جولة تاريخية سريعة حول علم الأوبئة

ما هو الوباء وكيف بدأت الأمراض المعدية ؟

بقلم : هالة عاطف
مراجعة لغوية وعلمية : محمد ياسر الصدفي

سنتعرف ف هذا المقال على نشأة الأوبئة وتطورها وتاريخها الطويل مع البشر على مر الأزمنة وبداية سنتحدث عن علم الاوبئة :
وهو أول شخص معروف بفحص العلاقات بين حدوث المرض والتأثيرات البيئية ، حيث كان يعتقد ان مرض الجسم ينتج عن اختلال التوازن بين الهواء ،الماء ، النار ، الذرات و الأرض ! وان العلاج باعادة التوازن بين هذه العوامل .

علم الأوبئة هو دراسة أنماط وأسباب وآثار الحالة الصحية والمرضية فى مجموعات سكانية محددة , يُعرف الطبيب اليونانى أبقراط باسم أبو الطب ، وكان أول طبيب وبائي .

وكان أبقراط أول من ميز بين الأمراض المتوطنة الموجودة دائما ف مكان معين وبين الوباء المفاجئ الذى يحدث ف وقت معين .

يبدو أن مصطلح علم الأوبئة قد أُستخدم لأول مرة لوصف دراسة الأوبئة فى عام 1802 من قبل الطبيب الاسبانى خواكين دي فيلالبا .

التطور التاريخى لعلم الأوبئة

على الرغم من ازدهار علم الأوبئة كنظام منذ الحرب العالمية الثانية ،فقد تم تتبع التفكير الوبائى من أبقراط من خلال جون جروانت ،وليام فار ،جون سنو وغيرهم وفيما يلى وصف لمساهمات بعض هؤلاء المفكرين الأوائل والحديثين .

- حوالى 400 قبل الميلاد حاول أبقراط تفسير حدوث المرض من وجهة نظر عقلانية أكثر من كونها خارقة للطبيعة أقترح أبقراط أن العوامل البيئية وسمات العائل مثل السلوكيات قد تؤثر على تطور المرض .

- فى العام 1662 أحد المساهمين الأوائل ف علم الأوبئة كان جون جروانت ، وهو صانع خردوات فى لندن وعضو ف المجلس ، نشر تحليلا تاريخيا لبيانات الوفيات ، كان هذا المنشور أول من حدد أنماط الولادة والوفاة وحالات المرض مشيرا إلى الفوارق بين الذكور والإناث والاختلافات الحضرية والريفية والموسمية .

- فى العام 1800 اعتمد ويليام على عمل جراونت من خلال جمع وتحليل إحصاءات الوفيات ف بريطانيا بشكل منهجى . طور ويليام فار العديد من الممارسات الأساسية المستخدمة اليوم فى الإحصائيات الحيوية وتصنيف الأمراض . ركز جهوده على تجميع وتقييم هذه البيانات وإبلاغ السلطات الصحية المسأولة وعامة الناس .

- فى منتصف القرن التاسع عشر 1854، كان طبيب التخدير جون سنو يجرى سلسلة من التحقيقات فى لندن .قبل عشرين عام من تطور المجهر ، أجرى جون سنو دراسات حول تفشى الكوليرا لاكتشاف سبب المرض ومنع تكراره .لأن عمله يوضح التسلسل الكلاسيكى من علم الاوبئة الوصفى إلى توليد الفرضيات إلى اختبار الفرضيات ( علم الاوبئة التحليلى ) إلى التطبيق ، سيتم وصف أحد تحقيقاته .

- أجرى سنو إحدى دراساته الشهيرة ف عام 1954عندما اندلع وباء الكوليرا فى الساحة الذهبية فى لندن .بدأ تحقيقه من خلال تحديد أين يعيش الأشخاص المصابون بالكوليرا ويعملون فى هذه المنطقة . وقام بتمييز كل مسكن على خريطة المنطقة .

-ولأن سنو اعتقد أن الماء مصدر للعدوى بالكوليرا فقد وضع علامة على موقع مضخات المياه على خريطته الموضعية ،ثم بحث عن العلاقة بين توزيع الأسر مع حالات الكوليرا وموقع المضخات . لاحظ أن عدد الحالات التى تتجمع فيها الأسر حول المضخة (أ) أكثر من عدد الحالات حول المضخة (ب) و ( ج) .

وذلك لأن المصدر (أ) كان المصدر الرئيسي للماء حيث تجنب السكان المصادر الاخرى لعدم ملائمتها خغرافيا.ولتأكيد ان الماء هو مصدر الوباء فقد قام جون سنو بجمع معلومات عن مكان حصول الأشخاص المصابين بالكوليرا على مياههم وقد كان استتهلاك المياه من المضخة (أ) هو العامل المشترك بين مرضى الكوليرا .بعد أن قدم سنو النتائج التى توصل إليها لمسؤولى البلدية ، تمت إزالة مقبض المضخة وانتهى التفشى .

-فى منتصف وأواخر القرن التاسع عشر ، بدأ تطبيق الأساليب الوبائية فى التحقيق فى حدوث المرض . فى ذلك الوقت ركز معظم الباحثين على الامراض المعدية الحادة .

فى ثلاثينيات واربعينيات القرن العشرين وسع علماء الأوبئة طرقهم لتشمل الأمراض غير المعدية .شهدت الفترة منذ الحرب العالمية الثانية انفجارا فى تطوير أساليب البحث والأسس النظريه لعلم الأوبئة .خلال الستينيات وأوائل السبعينيات قام العاملون الصحيون بتطبيق طرق وبائية للقضاء على الجدرى الذى يحدث بشكل طبيعى فى جميع أنحاء العالم .

ف التسعينيات توسع علم الأوبئة للنظر فى مسارات وجزيئات وجينات معينة تؤثر على خطر الأصابة بالمرض وفى الوقت نفسه استمرت الأمراض المعدية فى تحدى علماء الأوبئة مع ظهور عوامل معدية جديدة ( فيروس الأيبولا ،فيروس نقص المناعة المكتسبة ، وغيرها ).

وقد تحتم على علماء الاوبئة ان لا ينظروا فقط فى الأنتقال الطبيعى للكائنات المعدية ولكن أيضا الانتشار المتعمد من خلال الحرب البيولوجية .