاصباغ المعدانية (metallic dyes) هي التي تحتوى على أي مركبات معدنية مثل الأنتيمون والزرنيخ والكادميوم والكروم والنحاس والزئبق والرصاص والزنك. 
2. أصباغ الأزو(Azo dyes) هي الالوان الصناعية التي تحتوى على مجموعة(_Azo (_N=N مثل Auramine وorange G وغيرها. 
لتقيم الاستخدام الآمن من الوان الطعام طبقا للجنة خبراء الإضافات الغذائية المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية (JECFA) وقد حددت كمية يومية مقبولة لكل لون طعام (ADI) وقدعر ADI بأنه كيمية المادة التي يمكن استهلاكها كل يوم طول عمر الفرد دون أي آثار صحية ضارة. 

أضرار الوان الطعام الغذائية:
كشفت العديد من الدرسات أن الوان الطعام المصدر الرئيسى لتسمم الغذائى. كما أيضا تسبب ضررًا لكبد والكلى والقلب والجلد والعينين والرئتين والعظام أو شعور الفرد بالدوار أو الغضب أو يعانى من الغثيان أو الإسهال. وهي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفس وتعمل على تحطيم كرات الدم الحمراء في الجسم وفقدان التركيز وتقليل نسبة ca بجسم وعظام الأطفال. كما أكدت الكثير من الأبحاث أن المواد الملونة من المواد التي لا يتم إمتصاصها في أثناء عملية الهضم وأيضا تأثر سلبًا على امتصاص البروتينات في الجسم والعديد من انواع الغذاء التي يحتاج إليها الجسم.

ونستنتج من ذلك أن 
الوان الطعام الغذائية المعتمدة ليست خطرة على الصحة طالما يقتصر استخدامها على المواد الغذائية المعتمدة وكذلك الكميات المسموح بها في قوانين الغذاء.
يمكن أن يكون أحد الحلول لكل الالوان الصناعية هو استخدام الالوان الطبيعية لأنها تعتبر آمنه ونقية بطبيعتها. 
يجب أن نتذكر أن بعض الالوان الطبيعية هي مستخلصات خام من الأصباغ النباتية ومن ثم الأطعمة النباتية لذلك يجب أن تخضع الالوان لبعض أنواع اختبارات السمية للتأكيد سلامتهم لنا. 

المصادر:

ليست هناك تعليقات