هل الأكل ليلا يؤدي الى إكتساب الوزن حقاً

یساور الكثير من الناس القلق بشأن اكتساب الوزن عند تناول الطعام في وقت متأخر من الليل ويقترح العديدون عدم تناول الطعام بعد الساعة 8 مساء ،لكن النصيحة بشأن تناول الطعام ليلا مضللة وليست على إطلاقها

فهل زيادة الوزن مرتبطة بتناول الطعام بوقت متأخر ؟ أم بمقدار الكمية المتناولة من الطعام؟ أم باختلاف إستخدام الجسم للسعرات الحرارية طيلة اليوم؟

بقلم : الحسن محمد أحمد المهدي

مراجعة : محمد ياسر الصدفي

فسيولوجيا فإن لجسم الإنسان ساعة بيولوجية وهي دورة على مدار 24 ساعة تخبر جسمك بوقت النوم وتناول الطعام والاستسقاظ لذلك يفترض بعض الباحثين أن تناول الطعام في وقت متأخر من اليوم يتنافى مع إيقاعك اليومي وتدعم الكثير من الدراسات هذه النظرية حيث وجد أن الفئران التي تأكل على عكس إيقاعها اليومي تكتسب وزنا أكبر بكثير من الفئران التي تأكل فقط خلال ساعات الإستيقاظ حتى لو تناولت نفس الكمية من الطعام رغم ذلك لا تدعم جميع الدراسات في البشر هذه الفكرة حيث تشير بعض الدراسات على البشر إلى أن العبرة ليست بالوقت الذي تتناول فيه الطعام وإنما بمقدار ما تأكله وفي هذا السياق نظر الباحثون في العلاقة بين توقيت الوجبة وإجمالي السعرات الحرارية من 59 شخصا حيث وجدوا أن الأفراد الذين تناولوا طعاما أقرب إلى وقت نومهم إستعملوا سعرات حرارية أكثر من أولئك الذين تناولوا وجبتهم الأخيرة في وقت متقدم وكذلك وجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام بين الساعة 11 مساء و 5 صباحا استهلكوا ما يقارب 500 سعر حراري في اليوم أكثر من اولئك الذين قصروا تناولهم لساعات النهار بينما اكتسب متوسطي الأكل الليلي (10 مساء) أرطالا إضافية (4，5 کلغ) وبالتالي قد يؤدي تناول الطعام ليلا إلى زيادة الوزن إذا تناولت فائضا من السعرات الحرارية فقط إلا أن الأطعمة غير الصحية وذات قيمة غذائية قليلة وكثيفة السعرات الحرارية في الليل قد تكون سببا مباشرا لزيادة الوزن إضافة إلى ما سبق فإن العديد من الدراسات يشير إلى أن العمال الليليين يميلون إلى تناول وجبات خفيفة من أجل الراحة حيث يكون هناك نقص في الخيارات الصحية المتاحة في مكان العمل ليلا، ويؤدي الأكل العاطفي-أي الأكل بسبب الإجهاد أو القلق أو الملل أو الحزن- وفي أوقات التعب إلى اختيار أطعمة سيئة ذات سعرات حرارية عالية وقد يكون ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الشهية.
إنطلاقا من كل هذا عندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن فإن القيمة الغذائية أكثر أهمية من كمية الطعام نفسه لذلك فإن إجمالي السعرات الحرارية التي تتناولها هو ما يؤثر على وزنك في نهاية المطاف، وتظهر الدراسات أنه قد تكون هناك طرق لتنظيم شهيتك من خلال توقيت الوجبة وتكرارها. على سبيل المثال ، تشير العديد من الدراسات إلى أن تناول وجبة إفطار ذات سعرات حرارية أعلى قد يبقيك ممتلئًا لفترة أطول وربما يمنع الإفراط في تناول الطعام في الليل.
في إحدى الدراسات ، كان لدى الأشخاص الذين يتناولون إفطارًا يحتوي على 600 سعر حراري شهية أقل وشهية أقل بكثير خلال اليوم من أولئك الذين يتناولون 300 سعر حراري على الإفطار. وتم تخفيض الرغبة الشديدة في تناول الحلويات بشكل خاص.
ضع في اعتبارك أن الإفطار قد لا يكون ضروريًا إذا تناولت الطعام في وقت متأخر من الليل - على الأقل ليس في الوقت التقليدي. اتبع إشارات الجوع وقد تجد نفسك تأكل وجبتك الأولى في وقت متأخر عن المعتاد قد ترغب أيضًا في التفكير في تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر. تشير بعض الدراسات ، ولكن ليس كلها ، إلى أن هذا قد يساعدك على التحكم في شهيتك ويقلل من الشعور بالجوع طوال اليوم لذلك ، قد يكون تغيير توقيت وجبتك الغذائية استراتيجية لتقليل السعرات الحرارية الإجمالية عن طريق إدارة الجوع.
وفي الأخير نجد أن زيادة الوزن يمكن تفاديها عن طريق إستعمال أغذية ذات قيمة غذائية كبيرة وسعرات حرارية غير كثيفة مع مراعاة حاجة الجسم لذلك.